×

لا تزال زوجته ورفاقه ينتظرون عودته

التصنيف: سياسة

2009-09-15  12:50 م  1953

 

 

جمال الغربي
تمر الذكرى السابعة والعشرين على جريمة اختطاف المربي والنقابي الصيداوي محي الدين حشيشو الذي اختطفته ميلشيات القوات اللبناني غداة إغتيال بشير الجميّل من منزله في مدينة صيدا لاتزال قضيته ماثلة في أذهان رفاق دربه في الحركة الوطنية على الرغم من أنها على المستوى القضائي لاتزال عالقة بين الأدراج .
بيد أن هذه القضية والتي جرت تفاصيلها إبان مرحلة ماقبل إتفاق الطائف وفي ظل الإحتلال الإسرائيلي للبنان إلا أنها غير معنيّة بالعفو عن جرائم الحرب الذي أقره المتخاصمون في ذلك الحين. حيث قدمت زوجته السيدة نجاة حشيشو تقدمت بدعوى قضائية بتاريخ 23 آذار 1991 حملت رقم 452 ضد ثلاثة متهمين ممن شاركوا في عملية الإختطاف وهم (" ف. إ. ش." و "ن. ط .ن." و "س. و.ق"). وتروي مصارد من عائلة حشيشو أن سبب رفعهم الدعو هو من أجل معرفة مصيره أكان ميتاً أم لا، وإذا كان ميتاً أين دفن وأين هي جثته لكي تسلم لأهله ومن ثم يتم دفنه في المقبرة.
وفي تفاصيل عملية الإختطاف التي ترويها تلك المصادر فهي تشير إلى أنه نحو عشرين مسلّحاً ينتمون إلى ميليشيا القوات اللبنانية دخلت إلى منطقة صيدا إثر الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، حيث طوّقوا منزل محي الدين حشيشو في اليوم التالي لمقتل بشير الجميل، تؤازرهم سيارة جيب عسكرية مزودة برشاش حربي، فضلاً عن سيارة بيجو ستايشن وأخرى فيات برتقالية عليها شعارات القوات اللبنانية. وقد دخل عدد من المسلّحين إلى المنزل، حيث كان حشيشو مرتدياً ثياب النوم، ويتصفح كتاباً عنوانه «محنة العقل في الإسلام». فطلب آمر المجموعة من حشيشو الذهاب معهم للتحقيق، ومتوجهاً بالقول لزوجته " مدام مافي داعي لاتبكي ولاتتصلي ولاتقومي بوساطة ولاتراجعي حدا نصف ساعة ويعود".
لكن الدقائق الثلاثين الذي أعطاها آمر المجموعة كوقت لعودة حشيشو القيادي في الحزب الشيوعي اللبناني إلى منزله إمتدت لسنوات وصلت عددها إلى السابعة والعشرين يعيشها الأهالي والأقارب والرفاق على أمل اللقاء به أو في الحد الأدنى معرفة مصيره .
فقضية " أبو أسامة" مثلها مثل قضايا العديد من أبناء مدينة صيدا سواء كانوا لبنانيين أم فلسطينيين والذين إختطفوا في تلك الحقبة على أيدي ميلشيات القوات اللبنانية المتعاملة مع العدو الإسرائيلي كما يقول أحد رفاقه " أبو محمود " إذ لايخلو أي بيت من هذه المعاناة أكانت إختطاف أخ أو أب أوأم أو قريب أو صديق ، أو إرتكاب مجازر بحقهم حيث يتذكرون العشرات من تلك الممارسات الهمجية بحقهم التي لاتزال ماثلة بأذهانهم .
ويضيف " أبو محمود " ونحن نعيش أجواء إقتراب عيد الفطر السعيد نتذكر جيداً "العديّة" التي قدمتها لنا المليشيا التي إختطفت الرفيق " أبو أسامة" حيث ارتكبت كعادتها جريمة مروعة في ليلة العيد بحق أبناء مدينة صيدا في العام 1983 حيث أقدمت على قتل الشابيّن أحمد ذكور ومحمد الزورغلي لدى عودتهما من السوق بعدما كان قد إشتريا ثياب العيد.
ولايخفي عدد كبير من الصيداويين كما يقول الرفيق " أبو محمود " استيائهم الكبير والشديد من محاولات بعض الجهات السياسية في المدينة لإدخال علم القوات اللبنانية إلى صيدا سياسياً ولو بطرق مختلفة أكانت إجتماعية أوسياحية في إشارة "للزيارة التي قام بها وزير السياحة القواتي إيلي ماروني للمشاركية في إمسيات خان الإفرنج التي تنظمها مؤسسة الحريري". كون هذا الفريق الذي سلم عدد كبير من الشبان الصيداويين في مرحلة الإحتلال إلى العدو الصهيوني لايزال يحتفظ بمعلومات عن مصير الكثير من أبناء المدينة الذي إختطفهم.
في حين تبدي مصادر سياسية معارضة في صيدا خشيتها من أن تبقى قضية ملف إختطاف حشيشو عالقة في الأدارج أو تكون خاتمتها غير سعيدة لمحبيه . على الرغم من أن الدعوة مقامة على ثلاثة أشخاص معروفين الهوية، في ظل تدخل جهات سياسية نافذة في المدينة في محاولة منها لتمييع القضية.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا