حال الأمة في ذكرى مولد نبيها ( صلى الله عليه وسلم)

التصنيف: المرأة
2013-01-23 01:24 م 1639
بقلم/ الشيخ جمال الدين شبيب
تمر علينا ذكرى عطرة هي ذكرى المولد النبوي الشريف لتُذكِّرنا بميلاد هذا الإنسان العظيم الذي غيَّرَ مجرى التاريخ، وحقق العدلَ والرحمةَ في المجتمع الذي عانى الظلم والاستبداد والجَوْر، ردحا من الزمان قبل بعثته.
فأزال الجهل ونشر العلمَ ورسَّخ الإيمانَ في نفوس الناس وقضى على العصبيات والقوميات، وأنقذ أجيالا من الجاهلية. وقاد البشرية نحو العزة والسؤدد، حتى أصبحت أمتُه خير أمة أخرجت للناس، ملَكَتْ أزمِّة القيادة، ونالت درجات الريادة، وضربت للعالم أروع الأمثلة في في العدل والإحسان وبناء الأمم. فهَزمَت الكفار، وفتحت الأمصار وغرست منهج الله في النفوس ومكنَتْ له في الأرض.
وتعتبر مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف من أهم المناسبات الإسلامية للتأملِ في أحوال الأمة الراهنة وواقعها، وعرض ذلك على ما تركَنا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، واستشرافِ مستقبلها، والتفكير في الحلول للخروج بها من أزمتها، ورسْم الخطط للنهوض بها، كي تستردَ العزةَ المفقودة، وتنالَ الرفعة والمكانة اللائقة بها بين الأمم، وتصلَ إلى المقدمة وتصبحَ محط تقدير واحترام.
أولاً: إن أمة المصطفى قُصِم ظهرها وتزعزع كيانها يومَ سقطت الخلافة الإسلامية بمقتل الخليفة سيدنا عثمان رضي الله عنه وتحولت الدولة الإسلامية من دولة الشورى والعدل إلى دولة التسلط والاستبداد والرأي الواحد والملك المنفرد بالقرار المستعبد للرعية.
ثانياً: استكملت معاول الهدم تخريبا لبنيان الأمة يوم دخل الاستعمار إلى أراضيها، فاستنزف خيراتها ورسم سياستها، وتحكم في مستقبلها واقتصادها وتعليمها وفتَّتَها إلى دويلات قومية متقاطعة ممزقة، ورسم لها حدودا جغرافية وجعلها فتائل يمكن إشعال نار الحروب بها متى شاء.
ثالثاُ: يوم وضع الغرب والشرق حكاما عملاء يدمرون بنيان ألمة من الداخل وينوبون عنه في تحقيق أهدافه، وأصبحت بذلك أمتنا لا تملك من أمرها شيئا. تشتت شملها وذهب عزها وتوالت هزائمها وغدت أكلة سائغة لأعدائها كالقصعة يتداعى ويتنادى عليها الأكلة من كل مكان، كل ينهش مما يليه بصغار اللُّقَم وكبارها، وإلى كل ذلك وغيره أشار الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله المعجز، حيث قال:
"يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها"، فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ؟، قال: "بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزَعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهْن"، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: "حب الدنيا وكراهية الموت"" [رواه أبو داود في كتاب الملاحم عن ثوبان وأحمد].
إن أمتنا اليوم لا تُحسد على حالها وما آلت إليه أوضاعها، كيف يطيب لهذه الأمة أن تحتفل وتفرح ودماؤها تنزف، وحقوق المسلمين منتهكة، والأخطار بها محدقة وقبلتها الأولى مغتصبة، وأمورها بأيدي أعدائها وهي مستعمرة سياسيا واقتصاديا وثقافيا بل والفتن تنخر جسمها وهي أشد خطراً من الحرب العسكرية المباشرة.
فكيف يطيب لها الاحتفال في هذه الظروف؟ ومتى تحتفل الاحتفال الصحيح وتكتمل فرحتها؟ وتُكشف كُربتها وتزول نكبتها؟ وتتحسن أوضاعها وتستقيم أمورها؟ ذلك ما نتمناه ونرجوه من اله؟، والله خير مأمول وأكرم مسؤول.
ولكن على الرغم من هذا كله لا يأس ولا قنوط ولا استسلام ولا انهزام، ولا قعود عن الدعوة لهذا الدين والتبشير بعودة عزه وانتصار المسلمين، لأن أمتنا أمة عظيمة، تمرَض ولا تموت وتنام وتستيقظ، ويتخدر أبناؤها ويصْحُون، جعل الله فيها من يجدد لها دينها وأمرَها ويحقق عزها على رأس كل مائة سنة كما صح بذلك الخبر عن نبيها الكريم عليه السلام: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها" [رواه أبو داود والحاكم بسند صحيح عن أبي هريرة].
وأمتنا أمة خالدة مباركة، الخير منها ومن أبنائها لا ينقطع إلى يوم القيامة، ونبضُ الروح والحياة لم ولن يموت فيها، قال الرسول يؤكد ذلك: "أمتي أمة مباركة لا يُدْرى أولها خير أو آخرها" [رواه ابن عساكر عن عمرو بن عثمان بن عفان مرسلا ووثقه الذهبي وحسنه السيوطي.]، ولن يُعدم منها المصلحون والمدافعون عنها إلى آخر عهدها، وإن الدين يبقى مطمورا في الفِطَر ومغروسا في القلوب ومؤصلا في النفوس وسرعان ما يظهر ويزهر ويثمر، فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا.
أخبار ذات صلة
اسبوع العمل العالمي للتعليم لعام ٢٠٢٥ في صيدا - جنوب لبنان
2025-05-04 05:40 م 464
مساعد المدير العام في تلفزيون لبنان حول منع ظهور المذيعات المحجبات على الشاشة: التلفزيون
2025-04-04 06:24 م 427
بيان صادر عن قيادة فصائل م.ت.ف في لبنان بمناسبة اليوم العالمي للمرأة
2025-03-08 09:47 م 364
بهية الحريري: المرأة اللبنانية شريكة في المسؤولية والإنتاج وتستحق التكريم في يومها العالمي
2025-03-08 09:19 م 168
لقاء حواري للهيئة النسائية الشعبية في التنظيم الشعبي الناصري حول " دور المرأة في زمن الحرب"
2024-08-18 09:01 م 485
شابة عمرها 35 عاماً تكسب نصف مليون دولار وهي في منزلها
2024-06-22 05:09 ص 517
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا

أصحاب الموتورات نار جهنم و أبواب السجون والمخافر باتت مشرّعة لكل مخالف،
2025-06-12 09:44 ص

الساكت عن الحق شيطان أخرس" في صيدا
2025-06-10 02:42 م

إلى السادة حجازي و عكرة و دندشلي البرزي و سعد و تيار المستقبل: الآتي أعظم