×

الرفق في الدعوة

التصنيف: تقارير

2013-03-11  08:49 م  606

 
بقلم/ الشيخ جمال الدين شبيب

إن الداعي إلى الله تعالى لا بد وأن تتمثل فيه بعض الصفات التي تؤهله لأن يسمع الناس منه ويقبلوا دعوته. ومن أهم تلك الصفات التي يجب أن يتحلى بها الداعية: الرفق والحلم. وهي من علامات توفيق الله للعبد وما أحرى كل داعية أن يتخلق بها.

والرفق: هو لين الجانب وهو ضد العنف والشدة والغلظة وهو سبب كل خير، ودعامة كل فضيلة، وزينة كل عمل، وصلاح كل أمر، فإنه لا يكون في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه كما أخبر بذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم، فهو مطلوب في كل أمر من الأمور الدنيوية والأخروية حتى يأخذ ذلك الأمر جانب القصد والاعتدال.

والرفق خلق جميل بل هو سيّد الأخلاق يكتسبه الإنسان بمعاشرة الصالحين وأهل العلم والعقل والرويّة .. قيل للأحنف بن قيس: ممن تعلمت الحلم؟ قال: من قيس بن عاصم المنقري، كان يوماً جالساً في قومه فجاء أبناؤه بأخ لهم مقتول قد قتله ابن عم له قد أوثقوه. فوالله ما حل حبوته وما زاد أن التفت إلى ابن أخيه فقال له: بئس ما فعلت، ثم قال لأبنائه: اذهبوا فواروا أخاكم وسوقوا لأمه مائة من الإبل دية ابنها فإنها غريبة بيننا.

وقالت العرب: "ثلاثة لا يعرفون إلا عند ثلاثة: لا يعرف الحليم إلا عند الغضب ولا الشجاع إلا عند الحرب ولا الأخ إلا عند الحاجة إليه".

ولما لهذه الصفة من الخير العظيم اتصف الله بها وأحب من يتصف بها فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لأشج بني عبد القيس: «إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والأناة» [مسلم: (1/46)]

وقد كان رسول الله عليه الصلاة والسلام رفيقاً حليماً لا يسأله أحد شيئاً إلا أعطاه؛ لأنه كان ينظر إلى الأفق البعيد إلى المصالح العظيمة التي سيجنيها من وراء هذا الصلح.

ويوم فتح مكة وقف عليه الصلاة والسلام وهو ممسك بعضادتي باب الكعبة وقريش تحته فقال لهم: ما ترون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيراً أخ كريم وابن أخ كريم، فقال لهم: أقول لكم كما قال يوسف لإخوته: «لا تثريب عليكم اليوم» اذهبوا فأنتم الطلقاء.

فماذا كانت النتيجة؟ هو دخول الناس في دين الله أفواجاًً، حتى الذين كانت لهم اليد الطولى في سبه صلى الله عليه وسلم والاستهزاء به، جاءوا إليه لعلمهم بسماحته ورحمته وعفوه فقبل منهم وشملهم حلمه وخيره وبره.

لقد ترفق النبي عليه الصلاة والسلام بقومه بعد أن عذبوه واستهزأوا به وأخرجوه من بيته وبلده ظلماً وعدواناً، فجنى عليه الصلاة والسلام ثمار هذا الرفق والحلم يوم فتح مكة وما تلاها من تمكين للإسلام في الجزيرة كلها.فهل نحن مقتدون ؟

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا