×

رحـل والـد ألبيـر عسـال وهـو يقـول: «مـن يفـقـد ابـنـاً يُدفـن وهـو حـي

التصنيف: Old Archive

2010-01-30  08:55 ص  974

 

 

لميا شديد
البترون
لم يحتمل قلب جرجي عسّال أكثر من أربعة أيام من الانتظار والحزن والحرقة على مصير ابنه ألبير عسال، الذي استقل طائرة الموت فجر الاثنين الماضي.
ابن الاثنين والثمانين عاماً، بقي متسمراً منذ صباح ذاك اليوم المشؤوم، يتابع لحظة بلحظة التطورات المتعلقة بمصير الركاب.
يتابع ويشاهد وينتظر بحرقة سماع خبر عن ألبير... لكنّه لم يسمعه. فانفجر قلبه ورحل صباح أمس الجمعة إثر نوبة قلبية ألمّت به. وتحوّلت المصيبة التي حلت بالعائلة الى مصيبة مزدوجة: ابن مجهول المصير ووالد سكت قلبه حزناً على فلذة كبده، لأنه كان يعتبر أن «من يفقد ابناً يُدفن وهو حي». هذا ما قاله امس لابنه لوران، الذي وصف وضع العائلة بالمأساوي منذ صباح الاثنين الماضي.
وأضاف: «حتى اليوم، لم نسمع اي خبر عن شقيقي ألبير الذي كان على متن الطائرة الأثيوبية. كل يوم، يعطوننا مهلاً جديدة. الوالد كان يتابع كل المستجدات المتعلقة بالطائرة الاثيوبية وعمليات البحث عن المفقودين، كما كان يتابع شخصياً التلفزيون والاذاعات لمعرفة أي خبر أو معلومة عن ابنه ألبير. وكان يسأل كل دقيقة إن كان هناك من جديد عنه. وصباح اليوم (أمس)، استيقظنا باكراً عند الساعة السادسة، لنجد الوالد مصاباً بنوبة قلبية توفى على إثرها».
ويتذكر لوران آخر ما قاله له والده: «يا بيّي! الرجل، عندما تموت زوجته تتدمر سعادته، وعندما يموت شقيقه يتكسر جناحاه، وعندما يموت ابنه يدفن وهو حي».
تعيش عائلة عسّال مأساة حقيقية، تتفاقم يوماً بعد يوم، منذ وقوع الكارثة. هذه العائلة التي غامر افرادها منذ نعومة اظافرهم في البحر سعياً وراء لقمة العيش. والوالد الذي رحل بالأمس، أمضى حياته مغامراً، في الصيف كما في الشتاء، وحتى في عزّ العواصف والأخطار التي كانت تهدد مراكب الصيادين في البحر.
وها هي الأم المفجوعة تعيش على أمل عودة البير الذي عاش حياته يعمل في البحر ويغطس الى أعماقه. لم يكفه بحر البترون فغامر بعيداً الى انغولا للعمل في شركة فرنسية للغطس وأرصفة البواخر، لأنه عشق البحر ومياهه وأعماقه.
ويبقى الأمل في قلب الوالدة جورجيت، بعودة البير، وهي تتمنى، وبعد خمسة ايام على الكارثة، أن يكون البير قد تمكن من الإبحار في عرض البحر ليعود اليها وهو الغطاس الماهر. تقول: «أبوه رحل اليوم (أمس) ضحيته، غطس ليأتي به إلينا، لأن ألبير بطل البحر ولو لم يكن البير مربطاً بالأحزمة لكان أتى الينا سباحة، وانا متأكدة من ذلك. الله يصبّر قلوب زوجته واولاده كي يتحملوا هذه المصيبة، والله يعطيها القوة لكي تتمكن من متابعة تربيتهم تربية مسيحية صادقة، والله يصبر قلوبنا جميعاً ونستعيد عقدة من اصابع يدي البير. أملنا ان يكون البير قد فك احزمته لكي يعود الينا وهو في عرض البحر عائد الينا. واملنا كبير بالعذراء، ان يعود الينا. ولكن، كيف ولم يجدوا شيئاً حتى الآن؟ ولم يحددوا حتى الآن مكان وجود هيكل الطائرة؟ ولم يعثروا على الصندوق الأسود. هل ابني يسبح على وجه المياه وبأي صخرة قد علق؟».
ها هي البترون، مدينة وقضاء، تعيش أجواء الحزن والاسى على والد رحل من دون ان يعرف مصير ابنه

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا