قل لي ما مفهومك للجنس، أخبرك من أنت!
التصنيف: الشباب
2013-01-01 10:50 ص 2097
حين نتفحص سلوك أطفالنا نجده في الغالب الأعم لا تختلف اختلافاً بيناً عن "عقلاء" وشيوخ المجتمع، فثمة انفصال حاد يتشكل منذ الطفولة بين العنصر "الإيماني" والعنصر الاجتماعي الواقعي، أي أن هناك افتراقاً واضحاً بين المبدأ والواقع.
ففي الشارع، وعلى أرض الواقع الحي يمارس لا شعوريا دورين متضادين، أحدهما دور التقي الذي يرتعد من خشية الله ويبكي حرقة حين يتذكر "آثامه" في المسجد، والآخر دور البراغماتي المنصاع لمتطلبات الواقع بصرف النظر عن المحاذير الأخلاقية. هذا التمزق المتجذر بين دورين قد يتشكل فعلياً منذ سنوات الطفولة الأولى، بل قد يكون هو الموجه الفعلي لتصورات الفرد وسلوكه.
وكأن ثمة خللاً بنيوياً في النسيج الاجتماعي قد جعل من الصعوبة على المرء أن يتماثل مع "إيمانه"؛ فإيمانه في المسجد غير إيمانه في الشارع. والسؤال هنا: لماذا لم يعد للأفكار التي أثبتت فيما مضى صلاحيتها في بناء مجتمع منسجم فكراً وسلوكاً، أقول لماذا لم يعد لها اليوم نفس الدوي في النفوس؟!
حسب التحليل الفرويدي، أن النظم الأخلاقية تتولى إخضاع الغرائز لعملية تكييف، أي "كبتها" وتنظيمها في علاقة وظيفية مع مقتضيات النظم الأخلاقية، وبالطبع ليس من شأن هذه العملية القضاء على الغرائز، إنما تنظيمها بما يخدم أفراد المجتمع من خلال الخضوع لقواعد تأخذ شكل القانون العام. ويمكن فعلياً أن يسهم هذا القانون الأخلاقي في تنظيم حياة الأفراد بما يخدم المجتمع ككل، لا سيما حين يحدث التوازن بين مقتضيات الغريزة المفطور عليها الفرد وبين المقتضيات الروحية والاقتصادية والاجتماعية.
وفي السياق ذاته يميز يونج بين جانبين في الفرد، القناع وما وراء القناع، وما وراء القناع هو الظل، والظل يقصد به الجانب المتجه نحو الطبيعة والغريزة، في حين يتجه "القناع" ناحية المجتمع. ووظيفة الحالة الاجتماعية "القناع" تنظيم وإشباع مجال الغرائز، وذلك عبر عملية تكييف هذه الطاقات من أجل تحويلها إلى طاقة قابلة للاستخدام اجتماعياً، أي توجيهها – ضمن عملية التنحية والانتقاء - بما يخدم تقدم ورقي النوع. ولكن قد يتصدّع هذا النظام ذاته حينما تتفاقم قوى الكبت سواء فيما يتعلق بالمقتضيات الاقتصادية أو الاجتماعية أو الغريزية. عندئذ يحدث التمزق في الفرد بين الإنسان السماوي، والإنسان الأرضي، بين المسجد والشارع، بين تعسف النظرية وقسوة الواقع!
بعبارة أخرى، كلما اتسعت دائرة القمع/ الكبت، كلما أمكننا أن نلاحظ انخفاضاً في مستوى الحس الأخلاقي للمجتمع، إذ إن الفعالية الأخلاقية في داخل المرء يخبو تأثيرها ما دامت غير منسجمة مع متطلبات الواقع، بل قد تستعيد الغريزة - التي بولغ في كبحها تحت مسوغات شتى - سيطرتها على أفراد المجتمع، فبدل أن يصبح المجتمع "مجتمعاً أخلاقيا مثالياً" يتحول إلى مجتمع غرائزي بامتياز على المستويين التخيلي والسلوكي، ويمكن أن نأخذ هنا تصوراتنا وسلوكياتنا الجنسية نموذجاً معبراً أفصح تعبير عن الآفات السيكولوجية التي يعانيها المجتمع، المجتمع "الذي يخاف أن يرى جسده في المرآة.. حتى لا يشتهيه".
أخبار ذات صلة
كشافة الفاروق تحيي الإستقلال في مراكز الإيواء*
2024-11-23 09:22 م 126
لقاء في مركز معروف سعد الثقافي لمتابعة أزمة النفايات في صيدا، بدعوة من النائب أسامة سعد
2024-01-12 01:46 م 275
فلسطين والتضامن معها .. نشاط يومي في مدارس صيدا
2023-12-09 09:50 م 219
إحذروا من “الكينغ” لحماية أبنائكم وبناتكم
2023-06-12 09:54 ص 446
التطوع لإنقاذ الأرواح والبحر والشاطئ صيدا
2023-06-09 03:42 م 398
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا
أطباء يحذرون: لا تجلس على المرحاض لأكثر من 10 دقائق لهذا السبب
2024-11-14 09:31 م
بدر زيدان: لخدمة صيدا وأبنائها وهو يسير على درب والده السيد محمد زيدان
2024-11-14 03:35 م
خليل المتبولي - المحبة بين الناس: جوهر العلاقات الإنسانية في زمن الحرب
2024-11-06 12:23 م
حكم وعبر في الحياة
2024-11-04 10:37 م
بالصور غارة على بلدة الغازية
2024-11-03 01:32 م
من هم أبرز المرشحين لخلافة السنوار
2024-10-19 06:19 ص
كارثة صحية تهدد مستشفيات صيدا بعد استنفاذ مخزونها من المستلزمات الطبية
2024-10-18 09:40 ص
حمام الشيخ في صيدا القديمة يفتح أبوابه لتمكين النازحين من الاستحمام
2024-10-17 03:02 م
مبروك المصالحة مبروك لصيدا وللنائب الدكتور أسامة سعد والمحافظ منصور ضو
2024-10-10 10:39 ص
بالصور تعليق عدد من اللصوص على الأعمدة في وسط الشوارع بالضاحية الجنوبية