إنتقد رئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى صيدا بالشكل الذي تمت فيه، خصوصًا لناحية  حجم الإجراءات الأمنية التي اتخذت في المدينة أثناء الزيارة. وقال إنه لا يوجد  أي داعٍ لهذه الاجراءات التي هي فوق العادة والتي لا مبرر لها  وغير مسبوقة في هذه المدينة .
ورحب سعد بأي عمل خيري يقدم إلى لبنان، وتساءل  أين هي الضرائب والرسوم التي تجبيها الدولة من المواطنين؟ ولماذا لا ترتد إلى الناس على شكل مشاريع إنمائية وخدمات لكي تؤمن فرص عمل مناسبة وملائمة وخدمات لائقة؟ . وأشار إلى أن هذه الضرائب التي لا يعرف المواطن أين تذهب تحولت إلى جزية تفرضها السلطة على الناس دون أن تقدم لهم أية خدمات. وقال عندما يمثل الأثرياءالفقراء ويمثلون عليهم فإن الأمور تصبح كلها تمثيل ومخالفة لإرادة الناس.

في ما يخص التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة ضد لبنان، قال سعد: إن هذه التهديدات ليست جديدة والكل الآن يطالبنا بتطبيق القرار 1701، من أميركا وفرنسا ودول أوروبية وعربية وبعض الأطراف اللبنانية، مستغربًا هذا الحماس المستجد من كل هذه الدول والأطراف لتنفيذ قرار دولي علمًا أن لبنان طالب على مدى 22 عامًا بتنفيذ القرار 425 القاضي بانسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان من دون قيد أو شرط. ولم نجد وقتها لا أميركا ولا أوروبا ولا دول عربية تطالب هذا الكيان بتنفيذ القرار، وكان الحل البديل  هو المقاومة لإنجاز التحرير.  وأكد  أنه من واجب اللبنانيين التصدي للخروقات الإسرائيلية ضد أجوائه ومياهه وأرضه، والمقاومة والجيش هما مطالبان بالتصدي.

وحول مطالبة بعض الأطراف اللبنانية بتنفيذ القرار 1559 قال :هذه الأطراف لم نراها تطالب بتنفيذ القرار 425 لأنه كان لمصلحة لبنان والآن يطالبون بقرارات ليست في كل بنودها لمصلحة لبنان. ذلك لأن جزء منها لمصلحة إسرائيل التي لم تلتزم بها بالكامل، وما يهمنا هو كيفية حماية لبنان من الخطر الصهيوني القائم والمستمر وهذا ما يعبر عن السيادة والاستقلال الذين يتشدّقون بالحديث عنهما يوميًا عبر وسائل الإعلام.

وحول التعيينات الإدارية دعا سعد لاعتماد معايير الكفاءة والنزاهة وقال: أنا ضد أي محاصصة وتوزيعات لها طابع طائفي أو مذهبي في المناصب الرسمية والادارات. ودعا إلى إلغاء كل المعايير الطائفية لتحقيق الاصلاحات السياسية الواردة في إتفاق الطائف.

كلام سعد جاء خلال استقباله وفدًا ضم كل من: الروائية المصرية رضوى عاشور العضو المؤسس في لجنة الدفاع عن الثقافة القومية ، والسيدة حسنى رضى مكداشي من مؤسسة نور لدراسات المرأة العربية، والسيدة سميرة صلاح عضو المجلس الوطني الفلسطيني في لبنان، بحضور رئيسة الهيئة النسائية الشعبية السيدة إيمان سعد ، ومديرة مؤسسة معروف سعد الثقافية الاجتماعية الخيرية السيدة منى سعد.
 
وقد وصفت رضوى عاشور الجدار الفولاذي العازل الذي تقيمه مصر مع غزة بأنه جدار عار، وقالت : هذا الجدار هو إملاء أميركي – إسرائيلي على الحكومة المصرية،  واعتبرت أن الأنفاق الفلسطينية في محازاة رفح ما كنت لتقام وتنشأ إلا لأن غزة تحت الاحتلال والحصار من كل الجهات، وليس لها منافذ على العالم العربي إلا منفذ واحد عند الحدود المشتركة مع مصر. وبالتالي يشعر المصريون أن موقف الحكومة المصرية اتجاه هذه الأنفاق هو موقف خاطىء ومخزي ولا بد من مقاومته. وقالت: أمامنا طريق لمواجهة هذا الأمر كما واجهنا معاهدة كامبد دايفيد وإقامة السفارة الإسرائيلية في قلب مصر ومواجهة التطبيع الذي حاولت الحكومة المصرية فرضه. وأمِلت أن ينجح المصريون في مواجهة هذا الأمر لأنه ليس في صالح مصر أن يتم الخلط بين العدو والشعب الفلسطيني الشقيق.

وفي نهاية اللقاء قدّمت عاشور إلى الدكتور أسامة سعد  مجموعة من الروايات التي كانت قد ألّفتها.