×

صيدا الزمن الجميل تتألق في ذاكرة طبيبها عدنان النوام

التصنيف: تقارير

2013-02-25  09:22 م  929

 

رأفت نعيم

في اطار مشروعها الاجتماعي التفاعلي بين الأجيال " زهرة النارنج " نظمت جمعية جامع البحر الخيرية في صيدا لقاء مع الطبيب الصيداوي الدكتور عدنان النوام تحت عنوان " صيدا في الذاكرة " وذلك في واحة دار السلام التابعة للجمعية في منطقة شرحبيل بن حسنة بحضور حشد من فاعليات المدينة تقدمهم : النائب بهية الحريري ، مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان ، ممثل الرئيس فؤاد السنيورة طارق بعاصيري ، منسق عام تيار المستقبل في الجنوب الدكتور ناصر حمود ، رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي ، رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف وجمع من الشخصيات .

محمود السروجي

استهل اللقاء بكلمة ترحيبية من مقرر لجنة الود والتواصل في مشروع " زهرة النارنج " محمود السروجي الذي استعرض لمسيرة الدكتور عدنان النوام الانسانية والمهنية وقال : ها نحن اليوم نستأذنك بالطواف في حدائق عمرك ونواكبك في عمائر اعمالك وانجازاتك..انك احد اعلام هذه المدينة المشبعة برحيق التاريخ والمفعمة بدم الشهادة والتضحية .. ايها المتحدر من صلب هذه التربة الصيداوية الطيبة والاصيلة .. فأنت لم تبرح مقامك من النضارة والعطاء والاشراق وانت لم تتوقف ومعك سماعتك الوفية عن النبض والحركة والحضور فما اسرع ما تغلغل اسمك وعملك في العقل والقلب .. فقراء صيدا وحواري صيدا ما زالت تشهد لك حين كنت تبلسم جرحا هنا وتزيل الما هناك ، وتخفف من معاناة ممن احتاجوا اليك في اللحظات الحرجة .. لم تسع وراء مال او جاه والكل يشهد بذلك بل انك مارست هذا القسم فعل ايمان برسالتك الطيبة ستظل تحفظه مدينة صيدا على مر الايام انشودة انسانية تحتذى..

محمد طه القطب

ثم تحدث رئيس جمعية جامع البحر الخيرية محمد طه القطب فلفت الى ان فكرة انشاء مركز "زهرة النارنج" كانت من اجل ان تلتقي الاجيال، اصحاب العقول والحكمة والمعرفة من جهة مع الشباب الذين هم بحاجة الى الرعاية والتوجيه من جهة ثانية وقال :وجدنا ان هناك الكثير الكثير من الذين انهوا سنين خدماتهم الوظيفية والمتقاعدين اصحاب الهمم والعقول والمخزون العلمي والخبرة تراهم في المقاهي وهم تواقون الى عمل ما يشغلهم ويستثمر وقتهم بشيء مفيد وهم لا يزالون في اوج عطائهم وهم بالحقيقة ثروة ضائعة . ومن جهة اخرى نرى ان هناك الكثير من شبابنا من هم بحاجة الى الرعاية والتوجيه. ومن هنا تكونت فكرة انشاء مركز تلتقي فيه الأجيال اصحاب العقول والحكمة والمعرفة من جهة مع الشباب الذين هم بحاجة الى الرعاية والتوجيه من جهة اخرى . وان هذا المركز الذي هو قيد الانشاء الآن يلبي حاجات المتقاعدين والمتقدمين بالعمر من ترفيه وتسلية ورياضة وثقافة وتعليم وتدريب وغيرها من الأمور التي يفتقرون اليها ، وفي نفس الوقت يساهمون في معالجة مشاكل وحاجات الشباب وتوجيههم . وهذا المركز اطلق عليه اسم زهرة النارنج . نحن الان وبينما يتم بناء مركزنا المستقبلي نقوم بمشرع تجربة لوضع دراسة علمية تحدد لنا ما هي الحاجات والنشاطات والالية والبرامج لنجاح هذه الفكرة ومن ثم المشروع ، واقتطعنا لذلك قسما من دار السلام للبدء في مشروع التجربة وقد تقدم المتقاعدون باقتراح العديد من النشاطات مثل الرياضة والتعليم والكومبيوتر والمكتبة والرسم والأشغال اليدوية والمسرح والموسيقى وغيرها.. وقد الفت لجان لهذا الغرض وبدأ العمل والتحضير لذلك واولى النشاطات تقدمها الآن لجنة الود والتواصل تحت عنوان ذاكرة صيدا .. وباكورة عملها مع طبيب صيداوي محبوب فهم الطب بوضفه رسالة في سبيل مجتمع معافى خال من الأمراض ورجل شهامة وموقف مع الطبيب الرمز الدكتور عدنان النوام .

د. النوام

ثم اصطحب الدكتور عدنان النوام الحضور في رحلة عبر ذاكرته التي اغنتها سنواته السبعة وثمانون الحافلة بالأحداث والمحطات المفصلية من تاريخ صيدا ولبنان والمنطقة العربية ، بدأها باستعراض لمراحل الطفولة والصبا الأول يوم كانت تلميذا في مقاصد صيدا وعايش مع عدد كبير من اترابه انذاك ممن اصبحوا لاحقا رجالات واسماء كبيرة في مجالات العلم والطب والثقافة والسياسة . واستذكر النوام فترة الانتداب الفرنسي للبنان وما كانت تشهده صيدا عامة والمقاصد خاصة من انتفاضات وتحركات مناهضة للإنتداب، حتى ضاق الفرنسيون حينها ذرعا بالمقاصد وطلابها لكثرة التظاهرات التي كانت تنطلق منها بوجه الانتداب . فهددوا باحتلالها ، ليتطوع مجموعة من طلاب المقاصد انذاك ومن بينهم النوام لمواجهة الجنود الفرنسيين ورشقهم بالحجارة والاستعانة بقفائر النحل ليلسع جنود الانتداب .. وقال : لقد كانت المقاصد في ذلك الحين ضمير صيدا ووجهها الوطني والعروبي ، واذكر سنة 1943 حين قام طلاب المقاصد بانتفاضة ثانية بوجه الانتداب احتجاجا على اعتقال رجالات الاستقلال ومن بينهم ابن المدينة رياض الصلح ، فانطلقت تظاهرة ضخمة شارك فيها جميع الطلاب وانضم اليهم المئات من ابناء المدينة وهم يهتفون بشعارات مناهضة للإنتداب الفرنسي وتحيي رجالات الاستقلال حيث وصلت التظاهرة الى سرايا صيدا وهناك اعترضتهم آلية للجنود الفرنسيين واطلقت النار فاصيب عدد من المتظاهرين من بينهم طلاب في المقاصد .

واستعاد النوام بعضا من ذكرياته في المقاصد وما كانت تشهده من انشطة سياسية وثقافية ورياضية ، ويتذكر حين انشأ مع رفاقه جمعية انصار الثقافة التي قامت بجمع اكثر من 900 كتاب وكانت تنظم ندوات وانشطة ثقافية ، واضاف : كنا نعبر عن التوجه الوطني والعروبي ببعض الأنشطة والتحركات والهتافات وبترداد الأناشيد الوطنية والقومية كل صباح قبل ان ندخل الى صفوفنا .. ومن صيدا الى العاصمة حيث التحق النوام مع رفاق له بكلية المقاصد بيروت لمتابعة دراسته الثانوية ، ويتخرج بعدها وينتقل الى القطر المصري لمتابعة الدراسة الجامعة في اختصاص الطب . ويقول :اتجهت الى مصر عن طريق حيفا بواسطة سيارة اجرة ، وكنا نتوقف في كثير من المدن والبلدات الفلسطينية نتعرف عليها ونشعر فعلا اننا جزء من هذا العالم العربي .. وانتقلنا بعد ذلك من حيفا بالقطار الى القاهرة لأدخل كلية الطب في القصر العيني - فؤاد الأول حينها- ويضيف : مصر معطاءة وهي كانت ام العرب وقلب عروبتهم النابض .وبعد 7 سنوات انهى خلالها اختصاصه في الطب وكون خلالها صداقات مع شخصيات تبوأت لاحقا مراكز هامة يذكر منهم فؤاد محيي الدين رئيس وزراء مصر لاحقا . ومن ثم يعود الى لبنان ليفتتح له اول عيادة في شارع الأوقاف في وسط المدينة لا تزال حتى اليوم .. ويكلف لاحقا بمهام رسمية في مجال اختصاصه كطبيب البلدية وطبيب الدرك وطبيب الأمن العام وطبيب المستوصف المركزي وطبيب المستشفى الحكومي ، وبعدها كطبيب شرعي .

ولا يزال النوام يذكر بعضا من المحطات التي عايشها كطبيب وشارك في التخفيف من الام الكثيرين من جرحى ومرضى ، لا سيما ابان زلزال العام 56 وثورة العام 1958 التي كان جزءا منها حتى سمي حينها بطبيب الثورة .واستذكر النوام ايضا بداية عمله في المستشفى الحكومي حين كان مقره في خان الافرنج وقبل انشاء المستشفى الأساسي في منطقة التعمير لاحقا وينتقل اليه . ولا تزال ذاكرة النوام تحفظ بعضا من المحطات التي شهدتها صيدا ابان صعود الثورة الفلسطينية وما رافق تلك الفترة من احداث ومن تحركات .
وعن عمله كطبيب شرعي قال النوام ان صيدا في تلك الفترة كانت اقل مدينة تسجل فيها جرائم قتل لأن كان فيها الوازع الأخلاقي والعائلي والديني الذي يحد من هذه الظواهر، وانه غالبا ما كان يكلف بمهام في جرائم خارج المدينة . لم تكن عمل كطبيب شرعي . ثم يستذكر النوام عملت في المستشفى الحكومي الذي كان في خان الافرنج . ثم انتقل النوام في مشوار ذكرياته الى فترة السبعينيات وبداية الحرب الأهلية وبعدها الاجتياح الاسرائيلي الأول للبنان عام 1978 والثاني عام 1982 وصمود واستبسال ابناء المدينة بوجه الاحتلال ، وما اتسمت به تلك المرحلة من زخم كبير في عمله كطبيب نظرا لكثرة وضخامة الأحداث التي شهدها لبنان وصيدا والجنوب ..

الحريري

وكانت كلمة خلال اللقاء للنائب بهية الحريري توجهت فيها الى الدكتور النوام بالقول : نحن نعتز بك وبهذه الذاكرة الطيبة التي لديك . نسال الله ان يمن عليك بالعافية واهنىء جمعية جامع البحر على هذه البداية واعتبر ان البداية معك هي بداية لاستعادة ذاكرة المدينة., صيدا اطلقت رجالات كان لهم اثر كبير على الصعيد الوطني . وصيدا تفكر دائما بالمدى الوطني والمدى القومي وهي كانت لها منذ الاستقلال بصمات وطنية ، بدأت مع الرئيس رياض الصلح ، ثم مع الراحل الدكتور نزيه البزري ومع الشهيد معروف سعد وكلها حقبات كانت مهمة على الصعيد الوطني . وجاء رفيق الحريري ليحمل البلد كله ، وبدمه يحررالبلد . من هنا نعتبر ان العنصر البشري اساسي في بنيان المدينة وفي تطورها ، وترك بصمات كبيرة ان كان على الصعيد الوطني او على الصعيد الطبي او على صعيد التعليم لكن النهوض بالمدينة له مقومات .. والوجود الفلسطيني قضية حملتها صيدا بكل ابعادها ولا تزال .
وتطرقت الحريري الى ما تشهده صيدا من نهضة على صعيد مشاريعها الانمائية فاعتبرت ان المرفأ الجديد الذي يقوم الآن في صيدا ، من شأنه اي يعيد اليها دورها عبر التاريخ القديم كصلة وصل وجسر تواصل وتفاعل حضاري بين الشرق والغرب . وقالت : بالنهاية المدن تبنى بالتراكم وليس فقط بحقبة معينة وصيدا تحتاج الى ايدي جميع ابنائها الذين نعتز بهم ونعتز بهذه الذاكرة لدى الدكتورعدنان وابارك لجمعية جامع البحر بهذه الفكرة ونامل ان يكملوا بها ..

وفي الختام قام القطب بمشاركة الحريري وسوسان والسعودي بتقديم درع تكريمي الى الدكتور النوام تقديرا لمسيرته الانسانية والمهنية.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا