×

معركة قاسية الأحد في ظل غياب التوافق السياسي بين القوى المؤثرة

التصنيف: إقتصاد

2010-01-20  05:04 م  825

 

كتب هيثم زعيتر: تتجه الأنظار الى الأحد 24 كانون الثاني الجاري، وهو الموعد المحدد لعقد الجلسة الثانية لاجراء انتخابات <غرفة التجارة والصناعة والزراعة> في صيدا والجنوب، لانتخاب 12 عضواً لمجلس ادارة الغرفة من بين 27 مرشحاً·· حيث سدد 7238 عضواً لاشتراكاتهم من أصل حوالى 16 ألف عضو في الهيئة العامة·
 

وتكون الجلسة قانونية بمن حضر، لعدم اكتمال النصاب في الجلسة الأولى التي كان محدداً موعد عقدها في 30 كانون الأول الماضي··

وفي جلسة الانتخاب يتم اختيار 12 عضواً من بين المرشحين، ولا يوجد في القانون تحديد طائفي بشأن ذلك، بل أن العرف جرى أن تتم المناصفة بين السنة والشيعة، على أن يلي ذلك تعيين 6 أعضاء من قبل وزير الاقتصاد والتجارة، بهدف تعديل أي خلل طائفي، (ويكون 2 سنة، 2 شيعة و2 مسيحيين - واحد للموارنة وآخر للكاثوليك)، بعدها يتم انتخاب هيئة مكتب الغرفة (الرئيس، نائبا الرئيس وأمين المال ? أي سنيان وشيعيان)، ويُمكن أن يكون أي منهم من الأعضاء المعينين··

وحتى الآن لا يبدو أن التوافق، الذي كان السمة الطاغية على انتخابات الغرفة، خلال الدورات السابقة سيرخي بظلاله على الاستحقاق المقبل، حيث أُعلن عن ترشّح عدد من الأشخاص للغرفة، وفق مقتضيات التوافق أو المعركة الإنتخابية·

وما يميّز هذا الإستحقاق أن الرئيس نبيه برّي، أعلن دعم ترشيح نائب رئيس الغرفة الحالي ورئيس <تجمع صناعيي الجنوب> محمد حسن صالح للرئاسة، وتم طرح أن يتم التوافق بين الفاعليات الصيداوية لاختيار المرشحين الثمانية السنة مناصفة ? أي <تيار المستقبل> التي تقوده في المدينة رئيسة <لجنة التربية والثقافة النيابية> النائب بهية الحريري من جهة، و<التنظيم الشعبي الناصري> الذي يرأسه النائب السابق الدكتور أسامة سعد و<تيار البزري> الذي يتولى قيادته رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري من جهة ثانية، وهو أمر مستبعد لعدّة إعتبارات··

أعلن رئيس الغرفة الحالي محمد الزعتري عدم ترشحه لولاية جديدة، لعدم توفر التوافق، ولكن كان اللافت ترشح شقيقه عبد الرحمن الزعتري رئيس <نقابة مصدري الفواكه> في لبنان·

والتقى الرئيس بري النائب الحريري والنائب السابق سعد كل على حدى، وطلب منهما التوصل إلى توافق·

وطالب الرئيس بري، أن تكون رئاسة الغرفة في صيدا والجنوب من نصيب <شيعي> ومن صيدا، بعدما كان العرف أن يتولى ذلك <سني> من صيدا، وعزا أسباب هذا التغيير، أن اقتصاديين جنوبيين طالبوه بذلك، لأن هناك أربع غرف تجارية في لبنان يتولى رئاسة 3 منها سنة: (بيروت وجبل لبنان، طرابلس والشمال، وصيدا والجنوب)، ورابع كاثوليكي (زحلة)، والعدد الأكبر لمنتسبي الغرف من الشيعة هم في الجنوب - أي محافظتي الجنوب والنبطية، علماً بأن الرئيس بري رفض سابقاً الموافقة على إنشاء غرفة في النبطية، وفصل <غرفة التجارة> في صيدا والجنوب عن النبطية·

ويَطرح الرئيس بري لرئاسة الغرفة محمد حسن صالح، الذي يتولى منصب نائب رئيس الغرفة حالياً منذ عدة سنوات، فضلاً عن رئاسته <تجمع صناعيي الجنوب>، وهو شيعي وسجلاته في صيدا·

تجاذب سياسي وفي ضوء ذلك، فإن اقتصاديين يخشون أن يخرج استحقاق انتخابات <غرفة التجارة>، من المصلحة الإقتصادية للتجار والصناعيين والمزارعين، الى <التجاذب السياسي>، والذي يبدو أن أفق التوافق فيه، في ضوء الطروحات الحالية غير ممكن·

ولهذا، فقد أشارت مصادر مطلعة على تسيير التحضيرات للإستحقاق الإنتخابي، أن <تيار المستقبل> أبلغ من يعنيه الأمر رفض الصيغ المطروحة· وأنه مع التوافق على أن يكون رئيس الغرفة الحالي محمد الزعتري رئيساً للغرفة، وإن كان لم يترشح، إلا أنه يُمكن أن يتم تعيينه، وبعد ذلك يتم انتخابه رئيساً، عند انتخاب هيئة مكتب مجلس إدارة الغرفة·

وتشير مصادر إقتصادية الى أن عدد الصيداويين المسجلين في الغرفة يفوق 2000 مسدداً لاشتراكاته، وهم في غالبيتهم من مؤيدي <تيار المستقبل>·

وقد طرح التيار صيغة أن يسمي 7 من الأعضاء السنة، وإعطاء المعارضة في صيدا عضواً، ويُبحث بإمكانية إعطاء عضو آخر، وإلاّ فإن التيار سيُعلن عدم المشاركة في الإقتراع، حرصاً على عدم زيادة الشرخ الطائفي والمذهبي بين صيدا والجنوب، لأن الغرفة إقتصادية، ويجب أن لا تخضع للتجاذب السياسي·

وفي غضون ذلك، فإن التحضيرات للإستحقاق الانتخابي متواصلة لإنجازها يوم الأحد، وخصوصاً أن هناك عدداً من المرشحين سيستمرون في الترشح، وهم من غير المرشحين المدعومين من <تيار المستقبل>، إلا اذا نجحت الإتصالات في إقناعهم بسحب ترشحهم على أن يتم تعيينهم لاحقاً·

ووفقاً للنظام الداخلي للغرفة، فإنه يصار الى تعيين 6 أعضاء من قبل وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي، وعادةً كانت تراعى فيها التوازنات الطائفية والمذهبية، ولا يعتبر المجلس الإداري مكتملاً إلا بعد اكتمال تعيين الأعضاء الستة· وإلاّ، فإن مجلس الادارة الحالي يتولى متابعة مهامه في الغرفة حتى لو طالت الفترة الى أمد طويل·

لقاء الرئيس الحريري وكان رئيس الوزراء سعد الحريري قد التقى خلال زيارته مدينة صيدا، قبل إسبوعين، أعضاء مجلس إدارة <غرفة التجارة والصناعة>، في صيدا والجنوب في دارة العائلة في مجدليون بحضور النائب الحريري، حيث تقدّم الوفد نائب رئيس الغرفة محمد حسن صالح (المرشح للرئاسة) وكذلك وفد <جمعية تجار صيدا وضواحيها> برئاسة علي الشريف·

وجرى التطرق سريعاً الى أهمية دور الاقتصاديين والتجار والمزارعين، والمهام الجسام التي تنتظرهم·

وكان إستحقاق الانتخابات محور الموقف الذي أطلقه المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل، خلال لقاء مع مهتمين بإستحقاق إنتخابات الغرفة، عقد في <مجمع نبيه بري الثقافي> في الرادار ? المصيلح، حضره مسؤول النقابات والمهن الحرة في حركة <أمل> المهندس سعيد نصر الدين ونائب رئيس الغرفة محمد حسن صالح وفاعليات وإقتصادية·

وأكّد أنه <لا يمكن حصر مدينة صيدا بموقع سياسي أو طائفي محدد، إنما هي موقع وطني لجميع أبنائها ولكل اللبنانيين>·

وأوضح <أن حركة <أمل> لا ترى في إنتخابات الغرفة، معركة سياسية بالمعنى الضيق، كما يحلو للبعض توصيفه، إنما ترى فيها معركة من أجل تقوية هذا الواقع النقابي، بما يعكس توافقاً بين كل المكونات المشاركة للغرفة، وما يعكس ارادة أبنائها ودورها الإنمائي والإقتصادي>·

وشدد النائب خليل على <أن حركة <أمل> من موقعها السياسي، وكما في كل الاستحقاقات، هي داعمة من أجل التوافق، وسنعمل من أجل ذلك وعلى المستوى السياسي الداخلي>·

وخلال الانتخابات السابقة التي جرت في 31 تموز من العام 2005 كان قد سدد 2180 عضواً لاشتراكهم من أصل 15358 منتسباً الى الهيئة العامة، وجرت الانتخابات بشبه تزكية، حيث تم التوافق على لائحة ضمت 12 عضواً برئاسة رئيس الغرفة محمد الزعتري ومدعومة من <تيار المستقبل> وحركة <أمل> و<حزب الله>· فيما ترشح منفرداً محمد غصين زيدان مدعوماً من <جمعية تجار النبطية>، وفازت لائحة الزعتري، حيث اقترع 318 ناخباً، في حين حضر زيدان واقترع بورقة بيضاء، في رسالة وجهت حينها الى من يعنيهم الأمر··

HZ@janobiyat.com

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا