في باكورة أنشطته الهادفة الى تعزيز ونشر ثقافة الطائف، كرمت رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية النائب بهية الحريري والهيئة الاستشارية لمنتدى الوفاق الوطني -الطائف شباب نهضة الصحافة اللبنانية وشيوخها ممثلين بنقيب الصحافة محمد البعلبكي وعميد جريدة اللواء عبد الغني سلام ، وذلك في احتفال تكريمي أقامته في المقر الرئيسي الجديد لمنتدى الطائف في وسط بيروت ، وتقدمه : ممثلو الرؤساء الثلاثة " وزير الاعلام طارق متري ممثلاً رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ، النائب هاني قبيسي ممثلا  رئيس المجلس النيابي نبيه بري والوزير سليم الصايغ ممثلا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري "، وحضر الحفل : الرئيس فؤاد السنيورة ، ممثل مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني الشيخ خلدون عريمط ، والوزراء " عدنان القصار، جان اوغاسبيان، منى عفيش، وابراهيم دديان"، ممثل وزير الخارجية والمغتربين الدكتور علي الشامي رئيسة دائرة الصحافة في الوزارة ماجدة كركي،  والنواب " تمام سلام، عمار حوري، محمد قباني، آغوب بقرادونيان، نهاد المشنوق، وخالد زهرمان"، ممثل رئيس كتلة التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون النائب زياد أسود، ممثل النائب ستريدا جعجع القيادي في القوات اللبنانية مارون مارون، ممثل النائب طلال ارسلان مستشاره أكرم مشرفية ممثل النائب انور الخليل حسن علوش، ممثل النائب اسعد حردان جمال فاخوري،سفير دولة الامارات العربية المتحدة حسين رحمة الزعابي ، سفير المغرب علي أومليل ، وممثلون عن سفارات " المملكة العربية السعودية ، مصر، الكويت ، السودان والأردن وتونس "،مدير مكتب جامعة الدول العربية  في بيروت عبد الرحمن الصلح ، رئيس المحاكم الشرعية القاضي الشيخ عبد اللطيف دريان، مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار ، مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو ، نائبة رئيس مؤسسة الوليد بن طلال الانسانية الوزيرة السابقة ليلى الصلح، الوزراء السابقون " الفضل شلق، عمر مسقاوي وخالد قباني "، ممثل قائد الجيش العميد فؤاد خوري، ممثل مدير عام قوى الأمن الداخلي العميد صلاح عيد، ممثل مدير عام الأمن العام العميد ريمون خطار وممثل مدير عام امن الدولة الرائد أيمن محمود، مدير عام  وزراء الاعلام حسان فلحة ، رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ ، رئيس بلدية بيروت عبد المنعم العريس، رئيس مجلس ادارة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت ، السيد، توفيق سلطان، مدير عام مؤسسة رفيق الحريري مصطفى الزعتري ومدير مؤسسة الحريري في صيدا محيي الدين القطب ، رئيس اتحاد الغرف اللبنانية محمد الزعتري، رئيس جمعية تجار مار الياس عدنان فاكهاني، رئيس جمعية تجار صيدا علي الشريف، وعدد من أعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى ورؤساء وممثلون عن هيئات سياسية وروحية وأهلية واقتصادية واجتماعية وشخصيات فكرية واعلامية .

استهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني فكلمة ترحيب من الاعلامية وردة الزامل ، ثم تحدثت صاحبة الدعوة النائب بهية الحريري فقالت: الكلامُ صعبٌ في حضرة من اتّخذوا من الكلمة هوية وقضية وسيرة وجودٍ وكفاح .. فسالت الحروف عبر أقلامهم معانٍ تجمع ولا تفرّق تستنهض الأجيال وتستشرف الآفاق وتستشرف المستقبل وتحذّر من المخاطر والصّعاب والوقوف صعبٌ أمام هذا الجمع الجامع لكلّ الوطن بتوقّده وتحفّزه وأحلامه وطموحاته وسباقه نحو الأفضل في إطار الدولة الواحدة الحاضنة والعادلة والمواكبة لكلّ أسباب التّقدّم والتّطور واستيعاب الأجيال وطموحاتها وعزيمتها ، فلا يسعني أمام رهبة الوطن وقدسيته وأمام سمو القلم ورسالته، إلاّ أن أقول لكم جميعاً شكراً على مساهمتكم في صناعة هذه اللحظة الوطنية التي تتجلى فيها إرادة الوفاق الوطني تكريماً واحتضاناً واحتراماً لكبارنا ورموزنا بدءاً من روّاد الصّحافة اللبنانية، وصولاً إلى كلّ رواد الخلق والإبداع والبناء الذين صنعوا مسيرة استقلالنا ونهضتنا وتألّقنا، وتصدّوا لأيام محنتنا وتعثّرنا وضياعنا، إلى أن كانت الإرادة الوطنية الكبرى وكانت الإرادة العربية الكبرى، فكانت وثيقة الوفاق الوطني لتعيدَ بناء الثّقة بين أبناء الوطن الواحد ، وتُخرجَ اللبنانيين من أحضان الشارع إلى أحضان الشّرعية ومؤسساتها الدستورية .. وها نحن اليوم وعلى مدى عشرين عاماً على وثيقة الوفاق الوطني والتي حفلت بالإنجازات والتّحديات والصّعوبات والمآسي ، فتصدّت إرادة الوفاق الوطني للعدوان وللإنقسام وللإغتيال وللإختلاف، وبعد عشرين عاماً لا بدّ لنا من المراجعة والتّأمّل والتّفكير العميق فيما نحن عليه من إنجازاتٍ وانتظامٍ للحياة السياسية في إطار الدولة الواحدة والحاضنة، نواجه من خلالها كلّ أشكال الأزمات الحادة والمؤلمة والصّعبة على أشكالها وتنوّعها، وتبقى إرادة العيش المشترك أقوى من كلّ التّحديات والصّعوبات. وفي كلّ مرة نتعرّض فيها لإمتحان صعب كنّا نكتشف في هذا الوطن الصّغير والمنيع تلك الإرادة العالية التي تجدّد العهد على الوفاق الوطني ، وخصوصاً عند الأجيال الصاعدة التي ولدت وعاشت في ظلّ الوفاق الوطني المتوازن والمنيع ، لا غبن فيه ولا خوف ولا خطوط تماس بين الأخوة والأشقاء.

واضافت : لقد صنعت تلك الأجيال طائفها على مقاعد الدراسة وفي ميادين الحياة في زمن الأخوة والوئام، فلا تفريط بالوحدة الوطنية ولا بالهوية العربية ، ولا بالتأكيدٌ على خصوصية لبنان وانفتاحه على العالم وعلومه وثقافته، ولا تجاهل للقضايا العادلة وحقّ الشّعوب في الإستقرار والأمان ، وحقّ تقرير المصير وعلى رأسهم الشّعب الفلسطيني الشّقيق ، وحقّه في العودة وإقامة دولته على أرضه وعاصمتها القدس الشّريف ، ولا نسيان لدى هذه الأجيال لكلّ من وقف إلى جانبهم أيام محنتهم الطّويلة، وخصوصاً الأشقاء العرب الذين بادروا مرةً تلو المرة حتى تلاقت الإرادة الوطنية مع الإرادة العربية وكانـت الدعوة إلى الطائف وكانت وثيقة الوفاق الوطني يوم خرج اللبنانيون من الخنادق والملاجئ ليرفعوا عن ذاكرة الأجيال آثار تلك الأيام السوداء، وليرفعوا عن صدر الوطن كلّ ذلك الدّمار الذي خلّفه الإقتتال والإحتلال فتوحّدت إرادتهم وتوحّدت وجهتهم، فشرعوا في إعادة البناء ومقاومة الإحتلال وحرّروا الأرض والإنسان .. إنّ الطائف أكثر من طائف ، طائف الإرادة العربية الأخوية وطائف الإرادة الوطنية ،وطائف مسيرة البناء والتحرير وطائف الأجيال التي لا تعرف إلاّ الأمل والعلم والعمل ،وطائف النّسيج الإجتماعي ، وطائف النّهوض الإقتصادي ، وطائف العائدين إلى وطنهم ، وطائف الوافدين إلى لبنان، وطائف المبدعين والمتميّزين، وطائف الأصدقاء الصّادقين، وطائف المؤسسات الدستورية والقضائية والأمنية، وطائف النهضة الإعلامية الوطنية المكتوبة والمرئية والمسموعة، وطائف المدارس والجامعات والخريجين والخريجات ، وطائف الأطفال الذين يولدون الآن وحقّهم بالأمن والإستقرار، وإن كنّا بعد عشرين عاماً نتحدّث عمّا طبّقنا وما لم نطبّق من وثيقة الوفاق الوطني.. ورغم ذلك استطعنا إنجاز كلّ تلك الإنجازات، فإنجازات مسيرة الوحدة والبناء والتحرير هي الحاضر والمستقبل والأمل ، وهي الردّ الواضح والصّريح على كلّ أوهام أعداء لبنان وأوهام العودة إلى الوراء .. لقد أردنا بعد عشرين عاماً أن نؤسّس لمنتدى الوفاق الوطني (الطائف ) ليكون لكلّ اللبنانيين، ليكون فضاءً للحوار وللتّلاقي مع الأشقاء العرب وأصدقائنا في العالم، ومع كلّ الذين ساهموا في مسيرة نهضتنا من منظّمات دولية وصناديق عربية وإسلامية ودولاً شقيقة وصديقة ليكون فضاءً للحوار والتّفكير وصناعة الأسئلة والأحلام، وليكون رافداً من روافد مسيرة الوفاق والنّهوض الوطني، واستكمالاً لتطبيق الطائف بكلّ بنوده وتعميم الوعي القانوني والدستوري لدى كلّ أبناء لبنان، والسّبيل إلى مواءمة العمل التشريعي لكلّ ما تحتاجه الأجيال الطالعة وأحلامها وطاقاتها واحتياجاتها، وليكون منبراً لأهل الرأي في لبنان إلى جانب الصّحافة اللبنانية الغرّاء وعبقريتها وريادتها وتمايزها وهي التي عبّرت دائماً عن حقيقة اللبنانيين ورفعة وعيهم الفردي والوطني والسياسي والإجتماعي والإقتصادي والثقافي والإنساني والعالمي ..

وقالت: ولهذا أردنا أن تكون بدايتنا في منتدى الطائف مع شباب نهضة الصحافة اللبنانية وشيوخها العزيزين النقيب محمد بعلبكي والعميد عبد الغني سلام، وما أغناهما عن التّقديم والتّعريف، فرمزية وجودهما معنا تختصر تاريخنا العريق، ووحدة مسيرتنا الوطنية منذ الإستقلال حتى الآن، بكلّ صفحاتها البيضاء وأيامها المجيدة ومحطاتها التاريخية وتحدّياتها العظام ، لنشارككم في هذا اللقاء التكريمي لما يجسّدانه من تاريخ مهنة المتاعب والتّضحيات والتّحديات، ولما ساهما به في كلّ ما يجمع اللبنانيين ومواجهة كلّ ما يفرّقهم، حتى استحقّا أن يكونا رمزين وطنيين كبيرين من رموز الوفاق الوطني، وإنّني بذلك أحقّق أمنيتين عزيزتين من أمنيات الرئيس الشهيد رفيق الحريري .. أمنية تكريم الرمزين الكبيرين وكلّ رموز الريادة اللبنانية، وأمنية بقاء قلب بيروت نابضاً بالحياة مكتمل العناصر بعد أن حقّق فيه أبهى صورةٍ للحياة الروحية الوطنية كنائساً وجوامعاً ومركزاً للتّلاقي والإجتماع لتعزيز نسيجنا الوطني ، ومركزاً للعيش والعمل والإنتاج ومقراً لتشريعنا وبرلماننا وحكمنا وصداقاتنا العربية والدولية .. وتحقيقاً لرغبته بأن تأخذ الثّقافة والفكر مكانهما في قلب الوطن وقلب عاصمته بيروت، لتكون تعبيراً عن التّنوع اللبناني والإرادة اللبنانية التي طالما آمن بها ووثق بها وعمل معها ومن أجلها مؤمناً بتاريخها العميق وخصوصيتها، متجاوزاً وعابراً لكلّ كبواتنا وعثراتنا، مؤمناً بقدرة هذا الشّعب العظيم باستعادة مكانته وسيادته وتحرير أرضه  وبناء دولته على أساس ميثاقه الوطني وثوابته الوطنية ، ليبقى لبنان وطناً نهائياً لجميع أبنائه ، عزيزاً قوياً ،عربي الهوية والإنتماء .. عاشت الإرادة الوطنية اللبنانية.. عاش الوفاق الوطني ..

وألقى ممثل رئيس الجمهورية الوزير طارق متري كلمة قال فيها: أولاني فخامة الرئيس فخامة شرف تمثيله وحملني مشاعره الطيبة وتقديره لمعالي السيدة بهية الحريري وتهنئته للمحتفى بهما النقيب بعلبكي والعميد سلام، لقد درجت العادة أن لا يتحدث ممثل فخامة رئيس الجمهورية لكن صفتي الأخرى وزيرا للإعلام تسمح لي بإذن السيدة بهية أن اقول كلمة مقتضبة ، ابدأ فيها بشكرها على انها استضافتنا تحت علامة الطائف والحورا في أمر والتلاقي على القيم التي ارساها هذا الاتفاق الذي هو ابعد من اتفاق سياسي فهو يقوم على شراكة في القيم تجدد ارادة العيش معا وتجدد معنى لبنان . نجتمع حول النقيب والعميد تحت هذا العنوةان ، تجديد ارادة العيش معا وتجديد معنى لبنان ، واحسب ان كلا منهما يسهم في الأمرين معا ، فباعتدالهما وانفتاحهما ما انفكا يبنيان الجسور بين اللبنانيين ، فلا نكون طوائف متباعدة وحذرة الواحدة من الأخرى ، طوائف تدير ظهرها الواحدة للأخرى ، بل نكون مواطنين ، لا أجزاء من قبائل متناحرة ، وتجديد إرادة العيش معا يعني اظهار تلك القيم التي تجمعنا والتي من دونها لا نتساوى في المواطنة ولا يبقى بلدنا لبنان .اما تجديد معنى لبنان عند النقيب والعميد فيعني بالمقام الأول الدفاع عن الصحافة وحريتها وريادتها وصدقيتها .فريادة الصحافة اللبنانية لا تنفصل عن حريتها ولعل حريتها هي شرط ريادتها ، غير ان الحرية والصدقية صنوان وأحسب ان النقيب والعميد يمارسان العمل الصحفي بهذه الروح ، ويسهمان في تكوين رأي عام يقوم على نظرة الأفراد النقدية وعلى المعرفة ولا يكون الإعلام عندها مجرد اعلام يعبىء الأنصار ويشيطن الخصوم.اكرر محبتي وتهنئتي للنقيب والعميد وشكري العميق لمعالي السيدة الحريري .

ثم تحدث المحتفى به النقيب البعلبكي فقال: قديما قيل الفضل يعرفه ذووه والسيدة بهية هي صاحبة الفضل في هذه المبادرة التي شاءت ان تطوق بها عنقي وعنق زميلي عميد اللواء الأستاذ عبد الغني سلام، الفضل يعرفه ذووه وهي صاحبة الفضل ، وماذا أذكر لها من المآثر ، هل أذكر لها أنها كانت ولا تزال المثال الحي لقدرة المرأة اللبنانية على المشاركة في الحياة الوطنية العامة دون استئذان .. يا ست بهية ، لم تتشرفي لا بالنيابة ولا بالوزارة بل شرفت بك النيابة ولا تزال ، وشرفت بك الوزارة . لقد اخترت ونذرت نفسك لخدمة الناس والمجتمع وجميع اللبنانيين، لكن الى جانب اهتمامك بالشأن العام وبشكل خاص بعاصمة الجنوب صيدا وبأخوانك الفلسطينيين مشاوريكي في صيدا.. انما اخترت ان تسيري على خطى شهيد لبنان العظيم رفيق الحريري في تنشئىة الجيل الجديد على مبادىء العلم والوطنية والإخلاص . حرصت على أن تترأسي لجنة برلمانية هي لجنة التربية الوطنية ، وما تعنيه هذه اللجنة بالنسبة لمستقبل لبنان . وعندما دعيت للوازرة حرصت على ان تكوني وزيرة التربية الوطنية وما يعني ذلك بالنسبة للجيل الجديد، وحرصت على أن تتبعي خطى شهيد لبنان العظيم رفيق الحريري .. أليس ان مؤسسة الحريري قامت بتأمين العلم لشباب لبنان ؟ . لم ترسل الى جامعات العالم 40 طالبا ولا 400 ولا 4000 طالبا وانما امنت العلم العالي لأربعين ألف طالب هم جيل المستقبل وعليهم الإعتماد في بناء لبنان الجديد عملا بقوله تعالى " وقل رب زدني علما ".. ونحن نتحدث عن شهيد لبنان العظيم هل يمكن لصحافي أن ينسى فضل رفيق الحريري على الصحافة اللبنانية ، يوم تعاون مع نقابة الصحافة على تعديل تاريخي على المرسوم الإشتراعي رقم 104 الذي صدر في آخر حزيران 1977 وشمل قيودا وشروطا شديدة على الاعلام -نزلت حكومة الرئيس سليم الحص يومئذ على طلب قوات الردع العربية باعتبار أن الصحافة اللبنانية كانت متهمة أنها هي التي اشعلت الحرب- بالإضافة الى المرسوم الاشتراعي رقم واحد الذي فرض الرقابة الحكومية المسبقة على الإعلام من خلال الأمن العام ،ويعطي الصلاحية للأمن العام بتعطيل اي صحيفة فمورست هذه الرقابة رغم اعتراض نقابة الصحافة لكن شئنا أن نلتزم بهذا المرسوم لكي ندفع عن الصحافة اللبنانية تلك التهمة .هذا التعديل الذي اقبل عليه معنا دولة الرئيس الشهيد كان نقلة نوعية في تاريخ حرية الصحافة في لبنان اذ ألغيت عقوبة السجن للصحافي وألغيت لأول مرة في تاريخ الصحافة ما يسمى الضمانة النقدية التي يجب أن تدفعها كل صحيفة لخزينة الجولة باعتبار ان هذه المادة مناقضة للدستور اللبناني الذي ينص على مساواة اللبنانيين في جميع الأحوال .وافق معنا دولته حينها على إلغاء هذه الضمانة لأول مرة في تاريخ الصحافة اللبنانية منذ ايام العثمانيين . واسمحوا لي في ختام كلمتي أن اقول ان هذا التكريم الذي تكرمت به علينا السيدة بهية الحريري يتجاوز شخصينا المتواضعين عميد اللواء ونقيب الصحافة، يتجاوزه الى الصحافة اللبنانيين كلها ونضالها في سبيل الحرية، هل للبناني أن ينسى أن لبنان كان رائد الصحافة العربية في العالم العربي وانه هو الذي علم العرب مهنة الصحافة . هل ننسى كيف أن نفرا من الصحافيين اللبنانيين الذين ضاقت بهم مساحة الحرية في لبنان قصدوا مصر وانشأوا الصحافة المصرية الأخوين تقلا ، الشيخ انطون الجميل، يعقوب صروف، جرجي زيدان ، روز اليوسف .. علموا مصر وعلموا العالم العربي هذه المهنة الشريفة، هل يمكن للبناني أن ينسى أن شهداء السادس من ايار كان معظمهم صحافيون واصحاب صحف ومن لم يكن كذلك كان يتوسل الصحافة لينشر رأيه وموقفه السياسي والوطني في الصحافة ... هل يمكننا ان ننسى قافلة شهداء الصحافة من نسيب المتني الى كامل مروة الى سليم اللوزي الى النقيب الشهيد رياض طه الى زميلنا سمير قصير وزميلنا جبران تويني .. هل يمكن للبناني أن ينسى كيف افتدى هؤلاء حرية الصحافة وافتدوا لبنان بدمائهم الزكية . هذا التكريم هو تكريم لكل هؤلاء ولتسمح لي السيدة بهية التي شاءت أن تكرمنا ، بوصفنا من شباب نهضة الصحافة وشيوخها اسمحي لنا .. نحن نرفض أن نكون من الشيوخ .. أفضل أن يقال شاب الشيوخ بدلا من شيخ الشباب .. شكرا لك يا سيدتي وعاشت ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري وعاشت الحرية والديمقراطية في لبنان ونستهدي بقولين للرئيس حينما قال :استودعكم لبنان، وحينما قال : ما من لبناني أكبر من وطنه .. نحن نعتز أننا نحاول أن نعمل بموجب هذا الإرشاد . عاش لبنان حصنا للحرية وقلعة للديمقراطية .

كلمة المحتفى به عميد جريدة اللواء عبد الغني سلام القاها رئيس تحريرها صلاح سلام فقال : يشرفنا ويسعدنا ان يقف عمدي اللواء  الى جانب اخيه النقيب العزيز في طليعة المكرمين على منبر الطائف، الاتفاق الذي اخرج لبنان من ظلمات الصراعات الجاهلية والحروب العبثية الى صراط الأمن والسلام ورحاب الوفاق والاستقرار. لقد ادت الإنقسامات الداخلية المريرة وما رافقها من تدخلات خارجية مريبة الى التباعد بين اللبنانيين، وحالت دون التلاقي والتحاور فيما بينهم لواد خلافاتهم والبحث في تطوير نظامهم واستعادة ازدهارهم.. الى ان جاءت مبادرة الأشقاء في المملكة العربية السعودية بدعوة النواب اللبنانيين لعقد مؤتمر الحوار الوطني في الطائف بدعم عربي مشترك ورعاية مناقشاتهم ومتابعة جلساتهم اليومية مع مهندس الطائف والجندي المجهول يومذاك في اعداده واخراجه الرئيس الشهيد رفيق الحريري. كان الطائف اكبر من اتفاق أنهى حربا، لقد كان ميثاقا وطنيا بين اللبنانيين للعيش معا في كنف الحوار والوفاق وعلى جناحي العدالة والمساواة، ومن خلال العودة الى دروب الإعتدال والإنفتاح وقبول الآخر واستبعاد محاولات الهيمنة والتفرد بمقدرات البلد ومصير ابنائه من هذا الطرف او من تلك الطائفة.وتأتي مبادرة السيدة الجليلة بهية الحريري لتأسيس منتدى الطائف في الذكرى العشرين لإنجازه لتؤكد على مدى حاجة اللبنانيين الى النهج الذي أرسى قواعده ميثاق الطائف، نهج الحكمة والعقلانية في معالجة الأزمات المستعصية، اعتماد التخاطب والحوار المباشر في طرح الملفات الخلافية والحفاظ على سلامة المعادلات الوطنية الدقيقة في بلد قام وجوده اساسا على التسويات الخلاقة .. عشرون سنة على ميثاق الطائف كان معظمها أمنا واستقرارا عندما ساد نهج الطائف خاصة في مرحلة الحكومات الحريرية. وكان بعضها توترا بلغ حدود الإنفجار عندما تعطلت مسيرة الطائف واهتزت مرتكزاتها، خاصة بعد زلزال اغتيال الرئيس الشهيد وما أثاره من تداعيات مدمرة على مستوى الوطن واهله . واخيرا ان تكريم عميد اللواء الأستاذ عبد الغني سلام اليوم في منتدى الطائف بالذات محطة جديدة تؤكد صوابية مسيرة اللواء الوطنية في إعتماد الوسطية والحوار والاعتدال والحرص على الرأي الآخر والابتعاد عن ضلال التعصب والعصبية، تمسكا بثوابت الوطن بثوابت وطن اثبتت التجارب المريرة انه لا يعيش الا بوحدة ابنائه . شكرا لك سيدتي مرة اخرى عشتم وعاش الوفاق الوطني اللبناني .

وفي الختام ، قدمت الحريري درع منتدى الطائف التكريمي الى كل من المحتفى بهما النقيب محمد بعلبكي والعميد عبد الغني سلام. وأقيم حفل كوكتيل بالمناسبة .