×

المعارضة السُنيّة تستغرب استبعادها عن لقاء الجاهلية

التصنيف: سياسة

2010-01-06  06:13 ص  816

 

مثّل لقاء «الجاهلية» الذي دعا إليه الوزير الأسبق وئام وهّاب على شرف الزعيم الدرزي الأول، وليد جنبلاط، محطة سياسية بارزة جمعت موالين ومعارضين سابقين بهدف ترطيب الأجواء بين الفريقين وإعادة رسم مشهد التوازنات السياسية الجديدة في البلاد، إضافة إلى ترميم البيت الدرزي الذي تصدع في السنوات الخمس الماضية.
هذا اللقاء الذي نجح وهّاب في عقده وتكريس وجوده السياسي، لم يخلُ من إشارات كانت واضحة المعالم، وهي لا تُعَدّ «هفوة» أو غير متعمَّدة. فالدعوات لم توجَّه إلى الشخصيات المشاركة في الجاهلية على نحو عبثي أو فوضوي، بل كانت مدروسة في غرفة عمليات التوافق الجنبلاطي ـــــ الوهّابي. إذ قرر الطرفان أسماء المدعوين ومواقعهم السياسية والحزبية والمناطقية، وأُسقط من اللائحة ما يُعرَف بـ«المعارضة السُّنية» التي كانت رأس حربة بوجه المشروع السياسي لتيار «المستقبل» خلال الفترة الماضية، رغم تعرضها للكمات عديدة وقاسية من «ترويكا» المعارضة السابقة، أي حزب الله والتيار الوطني الحر وحركة أمل. إذ تجاهلت هذه «الترويكا» المعارضة السُّنية، وأبعدتها قسراً عن رسم المشهد السياسي الجديد في البلاد ما بعد الانتخابات النيابية، ليأتي لقاء «الجاهلية» ويتوج مشروع إبعاد هذه «المعارضة» التي كانت إلى وقت قصير مضى قيمة مضافة تحتاج إليها «ترويكا» المعارضة السابقة في صراعها السياسي، وحتى الأمني مع فريق 14 آذار السابق.
إبعاد «المعارضة السُّنية» عن لقاء الجاهلية، أو تعمُّد الإبعاد والتجاهل، تنفيه مصادر الوزير الأسبق وئام وهّاب، مؤكدة أن «لا مواقف سياسية أو قرار متعمداً باستبعاد المعارضة السُّنية». وتوضح أن الدعوة «كانت للقوى السياسية في جبل لبنان، وعلى هذا الأساس دُعي (النائب الأسبق) زاهر الخطيب». هذا التبرير، أو التوضيح، لم يقنع بعض أركان «المعارضة السُّنية» الذين عددوا أسماء شخصيات كانت مشاركة في لقاء «الجاهلية» (أمثال النائبين نهاد المشنوق وعلي بزي والنائب السابق إلياس سكاف وغيرهم) لا تعطي انطباعاً بأن حضور اللقاء كان مقتصراً على شخصيات جبل لبنان، بل «تؤكد لنا أن الدعوة كانت سياسية، ولأهداف سياسية، وإبعاد المعارضة السُّنية عنه أيضاً كان لأسباب سياسية مع كل محبتنا واحترامنا للصديق وئام وهّاب». يضيف أحد أركان المعارضة السُّنية أن إبعادهم عن المشاركة في لقاء الجاهلية «كان متعمَّدا ومدروساً، ونحن نتفهم هذا الموقف المتعمَّد أو الاستبعاد غير البريء». ويتابع الرجل: «ربما أصبحت المعارضة السُّنية بضاعة غير رابحة، أو لم تعد ذات قيمة، حتى معنوية. ورغم ذلك، فإننا نرحّب بهذا اللقاء الذي يضع لبنة أساسية في الوئام اللبناني ـــــ اللبناني نقدّره، وعتبنا على قدر المحبة، ونحن يمثلنا في هذا اللقاء الصديق وئام وهّاب وحشد من الشخصيات المشاركة».
سرّ، أو أسرار استبعاد «المعارضة السُّنية» عن لقاء الجاهلية، يكشفه أحد أركان هذه المعارضة، وهو وفق المتوافر لديه من معلومات. يقول لـ«الأخبار» إن النائب وليد جنبلاط «تمنى على الصديق وئام وهّاب عدم دعوة شخصيات سُنية تثير حساسية ما مع تيار المستقبل». يضيف أن جنبلاط «تمنى أيضاً دعوة النائب مروان حمادة، وهذا ما تحقق. لكنّ الرئيس سعد الحريري الذي استُشير في أسماء بعض المدعوين، وتفهّم اللقاء، لم يضع اعتراضاً على مشاركة النائب نهاد المشنوق، بل فضّل عدم مشاركة الرئيس عمر كرامي وأسامة سعد وعبد الرحيم مراد وعبد الرحمن البزري وغيرهم من قادة المعارضة السُّنية، وهذا ما تحقق، وكان ما أراده مع جنبلاط». يضيف هذا الركن أنّ لقاء الجاهلية الذي «كرس جزئياً
 

إبعادُنا كان متعمَّداً ومدروساً، وربما أصبحت المعارضة السُّنية بضاعة غير رابحة
المصالحة الدرزية ـــــ الدرزية، لم يُكتَب له النجاح مئة في المئة، فبمجرد غياب مكوّن أساسي من المعارضة، وآخر من الموالاة (تيار المستقبل) لا يمكن إطلاق صفة لقاء المصالحة الوطنية عليه، بل سيبقى هذا اللقاء حجراً أساساً قد يعول عليه لعقد مصالحة وطنية كهذه، وما أراده الصديق وئام وهّاب من هذا اللقاء قد تحقق، وهو اعتراف جنبلاط به، موقعاً ودوراً، وتكريس وجوده السياسي، ونحن معه في هذا المشروع الذي لا يختلف عن مشروعنا الهادف إلى إعادة لغة الحوار العقلاني بين جميع مكونات المجتمع اللبناني».
امتعاض، أو «زعل» المعارضة السُّنية من استبعادها عن لقاء الجاهلية، مثّل أيضاً انزعاجاً لبعض الشخصيات الأخرى. فالنائب نقولا فتوش، الذي لم يشارك في اللقاء، فوجئ بزجّ اسمه. وقال مقربون منه لـ«الأخبار» إن فتوش كان متوعكاً صحياً و«لم يتلقّ بالأساس دعوة للمشاركة في اللقاء، وإن تعمّد وضع اسمه من بين الحضور قد ألحق ضرراً سياسياً به على صعيد مدينة زحلة». يضيف هؤلاء أن فتوش «يرحب بهذا اللقاء» ويعدّه خطوة أولى نحو «بدء حوار بنّاء بين الجميع من أجل خلاص البلاد». لكن لماذا «زُجّ» اسم النائب فتوش بوصفه مشاركاً في اللقاء إلى جانب خصمه في زحلة الوزير السابق إلياس سكاف؟ يقول مطّلعون إن شقيق فتوش، بيار، أجرى اتصالاً بالنائب سكاف خلال وجوده في الجاهلية، وإن الاتصال كان على مستوى شخصي، ما أثار التباساً عند البعض حين علموا أن فتوش الشقيق اتصل بسكاف، ما أوحى لبعض أعضاء تيار التوحيد أن النائب فتوش مشارك، وبالتالي وُزّع اسمه في البيان الإعلامي من «طريق الخطأ»، «والأمر ليس مقصوداً أو متعمَّداً».

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا