×

اللواء- زنتوت افتتحت صفحتها على الـ «فايسبوك» ومحيدلي لم يرغبه!

التصنيف: أمن

2013-04-17  05:28 ص  1222

 

سامر زعيتر:
ما بين مواكبة التغيير أو الابتعاد عنه جدلية لا تنتهي، وإن كانت أبواب المعرفة تتفتح في الصغر، فإنها تزداد مع تقدّم العمر، إن اقترنت الإرادة بالعمل، ليتجدد العطاء ما بعد السبعين...
فإن تلقيت إضافة على حسابك الخاص في الـ «فايسبوك»، فإن الأمر أكثر من اعتيادي، ولكن أن تأتي هذه الإستضافة ممن تجاوز الـ 77 عاماً، فإن الأمر ملفت للانتباه، وخصوصاً أن تقنيات العصر لطالما وقفت حائلاً دون تقدّم العديد من الناس في مجتمعاتنا...
لكن من خلال متابعة التعليقات التي تنشر، والمقالات التي تدوّن على هذه الصفحات، فإنها تُعطي لأصحابها سمات خاصة، ترسم ملامح شخصيتهم، خصوصاً إن كنت عارفاً لهمّة أصحابها وخبرتهم في الحياة، كيف لا وهم كبارنا الذين تعلمنا منهم دروس الحياة منذ الصغر، وخبرناهم عن كثب...
«لـواء صيدا والجنوب» يُسلط الضوء على تأثير صفحات التواصل الاجتماعي وقدرة من تجاوز السبعين عاماً على مواكبة تقنيات العصر الحديث أو تفضيل الابتعاد عنها..

نموذج لمواكبة التطوّر
استحقت لقب «الأم المثالية»، إنها عادلة عبد اللطيف زنتوت اليمن، نموذج للمرأة الصيداوية التي اختارت فلسفتها في الحياة بأن الحاجة أم الاختراع وتمكنت من مواكبة التغيير، فنجحت في بناء أسرة يشهد لها بالعلم بعدما اتخذت من الكتاب صديقاً وانضمت الى شبكة التواصل الاجتماعي بتعدد أنواعه.
نموذج يستحق التوقف عنده رغم تقدم سنوات العمر، فأصبحت الشبكة العنكبوتية نافذتها بالوقت الذي فضّل «أبو محمد» محيدلي ومعه الكثيرون عدم التأقلم مع شبكات التواصل الاجتماعي التي بات الصغار يُسابقون الشباب في مواكبتها، فيما أشغال الحياة ومتابعتها قد لا تعطي للبعض فرصة في الإستفادة من تقنيات العصر الحالي.
عادلة زنتوت اليمن، آمنت بأن العلم طريق للنجاح، وغرست هذه العقيدة في نفوس أبنائها، فتخرّج المهندسان نبيل وهيثم والدكتور رائد من كلياتهم بتفوّق لفت الأنظار، فيما اختارت بنتها الأولى كلية الشريعة، وتزوجت الثانية في سن مبكرة، لكن حفيدها رواد اختار مهنة الطب أيضاً، وعلى هذا النهج سار أحفادها الـ 18، والذي يبلغ أولهم 35 عاماً والأخير بضع أشهر.
وأشارت زنتوت إلى «أن زوجها «أبو نبيل» عمل ضماناً للبساتين، وهي عملت في مهنة التدريس ومن ثم قدّمت استقالتها، ولكن مع تدهور الواقع الزراعي، اختارت مهنة الخياطة وقامت بتعليم ما يقرب من 130 صبية لهذه المهنة، التي نشطت بالعمل فيها وتمكنت من تحقيق ما تصبو إليه، والآن ترغب من وقت لآخر في خياطة بعض الثياب لأحفادها فقط، أما الخادمة التي تُساعدها في المنزل فقد تمكنت من تعليمها ليس اللغة العربية وحسب، بل غرست فيها حب الشعر والأدب قراءة وتعاملاً مع الضيوف.
نشر المقالات
وعن سر سعادتها أوضحت «أن أهم شيء في الحياة راحة النفس والقرب من التفاؤل وعدم التشاؤم»، فيما الكتاب فهو حبيبها، كونه لديه بريق خاص، وبعد سفر أبنها رائد إلى استراليا أرسل لها هدية فاختارت الـ «آي باد» لكي تراه من خلاله، وقام نجلها هيثم بتعليمها عليه وأكمل المهمة الأحفاد، فأصبحت على أكمل الدراية باستخدام الـ «سكاي بي» للكلام مع أولادها في أوستراليا والسعودية، وحفيدها في أميركا، وصهرها في أوكرانيا، فيما تتصل بالعائلة في لبنان من خلال الـ «فايبر» توفيراً لرصيد الهاتف، أما الـ «فايسبوك» فقد تعلمت عليه فتح الحساب من الأولاد، وبدأت كتابة المقالات عبر صفحتها، وطلب الصداقة من الأهل والأصدقاء.
وبحكم المعرفة والصداقة لعائلتها قالت لنا: لفتني ما كتبته من تقرير عن فلسطين، فقمت بقراءته والاستماع إليه بتمعن، لأن فلسطين تعنينا جميعاً، فهو جرحنا، لأننا منذ الصغر تعلمنا حب فلسطين، لذلك زوّجت ابنتي لفلسطيني، لأننا لا نشعر بالتفرقة.
أما عن كيفية قضاء وقتها فقالت: أمضي وقتي بين المطالعة والتواصل عبر الـ «فايسبوك»، الذي يُشكل عالماً جديداً يُمكننا من معرفة الكثير من الأحداث ومواكبة التطوّرات، فأتمنى على النساء اللواتي في عمري أو أكبر مني فتح عالم جديد على حياتهم من خلال الـ «فايسبوك» كي لا يُملوا من الكبر لأن الوحدة صعبة، لكن التواصل مع العالم يشرح قلب الانسان، فلماذا الابتعاد عن العالم، فأنا رغبت في تعلم كيفية استخدام الكومبيوتر، ووجدت سهولة في ذلك كوني أتابع الكتابة مما سهّل عليّ التواصل مع التطوّر الحديث.
نصائح للأزواج الجدد
«أم نبيل» أشارت إلى «أنها تخرّجت من صف البريفيه في العام 1954، وتولت مهنة التدريس في العام 1963، ومنذ ذلك الوقت وحتى هذا الحين ما زالت هي والقلم والمكتبة أصحاب وفق ما أشارت، حيث كتب في ذلك مقالات نشرتها على صفحتها الخاصة في الـ «فايسبوك»، إضافة الى الكتابة الدينية وإعطاء مواعظ للسيدات، وقد بدأت التواصل عبر الانترنت والتعامل مع الـ «فايسبوك» وبرامج التواصل مثل الـ «سكاي بي» والـ «فايبر».
ودعت الأزواج الجدد إلى «التمسك بتعاليم الدين، وأن تعتني المرأة بتحقيق ذاتها كي تحوّل بيتها الى بيت للسعادة وليس بيتاً للطاعة، والاهتمام بالصدق، لأنها ستصبح أماً، فالأم لها معاني عظيمة، ويكفي أن تكون أمة بأكملها، فلتحافظ على أرضاء زوجها، لأن الشاب حين يتزوج ينتقل من كونه فرداً ليصبح رب عائلة ومن يجعله رجلاً هي الزوجة الصالحة التي تمكنه من رجولته عبر الاحترام والتعاون مع زوجته لتحقيق أحلامهما بالإنجاب، فالرجل يحترم زوجته التي تُعامله بالمثل، فعلى المرأة أن لا تستهتر بزوجها كي يلقى احترام الناس، فلنحصن بيوتنا بالثقة، وعلى الأم أن تقوم بتحبيب الأولاد بأبيهم، وكذلك على الرجل القيام بدور مماثل».
وختمت اليمن ناصحة المرأة بالصبر على الحياة بالقول: إن كانت المرأة صاحبة مهنة فلتعمل، وإن كانت أكاديمية فلتعلم، خصوصاً إن ضاقت على زوجها سبل الحياة، فإن الرجل يشعر بالأمان، سواء أكان تاجراً أم موظفاً فهو معرّض للربح أو الخسارة، فيجب أن نحمي بيوتنا بالكلمة الطيبة، والحفاظ على بيوتنا من التصدع والتفكك حتى لو اختلفنا في الرأي، ولكن ما نراه اليوم هو قلة قناعة المرأة بالرجال والعكس بالعكس، فعلى المرأة الذكية أن لا تستمع إلى كلام من تفسد عليها معيشتها وبيتها، فلا نستمع إلى من يضرنا، والله خلق لنا العقل لنعرف الخير من الشر.
قيلولة تجيب عن السؤال الأخطر
تعلم للتطوّر لم يرغب به «أبو محمد» محيدلي، الذي اعتاد العمل كسائق ما بين عنقون وبيروت منذ 35 عاماً من سنواته، التي قاربت الثمانين، يستعيد مرحلة النضال وزمن القومية العربية ومعها بطولات ابنة عمه سناء محيدلي، أما اليوم فإن الزمن تبدّل، ومعه ترك ملامحه وأثاره على جبينه، فيما عدم رغبته بالتواصل مع التقنيات الحديثة مثل الـ «فايسبوك» وغيرها انسحب على عدم رغبته في التقاط صورة له.
أما عن قضاء وقته، فأشار إلى «أنه لا يدخن وبالتالي فهو يحبذ العودة الى المنزل والصلاة وأخذ قيلولة، ولكنه لا يزال يواصل عمله كي لا يقف الضمان الاجتماعي على سيارته، فيما الاستفادة المادية اليوم باتت غير السابق».
وروى لنا قصة حصلت معه توضح ما يصبو إليه، حيث قام بنقل عدد من الزبائن ما بين صيدا وبيروت، من بينهم فتاة، احتار إن دفعت الأجرة أم لا، وحين سألها قالت له بصوت خافت: «استر عليّ الله يستر عليك»، فقد عجزت عن دفع أجرة التاكسي، فالى أين سنمضي!
بهذا التساؤل والحوار ينهي «أبو محمد» حديثه ليفتح معه أسئلة تتعدى مواكبة التطوّر والتقنيات الحديثة، بمحاولة الإجابة على السؤال الأخطر إلى أين سنسير؟؟

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا