صيدا تمكنت من الغاء الحواجز بين المدرستين الرسمية والخاصة

التصنيف: Old Archive

2010-01-29 06:26 م 943

برعاية وحضور رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية النائب بهية الحريري ، عقدت ثانوية رفيق الحريري في صيدا مؤتمر التطور التربوي الأول بعنوان "استدامة الزخم الإيجابي في ثانوية رفيق الحريري "، وذلك في باكورة ورشة تربوية انطلقت في المدرسة وتشمل عدة فعاليات ومؤتمرات وانشطة وتحمل شعار " ورشة اصلاح ونهوض تربوي " لمناسبة احتفال المدرسة بمرور ثمانية وعشرين سنة على تأسيسها..

وجرى حفل افتتاح المؤتمر في احتفال اقيم في قاعة المسرح في الثانوية، بمشاركة خبيرين اجنبيين في مجال التربية هما كريس كروز الخبير في مجال" تقويم وتطوير البرامج المدرسية والقيادة والاشراف التربوي " من الولايات المتحدة الأميركية، وكولم كريغان وهو مفتش تربوي من جهاز الرقابة على المدارس في دولة الإمارات العربية المتحدة من ايرلندا، كما حضر الافتتاح مدير مؤسسة الحريري في صيدا محيي الدين القطب ومديرتا ثانوية رفيق الحريري رندة درزي الزين ومدرسة الحاج بهاء الدين الحريري وداد النادري والمشرف العالم في مدرسة البهاء نبيل بواب وافراد الهيئتين الادارية والتعليمية في ثانوية الحريري .

الحريري

بعد كلمة ترحيب من مديرة الثانوية رندة درزي الزين اشارت فيها الى الهدف من اطلاق الورشة التربوية في المدرسة ومن هذا المؤتمر التربوي ، تحدثت النائب الحريري فعرضت لمرحلة تأسيس وانطلاقة ثانوية رفيق الحريري في العام 1982 من كفرفالوس وكان اسمها حينها "مدرسة صيدا الجديدة " متوجهة بالتحية لروح الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي أرسى دعائم هذه المسيرة التربوية الطويلة.. وتوقفت الحريري عند الظروف التي رافقت انطلاقة المدرسة وظروف توقفها في كفرفالوس بسبب الاحتلال الاسرائيلي، ومن ثم انتقالها الى صيدا ، ومراحل التطور التي شهدتها طيلة العقدين الأخيرين ..

ثم تناولت الحريري موضوع المؤتمر التربوي فشددت بداية على أهمية تفعيل وتطوير التعليم وخلق المناخ التعليمي الذي يتيح لكل طالب أن يأخذ حقه في أي مكان كان ، سواء في التعليم الرسمي أو الخاص . وقالت: ان صيدا كانت في طليعة الغاء الحواجز بين المدارس الرسمية والخاصة ، ما خلق مناخاً ايجابيا للمدينة والجوار بمدرسة تنافسية تؤمن بالعدالة التربوية .

ورأت الحريري أن التحديات كبيرة جدا ، والتحدي في التعليم في القرن الحادي والعشرين هو على مستوى التعليم الذاتي اي أن كل انسان في اي موقع وجد اذا لم يكن مطلعا بشكل دائم على التطورات المستجدة لن يستطيع ان يواجه طالباً، الفضاء مفتوح امامه ، وهو جزء من عالم كبير وجزء من طلاب العالم الموجودين من نفس العمر ، هو ينتمي الى المدينة كمكان وهو جزء من كل طلاب العالم له نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات فتخيلوا هنا كم التعليم اصعب . وقالت : نريده ان يبقى متمسكا بهويته وان يتعرف أكثر على المكان الذي هو فيه . فأصعب شيء ان نعلم طالبا لا ينتمي وكأنه في الفضاء ، هو في الفضاء ولكن حتى

يبدع يجب ان يكون متماسكا على ارض صلبة ، والأرض الصلبة هي المكان والمكان يعني الوطن الذي نعيش فيه . وان كل الخطوات التي سنقوم بها علينا ان نتعاون معا ونضع يدا بيد لتحقيقها، لأن التحدي بالنسبة لنا هو ان نعرف اين نحن والى اين سنصل . فلا تكفي الإمتحانات الرسمية لأن تعطينا مؤشراً ، ولا احد يقول انه بامتحان واحد نستطيع أن نقيم ، لأن التفاصيل المطلوبة في شخصية كل طالب هي متنوعة ومتعددة نستطيع ان نبسطها ولكن لا نريد ان نسطحها . نحن لدينا قلق كبير من عملية التسطح في المعرفة ، لأن التسطح في المعرفة هو اخطر ما يكون على تلامذة هذا العالم .. يجب ان نحفز أولادنا على طرح الاسئلة باستمرار وأن يعرفوا كيف يسألوا ، الأهم ان نعتاد كيف نطرح الأسئلة ونعلم اولادنا على ذلك ..

واضافت الحريري: نريد ان نقول للأولاد اننا سنبقى نتعلم حتى نكون على مستوى ان نعلم طالباً في القرن الحادي والعشرين ولديه تحديات جدا كبيرة لديه تحديات بهويته وثقافته . نحن لدينا ثروة كبيرة جدا اسمها التعددية لا يجب أن نتخلى عنها ولا يجب ان نفقدها ، ولدينا تطلعات أيضاً الى العالم كيف يحل مشاكله . نريد اليوم ان نضع قواعد وكل سنة سنقول ما الذي حققناه ولماذا لم نحقق ما عملنا عليه وكيف نستطيع ان نحققه وهذا اهم شيء، لأن ذلك يعطينا اندفاعا بأننا نقف على ارض صلبة وهذا ما سنراه انشاالله بعد هذه الورشة واريد ان اشكركم على الذي حققتموه الى اليوم ولكن لنتعاون سويا برسم تحدياتنا للمرحلة القادمة .

واشارت الحريري الى أن الطلاب وأهاليهم سيكونوا شركاء في عملية التطوير المراد السير بها من خلال هذه الورشة التربوية .

أعمال المؤتمر

ثم استؤنفت أعمال المؤتمر والتي قدم لها وشارك في مواكبتها طلاب من الثانوية حيث ألقى الخبير التربوي الأميركي كريس كروز محاضرة حول " مواصفات المدارس عالية الأداء والفعالية" فقدم نبذة عن نوعية وطريقة التوصل الى مثل هذه المدارس ، والنظريات والأساليب المعتمدة عالمياً في هذا المجال . وتخلل المحاضرة نشاط تفاعلي مع الإداريين والأساتذة المشاركين .

ثم انتقل الجميع الى المكتبة العامة للثانوية حيث عقدت ورشة عمل " مقهى تربوي" لمناقشة ما ورد في المحاضرة من خلال طرح اسئلة مثل : أين نحن ؟ .. وكيف يمكننا أن نتحول الى مدرسة عالية الأداء وفق المعايير العالمية؟ . وتوزع المشاركون على مجموعات عمل .

بعد ذلك ألقى الخبير التربوي الإيرلندي كولم كريغان محاضرة بعنوان " انها مسألة وقت.. التطوير التربوي من خلال التقويم المدرسي .. منظور عالمي ".

واختتم المؤتمر بتوصيات . وعلى هامش المؤتمر قدمت مديرة الثانوية رندة درزي الزين كتاب صيدا القديمة الى الخبيرين التربويين كروز وكريغان .