×

هتاف من القلب

التصنيف: أمن

2013-04-14  01:11 ص  494

 

في بعض الاحيان تلتقط الذاكرة بعض الامور وتصر علي اختزانها. ومن تلك الاشيا ء عبارة سمعتها من شخص مجهول ضمن نشرة اخبارية تليفزيونية علي التليفزيون البريطاني سئل عن رأيه في اصرار حكومة طوني بلير في لندن وحكومة بوش في واشنطن علي غزو العراق رغم ثورة الرأي العام علي القرار. قال الرجل يومها: الحكومة تقول ان الغزو ضروري وعلينا ان نثق بحكومتنا . لابد ان تكون هناك جهة يمكن الوثوق بها. يومها شعرت بالرثاء له ليقيني حينها بأن طوني بلير وجورج بوش ضللا شعوبهما عمدا.

لم انس كلامه قط . وكلما اصطدمت بأن الظروف الحالية تمنع الغالبية العظمي من الناس من الوثوق بأية جهة حكومية او اعلامية بسبب انعدام الشفافية  ادركت اننا اصبحنا جميعا ضحايا فوضي فكرية لا يعلم بها الا الله.

انا عائدة توا من رحلة عمل  في بيروت. بيروت هذه المرة مهجورة . هجرها محبوها بسبب الشائعات الاعلامية التي روجت للرعب واوحت بأن الدماء تجري في الشوارع والميادين. والحقيقة غير ذلك . فالحياة تسير والمحال التجارية تبيع والناس تتريض علي كورنيش البحر . وتلك هي قوة الاعلام علي تحويل الابيض الي اسود اذا كانت المحاولات موجهة .

ومادمنا نتكلم عن الاعلام اقول انني ناقشت  مع نفر من زملائي عدة امور لفتني منها قضية مر عليها 14 عاما  هي قضية اتهمت فيها مجموعة من الممرضات البلغاريات بحقن اكثر من 400 طفل ليبي بفيروس الايدز عمدا ومع سبق الاصرار والترصد. وحوكمن وصدرت عليهن احكام ثم تدخل الاتحاد الاوروبي وافرج عن الممرضات ولم يسمع احد بعد ذلك بما جري لهؤلاء الاطفال . بالامس تحدثنا مع طبيب ليبي هو الدكتور عوض القويري عن تلك القضية والح علي سؤال عن اسباب تدخل الاتحاد الاوروبي لصالح الممرضات المجرمات . وصدمت حين قال ان دول الاتحاد الاوروبي مجتمعة تأبي ان تصدر احكاما من قضاء دولة عربية علي مواطنين اوروبيين وكأن المواطن الاوروبي له ثمن عال والقضاء العربي وارواح المواطنين العرب لا ثمن لها.

لقد اصبح معمر القذافي بين يدي ربه . وان صدقت الروايات عن دوره في التآمر علي هؤلاء الاطفال فله حساب عند الله عسير. ولكن حان الوقت لكي نتخلص من تأليه الحاكم واعتباره فوق سلطة كل قانون. الحاكم لا يعدو كونه موظفا برتبه عاليه . اذا اخطأ يحاسب ويجري البحث عن موظف آخر.

القضية الاخري التي استحوذت علي اهتمامي هي قضية مهندس مصري  اسمه عبد الرؤوف يدعو النساء ان يرضين بما سمي في الجاهلية : ملك اليمين. استضفنا الشيخ هاشم اسلام عضو لجنة الفتوي بالازهر الشريف للتعليق علي الحدث. وكما جرت العادة بادرت بسؤاله : هل يجوز ان تكون المرأة ملك يمين؟

اسعدني حماس الشيخ هاشم وادهشني حين رفع صوته جهوريا قويا فقال هذا الامر باطل باطل باطل. وفسر لنا ان الاسلام حرر المرأة من العادات المهينة التي كانت سائدة في مجتمعات ما قبل الاسلام ومنها زواج الاستبضاع وهو ان يرسل الرجل زوجته لكي تحمل من شخص ذي نسب او حيثية ثم يضم المولود لنفسه من باب تحسين النسل.

الاسلام حرر المرأة وعمل تدريجيا علي الغاء الرق نهائيا فلا يجوز لامرأة حرة ان تعيد نفسها الي حالة الرق بأن تقول لرجل ملكتك نفسي. الانسان ملك لمن خلقه وقد ولدتنا امهاتنا احرارا وسنبقي احرارا الي ان يسترد الله ما وهبه لنا من حياة.

انا وزميلاتي كنا في حالة انشراح بعد انتهاء الحديث مع الشيخ هاشم اسلام. وعلي سبيل المرح انطلقنا في هتاف جماعي قائلات: عبد الرؤوف باطل. عبد الرؤوف باطل عبد الرؤوف باطل.

فوزية سلامة

صيفيات

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا