بين الأسد وجنبلاط: عبارة
التصنيف: سياسة
2010-01-15 10:09 ص 1137
بين رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط والرئيس السوري بشار الأسد عبارة فقط. معظم الحواجز سقط، وأضحت الزيارة المؤجلة لدمشق عالقة بين توقيتين متلازمين: إيضاح تلك العبارة يليه تحديد الموعد
بعد عودته من دمشق ومقابلته الرئيس السوري في 19 و20 كانون الأول الماضي، أطلع رئيس الحكومة سعد الحريري جنبلاط على نتائجها، وأبلغ إليه ـــــ بحسب ما علم من الأسد ـــــ أن ثمّة مسألة واحدة عالقة تؤخر استقبال الرئيس السوري للزعيم الدرزي، هي عبارة قالها جنبلاط لـ«الواشنطن بوست» عدّها الأسد مهينة للشعب السوري، ويطلب إيضاحاً في شأنها. كانت الإشارة الوحيدة ذات الدلالة التي تلقّاها جنبلاط عن سبب تأخر تحديد موعد زيارته دمشق، ما نقله الحريري له عن الأسد، وهو أنه «لا أسباب شخصية» لديه تحول دون استقبال الزعيم الدرزي، لكن ثمّة ما ينبغي تصحيحه «مع الشعب السوري» أو إيضاحه.
كان جنبلاط قد تحدّث مع مراسل «الواشنطن بوست» دافيد إينياتيوس عن الوضع في لبنان، وأفضى إليه برأيه. صباح اليوم التالي، الأربعاء 4 كانون الثاني 2006، صدر في الصحيفة الأميركية رأي الزعيم الدرزي، الذي أضحى اليوم آخر حواجز مصالحته مع دمشق واجتماعه بالرئيس السوري. كتبت: قال جنبلاط إنه يأمل أن تقف الولايات المتحدة إلى جانب ثورة الأرز. و«إذا كان بوش يعتبر أن لبنان هو من أبرز إنجازاته، فإن الوقت قد حان إذاً كي يحميه». وعندما سأله دافيد إينياتيوس ماذا يطلب من الولايات المتحدة، أجابه: «لقد أتيتم (الأميركيون) إلى العراق باسم حكم الأكثرية. يمكنكم فعل الأمر ذاته في سوريا».
باتت المشكلة في العبارة الأخيرة التي يقول جنبلاط إن السوريين فسّروها دعوة للأميركيين إلى اجتياح سوريا، وهو لم يقصد هذا الإستنتاج، ولا قاله صراحة. ذكر العبارة لمحدّثه بالهاتف. يقول أيضاً إنه مضى وقت طويل على عدم تلقيه مخابرة من دافيد إينياتيوس، ويفتقد أيضاً سيمور هرتش الذي لم يعد يزور لبنان، وكان يخابره، كالآخر، باستمرار.
يضيف الزعيم الدرزي أن المطلوب منه توضيح هذه العبارة. وهو سيفعل. لكنه لا يقول متى. يعتقد أن الأمر ينتظر الظرف المناسب له ولسوريا. كرّر ذلك في الأيام الأخيرة، في قرية الجاهلية يوم الأحد ثم في الرابية الاثنين. ورغم أنه بدا متوتراً في الأيام الأخيرة كلما سئل عن زيارته المؤجلة لسوريا، تصرّف باستمرار بانفتاح على كل جهد يعيد تطبيع علاقته بها.
نقل إليه مسؤولون في حزب الله المطلب نفسه من دمشق: إيضاح تلك العبارة للشعب السوري.
يقول جنبلاط: «لنرَ ماذا سنفعل. طريق الشام فُتحت سياسياً. زال التوتر وأكدنا الثوابت مع سوريا التي هي اتفاق الهدنة مع إسرائيل والعلاقات المميّزة واتفاق الطائف. اتفقت أيضاً مع الشيخ سعد والآخرين على أن نضع الاغتيالات في يد المحكمة الدولية وننتظر أحكامها. هناك موضوع آخر عالق هو ترسيم الحدود بين البلدين، ولكنه برسم التفاوض. لا بأس بمباشرته من الشمال نزولاً. حتى بالنسبة إلى مزارع شبعا لم يرضَ الأميركيون في مؤتمر روما عام 2006 بوضعها حسب اقتراح الرئيس فؤاد السنيورة، عندما عرض خطة البنود السبعة، تحت سلطة الأمم المتحدة موقتاً وانتقالياً. هناك بنود اتفقنا عليها عام 2006 في طاولة الحوار الوطني وأجمعنا على تطبيقها. إذا استطعنا تنفيذها يرتاح الجيش والشعب. المعسكرات الفلسطينية مثلاً. أما الموضوع الأساسي، وهو سلاح حزب الله، فقد اتفقنا على معالجته في الوقت المناسب في إطار الخطة الدفاعية لمواجهة إسرائيل، وفي الظروف الإقليمية التي يعتقد الحزب أنها ملائمة لذلك. الأمر يعود إليه لبتّ الموضوع، وهو لم يقدّم بعد تصوّره للخطة الدفاعية. إلا أن سلاح المقاومة سيبقى موضع حوار».
لكن جنبلاط يربط إيضاح العبارة بما يعتقد أنه «يحفظ ماء الوجه لي ولسوريا». يضيف: «طبعاً اعترفنا للشعب السوري وجيشه بتضحياته في لبنان إبان الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 وتصدّيه له. ولكن عام 2005 كنا في أوج الهيجان. كان الشعب اللبناني في غليان بسبب الاغتيالات. كانت هناك ردود فعل من الجانبين. قلت ما قلته في 14 آذار 2007 في ساحة الشهداء نعوتاً وألفاظاً، ورفعوا صورتي في تظاهرة في ساحة المرجة في دمشق على أنني حاخام إسرائيلي. كانت هناك ردود فعل متبادلة. ليست لديّ فكرة إذا كان السوريون قد تجاوزوا فعلاً هذه النعوت، ولم يصلني شيء عن ذلك. كانت المرحلة السابقة مثقلة بالشحن والغليان من كلا الجانبين. أتذكر أيضاً مذكرات التوقيف التي صدرت في حقي حينذاك». لكنه يشير إلى «دور إيجابي جداً» لحزب الله في شقّ طريقه إلى دمشق «تحت عنوان طيّ صفحة الماضي وحفظ كرامة الفريقين وموقع الطائفة الدرزية». بيد أنه يتطلع إلى مرحلة جديدة مع سوريا. لا يفصح متى يوضح العبارة، ولكنه يرى في المصالحة مع سوريا عاملاً إضافياً في إراحة الوضع الداخلي. يقول: «هناك الجغرافيا السياسية بيننا وبينها. هناك سوريا وهناك إسرائيل». إلا أنه لا يكتم قلقاً آخر يثقل عليه هو الشارع الدرزي الذي لم يتقبّل بعد استدارة زعيمه في 2 آب 2009 من العداء لسوريا إلى استعادة التحالف معها. قسم من الشارع الدرزي لا يزال ينفر من هذا التحوّل و«يحتاج إلى ترويض»، رغم معرفة جنبلاط أنه يتخذ أحياناً قرارات «ليست شعبية ولا شعبوية».
يقول أيضاً: «يتطلّب ذلك مزيداً من الجهد. ينبغي أن أشرح أكثر من خلال جولات على المناطق الدرزية وعلى إقليم الخروب، وحيث هناك نفوذ جنبلاطي أو اشتراكي. التحوّلات حصلت سريعة، وبعض
الشارع الدرزي لم يفهمها. لم يستوعب تماماً ما قيل في 2 آب ولا زيارة الملك عبد الله لدمشق، ولا كل ما حصل بعد ذلك. ويبدو أن المقالات الصحافية والمقابلات التلفزيونية لم تعد تكفي، بات علينا أن ننزل إلى الشارع». يضع هؤلاء المتحفّظين في نطاق فئة قليلة من الشارع الدرزي، وقد لمس أن قسماً آخر تلقف التحوّل وتقبّله وبرّره. في المقابل يلاحظ جنبلاط أن بعض الشباب اللبناني، ولا سيما بعض الشباب الدرزي (ولا يستثني الشارع السنّي بعد زيارة رئيس الحكومة لدمشق)، لم ينتبه إلى أن الجيش السوري قد خرج نهائياً من لبنان ولن يعود إليه، وأن لا أدوات هيمنة أمنية كما كان يجري سابقاً. لم يعد هناك بوريفاج ولا عنجر. التفاوض بات يجري من دولة إلى دولة.
بالتأكيد لا يحبّذ الزعيم الدرزي عبارة «ندّية»، ويراها غير ملائمة لوصف العلاقات المميّزة اللبنانية ـــــ السورية. يقول: «الدول أحجام، وسوريا باتت دولة إقليمية كبرى. هل نرى الحجم نفسه بين روسيا وفنلندا، وبين الولايات المتحدة وكندا؟ هناك أولاً الجغرافيا السياسية. ثم هل ينبغي أن ننسى العامل الإسرائيلي؟ أمس هدّدتنا إسرائيل ولا تزال».
يضيف: «لم يتغيّر كل الشارع الدرزي، ولكننا قطعنا شوطاً كبيراً في ذلك. المراجعة التي أجريتها في 2 آب كانت ضرورية وحتمية من أجل مصلحة الدروز ومستقبلهم ومصيرهم، ومن أجل تأكيد ثوابت الموقف مع سوريا، ومن أجل الإصرار على العمق العربي لنا كلبنانيين وكدروز خصوصاً. هل ينبغي أن ننسى عمقنا في جبل الدروز في سوريا؟ وهل ينبغي أن ننسى أن دروز سوريا تعرّضوا بدورهم لمضايقات في المرحلة الماضية بسبب ما كان يحدث في لبنان؟».
You came to Iraq in the name of majority rule. You can do the same thing in Syria.
Walid Jumblatt
Washington Post (4-1-2006)
14 شباط وليس 14 آذار
يقول: «لن يتغيّر 14 شباط بالنسبة إليّ، لأن الرئيس رفيق الحريري لم يكن لفئة لبنانية دون أخرى، بل للبنانيين جميعاً. والرئيس سعد الحريري هو اليوم رئيس حكومة كل لبنان، أي إنه أيضاً لجميع اللبنانيين. لذلك سنذهب جميعاً لإحياء ذكرى 14 شباط ونضع زهوراً وأكاليل على ضريح الرئيس الراحل وفاءً له».
لكن ذكرى 14 آذار صارت أمراً مختلفاً.
لم يعد الزعيم الدرزي يحبّذ الاستعراضات الشعبية التي أجرتها قوى 14 آذار أعوام 2005 ـــــ 2009، وجمعت الألوف في ساحة الشهداء، وكانت ضد سوريا وقال فيها ما قال، هو وسواه، وكذلك الحريري الابن. بالتأكيد لا يريد أيضاً أن يلزم اليوم حليفه رئيس الحكومة بموقف مسبق من إحياء ذكرى 14 آذار. يقول جنبلاط: «المسألة حساسة ويعود إليه القرار. لكن لا أعرف كيف يمكن إحياء مناسبة هذا الاصطفاف الكبير الذي أوجبته ظروف معينة، ثم أتت تطورات وبدّلت الواقع. قوى 14 آذار وذكرى 14 آذار خدمت مرحلة معينة، واستطاعت تحقيق إنجازات مهمة وكبيرة في سبيل سيادة لبنان واستقلاله. من المؤكد أنني لست نادماً عليها. ولن أكون. لكنها مرحلة انتهت الآن».
كان قد قال كلاماً مشابهاً في 2 آب 2009، ولم يصدّقه حلفاؤه في قوى 14 آذار. بعد استدارة جنبلاط وزيارة الحريري الابن لدمشق، أضحت قوى 14 آذار أمام مصير مختلف.
أخبار ذات صلة
بري: إشترطت وقفاً فورياً لإطلاق النار والخروقات والتعهد بموضوع الأسرى
2025-01-27 07:19 م 40
السفير السعودي لدى بريطانيا: السعودية لن تطبع مع إسرائيل من دون حل للقضية الفلسطينية
2025-01-27 05:22 م 31
مصدر مقرب من حزب الله لفرانس برس: إسرائيل أسرت سبعة من مقاتلي الحزب خلال الحرب
2025-01-27 05:19 م 18
النائب البزري موجها التحية لأهل الجنوب ويشيد بصلابتهم ووطنيتهم وتمسكهم بأرضهم
2025-01-27 11:37 ص 46
إلى مصر أو الأردن.. ترامب يقترح نقل سكان من غزة
2025-01-26 05:57 ص 42
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا
زواج بلا جنس.. قرار قضائي فرنسي يغضب المحكمة الأوروبية
2025-01-24 09:54 ص
برسم المعنيين ..بعض الدراجات النارية تبتز السائقين بتصنع الاصطدام
2025-01-19 04:03 م
ما سر انقسام نواب صيدا في انتخابات رئاسة الجمهورية والحكومة!!
2025-01-15 06:07 ص
بالصور.. كيف تبدو حرائق لوس أنجلوس من الفضاء؟
2025-01-12 10:22 م
إن انتخب د. سمير جعجع رئيساً للجمهورية ما هي علاقة صيدا ونوابها معه!
2025-01-02 10:12 م
أبرز بنود الاتفاق: بين لبنان و إسرائيل
2024-12-28 02:33 م
اطباء نصيحه عواقب صحية مقلقة للامتناع عن ممارسة الجنس
2024-12-19 09:37 م
الرواية الكاملة لهروب الأسد.. وسر اتصال مفاجئ بالمقداد
2024-12-19 09:21 م
تحركات شبابية في صيدا للمشاركة في الانتخابات البلدية المقبلة