×

وجوم في القنصلية الأثيوبية .. الخالية من جالية حركتها مقيّدة

التصنيف: صور جوية

2010-01-26  09:17 ص  1532

 

زينة برجاوي

قبل انتصاف يوم أمس، تقترب عاملتان أثيوبيتان من الباب الرئيسي للقنصلية الاثيوبية في بدارو، في محاولة الحصول على معلومات حول تحطم الطائرة الأثيوبية. تتبادلان الحديث بلغتهما الأم، ثم تغادران بعدها كل نحو المنزل الذي تعمل فيه. وكانت كل منهما قد خرجت لدقائق بحجة شراء أغراض من الدكان.
أمام القنصلية، يغيب المشهد المتوقع لتوافد أبناء الجالية الأثيوبية الى الطابق المخصص لها في المبنى، والذي افتقد زواره صباح أمس، بعدما أقفلت القنصلية أبوابها فور إذاعة الخبر، خصوصا أن هناك «23 رجلا وامراة من التابعية الاثيوبية كانوا على متن الطائرة بالاضافة إلى ثمانية آخرين» يؤلفون أعضاء الطاقم، بحسب القنصل العام الأثيوبي أسامينيو دابلي بونسا.
وقد أكد يونسا لـ«السفير» أن هذا هو الرقم الصحيح بينما تداولت وكالات الأنباء أسماء 22 ضحية من التابعية الاثيوبية بالإضافة الى أفراد الطاقم. يجلس القنصل في مكتبه وسط جو من الوجوم الشديد نتيجة الكارثة. يتابع المستجدات الأخيرة على إحدى القنوات الإخبارية التي تبث باللغة الانكليزية. لا يتوقف جهازه الخلوي عن الرنين، ومعظم الاتصالات ترد من الحكومة الأثيوبية.
يلفت بونسا الى أن الخطوط الجوية الأثيوبية هي التي تزوّد القنصلية بالمعلومات المتوافرة لديها، وحتى الواحدة من ظهر أمس لم يكن قد تلقى بونسا أي جديد عمّا كان متداولا في الإعلام.
ويقول بونسا ان الراكبات الأثيوبيات كن يعملن في لبنان وقد انتهت مدد إقامتهن وكن في طريقهن الى وطنهن. ويؤكد أنه لم يتلق أي اتصال من العائلات اللبنانية التي خدمت الأثيوبيات في منازلها للاطمئنان عليهن، عازيا السبب في ذلك ربما .. الى اعتماد تلك العائلات على الوسائل الإعلامية لبث أخبار عن الناجين.
ويعتبر بونسا ان الحادث هو «قضاء وقدر» ناتج من رداءة الطقس، وهو «الأمر الذي أكدته الخطوط الجوية الأثيوبية». وكان بونسا قد أرسل وفدا من القنصلية الى مطار بيروت الدولي، بينما تولى المتابعة مع الحكومة الأثيوبية من مكتبه في القنصلية.
خارج مكتب القنصل العام، تتولى السكرتيرة الرد على الاتصالات الكثيفة من بعض الأثيوبيات للاطمئنان. وتؤكد الأخيرة عدم حضور أي عاملة أثيوبية الى القنصلية، كون معظمهن في دوام عملهن، ومعظم من حضروا هم زملاء من وسائل إعلامية.
وحدها شابة أثيوبية جلست في صالة الانتظار، على أمل أن تسمع خبراً ولو عن ناجية واحدة. تؤكد انها لا تعرف أحدا من ركاب الطائرة، «بس هني وانا بلد واحد. عن جد حرام هيك». تذرف دموعا لتصرخ بعربية ركيكة «كلو راح يشوف بايبي وبابا وماما بعد 3 سنة هون، بس هلق كلو مات».
في أحد مكاتب استقدام الخادمات، تجلس خادمة أثيوبية على كرسي داخل المكتب تتابع الاخبار من خلال شاشة التلفزيون. تستأذن من صاحب المكتب التوقف عن العمل لبعض الوقت بسبب عدم قدرتها على التركيز، فيستجيب الأخير لطلبها. بعد قليل، تتلقى اتصالاً من صديقتها أستير التي تعمل في إحدى شركات السيارات. تعلم أن صديقتهن المشتركة كانت على متن الطائرة. نحاول التحدث مع أستير التي كانت مفجوعة من الخبر، ولم تردد سوى ثلاث كلمات باللغة الانكليزية: «صديقتي، صديقتي، صديقتي».

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا