×

الاثار تستملك قطعة ارض في صيدا.. وتبادر بالتنقيب

التصنيف: سياسة

2009-09-16  01:18 م  3540

 

 

محمد دهشة
 
في خطوة لافتة، باشرت المديرية العامة للاثار في صيدا التنقيب عن إكتشافات اثرية محتملة في قطعة أرض خاصة قرب فرن "الجميل" بمحاذاة ساحة "الشهداء" تعود ملكيتها الى احد مقاولي البناء في المدينة الذي ينوي اقامة مبني سكني وذلك في خطوة استباقية يتوقع منها ان تكشف عن المزيد من اسرار صيدون القديمة وأثارها في منطقة غنية بها.
إعتادت مديرية الاثار أن تباشر اعمال التنقيب في اي قطعة أرض بعد ظهور مكتشفات اثرية فيها وهي غالبا أراض ينوي أصحابها اقامة مبان سكنية، فتضع يدها عليها وتوقف العمل فيها ريثما تنتهي من رفع الاثار او تطلب استملاكها اذا كانت ذات اهمية كبيرة لتحافظ على طبيعتها والمكتشفات فيه، لكن هذه المرة، بادرت المديرية الى حفر أرض قرب ساحة "الشهداء" لاعتقادها انها غنية بالاثار اذ تجاور منطقة تم العثور فيها على مكتشفات هامة وأبرزها في ملعب "الشهداء" وتحديدا في (العقارين 1551 و1552 دكرمان/ صيدا) التي تم استملاكها بعد اكتشاف أعمدة ومقابر رومانية وبعض أوجه الحياة القديمة مثلقنوات للري ومدرج طريق مرصوف تعود للحقبتين الرومانية والبزنطية، فضلا عن سور المدينة الذي يعود للفترة الهلنستية كان قد اكتُشف جزء منه في العقار المجاور لساحة "الشهداء"، وقرر في حينها صاحب المبنىالمحافظة عليه وإدخاله ضمن هندسة المبنى.
وأوضح احد خبراء الاثار لـ "صدى البلد"، إن الاكتشفات الهامة التي تم العثور عليها في هذه المنطقة بشكل متتالي، يقود الى الاعتقاد بان هناك وحدة متكاملة من الاكتشافات الاثرية التي تعود الى العهدين الروماني والبيزنطي وهي تمتد من ملعب "الشهداء" الى الشارع المؤدي الى ساحدة القدس ـ شارع الشيخ محرم عارفي، حيث ستسمح هذه الحفرية في حال تم العثور فيها على اي مكتشفات التوغل اكثر لمعرفة تاريخ صيدا في الفترتين الهلنستية والرومانية.
واشار ان هذه المكتشفات ستسمح بتدوين تاريخ صيدا في العهد الروماني، اذ بقيت "صيدا الرومانية" مجهولة المعالم، فالمدينة الحديثة التي بدأت تمتد منذ خمسينات القرن الماضي شيّدت على أنقاض المدينةالرومانية، ولم تجرِ في حينها حفريات علمية، بل رُفعت الآثار بغية السماحللمدينة بالتوسع، فباتت صيدا العريقة تاريخيا لا تملك من تاريخهاالروماني الكثير، ومن هنا تأتي أهمية الاكتشافات الأثرية في منطقة "الشهداء"، كي تتكامل مع حقب المدينة القديمة، ففي موقع "الفرير" في "الشاكرية" قرب القلعة البرية، تظهر المدينة الكنعانية، وعند معبدآشمون يدون التاريخ الفينيقي وفي المدينة القديمة، ما زالت الأثار الصليبية من القلاع والمرافئ شاهدة على الحقبة الصليبية، والجوامع والحمامات والخانات على الحقبة الاسلامية.
حفر وآمال
ميدانيا، فقد انتشر اكثر من عشر عمال في حفرتين كبيرتين في هذه الارض بعدما نصبوا خيمتين من النايلون الازرق اتقاء لحر الشمس وتوغلوا حفرا باشراف موظفين وخبراء اثار من مكتب صيدا على أمل العثور على ما يتوقعون.
وفي دردشة مع بعض الموظفين والعمال أفادوا أن العمل بدأ منذ عدة ايام ونحن نحتاج الى أيام اضافية لمعرفة ما اذا كانت الارض تخفي شيئا من اسرار المدينة القديمة، علما بان هذا الاجراء هو الاول من نوعه وتكون مديرية الاثار به قد قامت بواجبها وعملها على اكمل وجه، وفي حال ظهرت مكتشفات اثرية فانها لا تعطل صاحب الارض عن استكمال مشروعه كما كان يحصل سابقا، اي ان الطرفين راضيان بهذا الامر ولصالحهما.
اهتمام ومتحف
ويعتبر ابناء المدينة ان هذا العمل هو مؤشر جدي على انتقال الاهتمام من وسط بيروت إلى المدنالتاريخية الكبرى التي توازي العاصمة غنىً بالآثار وخاصة في صيدا التي تستعد لاقامة "متحف آثار مدينة صيدا " وذلك في موقع "الفرير" الأثري في شارع الشاكرية، وقد وضع الرئيس فؤاد السنيورة حجر الاساس له حيث من المتوقع بدء تنفيذه خلال النصف الثاني من سنة 2009 وان يتم الانتهاء من تنفيذ الاعمال العائدة للمشروع في مطلع سنة 2012 وهو يقام بهبة قيمتها أربعة ملايين دولار، مقدمة من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، إضافة إلى هبة بقيمة 850 ألف دولار، مقدمة من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا