×

طرابلس بالأسود والأبيض في نقائها عبر فايسبوك

التصنيف: تقارير

2013-01-11  10:23 ص  3348

 

 التقوا حول حبهم لمدينة لا تعرف الإستسلام، ولطالما كانت الشاهدة على تقاطع طرق، كما جابت مُتمهّلة في أروقة الظلم، وعرفت لحظات كثيرة ملتوية. 

قالوا، ينبغي أن تحظى طرابلس بالأولوية القصوى، لينتشر شذا تاريخها الذي ما زال يحتفظ بنقائه الأصلي. فكانت صفحة "طرابلس بالأسود والأبيض" على موقع التواصل الإجتماعي "فايسبوك"، وكان هناك الآف من المُشجعين. دوّنوا على صفحتهم التي تلاقي نجاحاً كبيراً: "مالكي الصفحة: أبناء وأنصار طرابلس". أمّا المُشرفون الأساسيون عليها، فهم مصطفى كبّارة، هلال كبّارة، وعبد الله الحلبي. وأعضاء مجلس الصفحة ومستشاريها هم وفاء جباضو، إبرهيم توما، طوني ديب، وطه ناجي. أجابوا عن الأسئلة التي طرحتها عليهم "النهار" عبر الإنترنت، بعدما تشاوروا معاً "إفتراضياً"، نظراً إلى كون البعض منهم مُنتشر في مُختلف أنحاء العالم. لم ينسبوا إجاباتهم إلى شخص مُحدّد، بل وقّعوا في نهاية الرسالة "فريق العمل"(The Team). 
 كان بديهياً أن يكون السؤال الأول هو الآتي: هل هناك حدث معيّن جعلهم يبدأون هذه الصفحة التي نقوم من خلالها، يومياً، برحلات خاطفة إلى أيام خلت؟ "طرابلس مدينة غنية بأهلها، وتاريخية بآثارها، وعريقة بمعالمها التي كان من الواجب تعريف الناس عليها بطريقة أوسع، ليس فقط على الصعيدين المحلي والوطني، بل العربي والعالمي أيضا. فقد عرفت هذه المدينة منذ قرون بمدينة العلم، وهي المدينة الثانية بعد القاهرة التي تميّزت بمساجدها ومدارسها التي يعود تاريخها إلى العصر المملوكي، وهناك في المدينة معالم دينية أخرى كالكنائس والإرساليات والتي تترجم واقع طرابلس الغني والراسخ في تداخله الإجتماعي وتعايشه الأخوي عبر السنين". أما اقتباس فكرة تأسيس الصفحة، فقد جاءت على قولهم، "إستلهاماً من الأساتذة والمؤرخين الدمشقيين الذين كانوا قد أسّسوا وبدأوا منذ مدة صفحة تحت عنوان "دمشق بالأبيض والأسود"، فكان لا بد لهذا الإلهام من أن يأخذ مكانته في مدينة طرابلس اللبنانية العريقة التي تمتاز بصفات شبيهة بمدينة دمشق من حيث العمران والتقاليد". كانت البداية، كأي عمل، "خجولة بعض الشيء، فكان من الضروري المثابرة والإصرار وإثبات الرسالة التي أسست من أجلها هذه الصفحة". وكانت الخطوة الاولى بجعل الصفحة التي تحوّلت، على قولهم، إلى مكتبة توثيقية "ملك لجميع أهل طرابلس لا بل جميع اللبنانيين، ولكن كان لا بد من أن يكون هناك فريق عمل يديرهم وينظمها. ولا بد من الذكر هنا أن المبادرة الأولى كانت من عبدالله الحلبي الذي جمعنا لإدارة الصفحة". فإذا بهم ينتقون أناسا "من كل أطياف المجتمع الطرابلسي ليكونوا عوناً ودعماً لنا في مجالي الإدارة والإستشارات، وهم وفاء جباضو، إبراهيم توما، طوني ديب وطه ناجي". هذا الإنتقاء كان، على قولهم، "مدروساً جداً من حيث الصورة التي أردنا أن نظهر بها أمام المجتمع لإعطاء الإنطباع اننا صورة طبق الأصل عن الموزاييك الإجتماعي الطرابلسي الجميل". وبالإضافة إلى الإستشاريين، هناك مشاركين معهم، "من علماء ومثقفين لبنانيين وعرب هم: دانيال قرق، خالد تدمري، جمانة بغدادي، طلال منجد، محمد السويسي، فؤاد طرابلسي، حسين الجسر، كريكور أغابيان، أحمد عز الدين، همام سلام، بسام سلام، جلال عبس، ريجينا قنطارة، توفيق منقارة، حسين عدرة، سامر دبليز، ربيع بركة، حنا حيدر، علاء الدين العجلاني (الذي كان من أول المشجعين) وكُثر غيرهم". والهدف الأول للصفحة هو، "مُخصّص للبحث والتوثيق من أجل المحافظة على معالم طرابلس التاريخية بما يتضمن من آثار ووجوه ووجهاء وعلماء ورجال دين، مركزين على اهميتهم وإنجازاتهم خلال فترات وحقبات مختلفة من تاريخ المدينة. 
ولا بد من التأكيد هنا أن الصفحة لا تتبنى أي جهة سياسية، فهدفها الأساسي هو ثقافي واجتماعي بحت". أما الهدف الثاني و"الأهم، فربما هو مصالحة الذات مع هذه المدينة التي تركت وأهملت جراء الحروب العبثية المفتعلة، والإصرار والمثابرة على التلاقي بين أطياف المجتمع من خلال الصورة بطريقة نوستالجية". ومن خلال هذه اللّمسة التوّاقة إلى تاريخ رحل مستأذناً، "نستطيع أن نعترف ونقول اننا لمسنا شغفا وحبا كبيرا من أهل المدينة، خصوصا الشق المسيحي منه الذي يرى صدقية رسالتنا التي تدعو إلى المحبة والتسامح والاحترام وتقبّل الآخر". 
والصور التي يضعونها مع تعليقاتها الخاصة هي من أنواع عدة، "تاريخية: معالم ومباني أثرية كمساجد وكنائس ومدارس... اجتماعية: وجوه ووجهاء، رجال دين ورجال أعمال وأطباء ومهندسين ومحامين وزعماء... ثقافية: وثائق، مجلات، صحف، بيانات ومقالات قديمة، مسرح، فن، إعلانات قديمة، وتقاليد وأنتيكات...". 
وصحيح ان حبّهم للمدينة أشبه بنسيج حريري مموّج، بيد ان "مصطفى كبّاره فقط يعيش ويعمل في طرابلس، فهو مختار مدينة طرابلس - محلة المهاترة، ووجوده معنا مهم جداً كصلة وصل، الى كونه ذا باع طويل في معرفة الناس، عدا عن معالم طرابلس وحاراتها وأزقتها وشوارعها. أما هلال كبارة فيعيش في انكلترا منذ 28 عاماً وعبدالله الحلبي يعيش في الولايات المتحدة منذ أكثر من عشرين عاماً". 
وفي ما يتعلّق بالصور فمصادرها هي الآتية: "مجموعات شخصية يمتلكها المشرفون ورثوها عن أهلهم وأجدادهم... من الاعضاء والمُشجعين للصفحة ومن أصدقاء مقرّبين مع ذكر أسمائهم...  من مجلات وصحف وكتب قديمة مع ذكر المصادر... من مكتبات حكومية... ومن الشبكة العنكبوتية مع ذكر المصدر قدر الإمكان".

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا