×

سيارة موضة و البورش شعبية رغم ثمنها والالمانية مهيمنة

التصنيف: إقتصاد

2013-05-05  04:42 ص  1952

 

كيف يصنّف اللبنانيون ماركات السيارات في السوق المحلية؟ وكيف ينظرون إلى أدائها؟ وما العوامل المؤثرة في عملية الإقتناء؟ تتسع ثقافة اللبناني في موضوع السيارات وادائها واسعارها بحسب الاستطلاع الذي اعده قسم الابحاث في "مجموعة الاقتصاد والاعمال" وتنشره "النهار" تزامنا. وشملت العينة 802 مستخدم للسيارات، وتوزعت بين %61 من الذكور و%39 من الاناث، واختير %51 من الشباب (18 و29 عاما) و%27 بين 30 و40 عاما.

تعمّد الاستفتاء أن تكون العينة مرآة للسوق حيال مستوى المداخيل، فجاءت النتائج واقعية بحسب اتجاهات السوق. لذلك، فإن 62% من أفراد العيّنة ينتمون إلى أصحاب المداخيل المحدودة (أقل من 2000 دولار شهرياً) أو الصغيرة (بين 2000 و3000 دولار شهرياً) و10% من أصحاب المداخيل المتوسطة (3000 - 4500 دولار) بينما مثلت فئة المداخيل المرتفعة (أكثر من 4500 دولار شهرياً) نسبة 7% فقط.
 

الماركات الأكثر شهرة

أول ما يتبادر إلى ذهن اللبناني لدى سؤاله عن السيارة، هو إسم "مرسيدس" (72.1%) و"بي إم دبليو" (66.6%). واظهرت الدراسة القوة الثابتة للسيارات اليابانية، فسجّلت "نيسان" نسبة تذكر فوريّة بلغت 59.9% تبعتها "هوندا" (54.1%) ثم "تويوتا" 46.4%، وجاء في ترتيب الشهرة السيارات الكورية "هيونداي" و"كيا" تتبعها الفرنسية ("رينو" و"بيجو").
وبالنسبة الى المجيبين على الاستبيان بالماركات، تبين أن ثمة فوارق بين شهرة الماركة وبين المعرفة الجيدة بها، إذ حصلت ماركات معينة أقل شهرة على علامات أعلى لجهة معرفة المجيبين الجيدة بها. فبينما لم يذكر "فولفو"، الاسم الذي يوازي في لبنان ميزات القوة والمتانة، أكثر من 13% من الذين سئلوا فإن 38% من هؤلاء قالوا انهم يعرفونها جيداً ويعرفون عن ميزاتها. كذلك، فإن 0.2% ذكروا اسم "لكزس" كأول ما يتبادر إلى ذهنهم بين أسماء السيارات، بينما قال 60% من هؤلاء انهم يعرفونها جيداً. وحصلت "شفروليه" الأميركية على مرتبة عالية (45%) لجهة معرفة المجيبين الجيدة بها، بينما ذكر 2.2% فقط إسمها كأول ما يتبادر إلى الذهن كإسم لسيارة.

نساء ورجال

وأظهرت الدراسة تباينات طريفة بين ثقافة السيارات لدى النساء وثقافة الرجال، اذ يبدو بوضوح أن ثمة رؤية نسائية للسيارات تختلف عن رؤية الرجال، وهناك أسباب اجتماعية ونفسية عديدة تفسّر هذا التباين. على سبيل المثال، حصلت سيارة "فولفو" على 100% من النسوة اللاتي سئلن عما إذا كن تعرفن عليها (مقابل 33% من الرجال) وقد يكون ذلك ربما لتعلق النساء بصورة أكثر بفكرة الأمان ومتانة السيارة لأن المرأة تخاف على أسرتها وأولادها وهي ملمّة بالصورة التي يتمتع بها اسم "فولفو" الأسوجية كعنوان للمتانة ولمقاومة الصدمات عند الحوادث. المفارقة بالطبع أن 0.2% فقط من النساء والرجال الذين سئلوا، ذكروا "فولفو" كأول اسم يتبادر إلى ذهنهم. من المفارقات أيضاً أن 100% من النساء اللواتي سئلن اذا كن يعرفن "أوبل"، أجبن بأنهن يعرفنها جيداً (مقابل 33% للرجال)، لكن يبدو أن النساء يجهلن تماما "الفاروميو"، إذ لم تذكر أي امرأة أنها تعرفها جيداً مقابل 67% للرجال.

"لكزس" مفضّلة بالإجماع

وكشف السؤال المتعلق بالسيارة المفضلة، ان100 من الذين ذكروا "لكزس" السيارة الفخمة التي تنتجها شركة "تويوتا" اليابانية، منحوها علامة 9 أو 10 من 10 لتتوّج تاليا أميرة في سوق السيارات في لبنان. ولم يجد هذا التفوق تفاوتاً بين الذكور والإناث، إذ أن سائر الرجال والنساء الذين ذكروا "لكزس" اعطوها تصنيفاً ممتازاً.
أما المرتبة الثانية (72%)، فاحتلتها "مرسيدس" العريقة التي لها تاريخها الطويل في لبنان. والواقع ان "مرسيدس" هي سيارة اللبنانيين المفضّلة، لأن الكثير من أصحاب المداخيل المتوسطة أو الأعلى قليلاً قد يتمكنون من شرائها، لكنهم لن يجدوا وسيلة لشراء "لكزس" التي قد يكون سعرها مضاعفاً وربما أكثر.

شعبية "بورش"

المفاجأة كانت في مستوى التفضيل الذي اكتسبته سيارة "بورش" (69%) التي تمكّنت من اختراق سوق سيارات الدفع الرباعي بسيارة "كايين" الأنيقة، وباتت تاليا إسما شعبياً بعدما كانت صورتها محصورة بسيارات السباق أو "السبور" الغالية الثمن مثل "بورش كاريرا" وأخواتها. ويلاحظ أن "بورش" نالت أصواتاً أكثر من "إنفينيتي" التي تنتجها "نيسان" وتعتبر منافسة لسيارة "لكزس" التي احتلت المرتبة الرابعة من حيث تفضيل المجيبين، مسجّلة 68%.
بعد سيارات الفخامة والقوة، أخذت "بي إم دبليو" و"لاند روفر" ("رانج روفر") الموقع الخامس مع 63% لكل منهما. وبين السيارات المفضلة، نالت "جيب" (44%) و"أودي" (43%). ويلاحظ أن سيارات أميركية عريقة مثل "شفروليه" و"فورد" لا تزالان تحتفظان بموقع بارز في لائحة السيارات المفضلة رغم التراجع العام الذي أصاب الماركات الأميركية في العقود الماضية أمام تقدّم السيارات الألمانية واليابانية. اما "كاديلاك" التي كانت في الستينات والسبعينات عنوان الفخامة، فحظيت بنسبة تفضيل بلغت 25% فقط ومثلها "فولفو".

الأفضل وفق اللبنانيين

اقترحت الدراسة إعطاء علامات لكل السيارات المستخدمة في لبنان حيال ميزات السعر أو مصاريف التشغيل (الوقود والصيانة) وصورة الوكيل وكفايته وخدمة ما بعد البيع والمتعة في قيادة السيارة ومدى احتفاظها بقيمتها مع الوقت. وطلبت من المستهلكين الذين شملهم الاستفتاء، تقييم ماركات السيارات حيال الأمان في القيادة والجودة في الصنع والأداء والراحة، وسألت عن رأي اللبنانيين في السيارة الأجمل من حيث التصميم والأناقة.
وجاءت النتائج منسجمة إلى حد كبير مع التصنيفات السابقة. فعلى سبيل المثال، سجّل إجماع على "لكزس" كنموذج للاقتناء ومنحت نسبة 100% من الأصوات واعتبرت المفضلة. واعطى المستفتون "لكزس" أعلى علامة في 7 مجالات هي: الأداء على الطريق والجودة ومتعة القيادة والرفاهية وجمال التصميم والشخصية المميزة و"البرستيج". وحلّت "كاديلاك" في المرتبة الثانية، وشاركت "لكزس" في كونها المفضّلة (100%) في مجالات الجودة والأداء على الطريق ومتعة القيادة، لكنها نالت علامة أعلى لجهة تكنولوجيا التصنيع. وحلّت "بورش" في مرتبة متقدمة مماثلة لـ"كاديلاك"، إذ نالت أعلى تصنيف (100% ) في مجالات تكنولوجيا الصنع والأداء على الطريق وجمال التصميم و"البرستيج”.
بعد "لكزس" و"كاديلاك" و"بورش"، حلّت في المراتب التالية لجهة الميزات عينها كل من "إنفيِنِتي" و"مرسيدس" و"بي إم دبليو"، ثم "أودي" و"فورد" و"شفروليه". ولوحظ أن السيارات الكورية والفرنسية لم تحصل على نسب عالية من التصويت.

الأولى في كلفة التشغيل

وأظهر المسح أن السيارات التي فازت بأفضل نسب التصويت حيال الجودة والتصميم ومتعة القيادة وأمانها و"البرستيج"، نالت أدنى نسب التصويت لجهة كلفة التشغيل. اي ان اللبنانيين يجمعون على اعتبار السيارات الفخمة مكلفة جداً لجهة التشغيل، علماً أن المجيبين أعطوا أفضل علامة حيال كلفة التشغيل بين السيارات الفخمة أو سيارات الصالون لـ"شفروليه" (45%) بينما نالت أدنى تصنيف (صفر%) كل من "كاديلاك" و"بورش" و"ألفاروميو". وخلاف ذلك، لم تحصل السيارات الكورية على علامات عالية في مجالات الجودة والأداء، بل أفضل تصنيف لجهة كلفة التشغيل، اي "مصروف بنزين" أقل وكلفة ادنى لقطع الغيار والصيانة.

ومواصفات الأمان

في مجال مواصفات الأمان، اشتركت "لكزس" و"مرسيدس" في حصولهما على أعلى العلامات (90%) تبعتهما "كاديلاك" مع 88% ثم "لاندروفر" (83%) فـ"شفروليه" (78%). ونالت نحو 70% من التصويت على الأمان كل من "فولفو" و"إنفينيتي" و"أودي" و"جي إ م سي" و"جيب". وجاءت في مرتبة تالية "بورش" و"ميتسوبيشي" و"فورد" مع 60%. واحتلت السيارات اليابانية ("هوندا" و"نيسان" و"تويوتا") المرتبة الوسط لجهة أمان القيادة (نحو 50%)، بينما أعطى اللبنانيون تصنيفا منخفضا لجهة مواصفات الأمان للسيارة الكورية ("هيونداي" و"كيا")، مما قد يشير إلى مشكلة انطباع قائم عند مستخدمي السيارات يعتبر السيارة المنافسة في السعر أقل كفاية بالضرورة لجهة الأمان. وهذا يعني أن على وكلاء السيارات الكورية الاهتمام بهذه الناحية في استراتيجية التسويق والتعريف بالموديلات الجديدة.

الأكثر احتفاظاً بقيمتها

أحد أهم العناصر التي يتابعها المستخدم اللبناني، هو مدى احتفاظها بقيمتها عند بيعها في سوق المستعمل أو مبادلتها بسيارة جديدة. وكما هو متوقع، خصص المجيبون المرتبة الأولى لسيارة "مرسيدس" (75%) بينما حظيت "بورش" بالمرتبة الثانية (65%) ثم "إنفينيتي" (58%) و"لكزس" (50%). ومن السيارات التي تحتفظ بقيمتها في نظر السائق اللبناني سيارة "أودي" (44%) و"كاديلاك" (38%).
في المقابل، فإن اقل السيارات احتفاظاً بقيمتها في نظر اللبنانيين هي الكورية ("كيا" و"هيونداي") ثم الفرنسية ("رينو" و"سيتروين" و"بيجو").
لكن أقل السيارات احتفاظا بقيمتها هي "ألفاروميو" التي حصلت على صفر% في سلم ترتيب الماركات لهذه الجهة.

العوامل المؤثرة في قرار الشراء

كيف يشتري اللبناني سيارته؟ وما هي أهم العوامل التي تجعله يفضل ماركة على أخرى أو سيارة جديدة على المستعملة أو العكس؟
أظهرت نتائج الاستفتاء الذي شمل عيّنة من 802 مستخدم للسيارات في لبنان أن العامل الأهم والأساس الذي يؤثر في قرار شراء السيارة هو السعر ويأتي بعده الخصائص الجمالية للسيارة. هذه النقطة مهمة بالنسبة الى اللبناني الذي ينظر إلى السيارة مثل نظرته إلى هويته وعنوان شخصيته. لكن اللافت في نتائج الاستفتاء هو الأهمية الخاصة التي يعلقها اللبنانيون على مصاريف التشغيل، لانها ثالث أهم عامل مؤثر في قرار شراء السيارة. ويلاحظ أن اللبناني يعطي أهمية خاصة لمواصفات المتانة وأمن القيادة، لكنه لا ينسى أن يضيف اهتمامه بأن تساهم السيارة في إضافة البرستيج على مظهرهم وموقعهم الاجتماعي.

جديدة أو مستعملة؟

يقود معظم اللبنانيين (نحو 63% من المشاركين) سيارات مستعملة لكن –وبحسب نتائج الاستفتاء- فإن 64% منهم يقودون سيارة جديدة أو يحلمون بامتلاكها. وهذا يعني أن أكثرهم يخططون دوما لشراء سيارة جديدة عند أول فرصة، لكنهم يقنعون لفترة خصوصاً في المراحل الأولى من عملهم المنتج بسيارة مستعملة تفي بحاجاتهم الأساسية في التنقل أو تكون عوناً لهم في مهنتهم أو تجارتهم.
لكن سواء كانت جديدة أو مستعملة، فإن السيارة الأولى التي يفكر اللبناني بشرائها هي "مرسيدس" (16.2%) و"بي إم دبليو" (15.7%). وبعد الألمانية تأتي السيارات اليابانية وعلى رأسها "تويوتا" (9.2 %) و"هوندا" (8.5%) و"نيسان" (7.7%) وتفسّر هذه النتائج استمرار هيمنة السيارات الالمانية ثم اليابانية على سوق السيارات في لبنان، مع توزّع الحصص الباقية على عدد من الماركات مثل "لاندروفر" والسيارات الكورية التي تسجل سنوياً زيادة مطردة في حصتها من السوق.

السيارات بحسب الأعمار

ما العلاقة بين المرحلة العمرية التي يمرّ بها اللبناني وبين تفضيله سيارة معينة على غيرها؟ حاول الاستفتاء " استيضاح هذه النقطة عبر نتائج إيجاد الرابط المحتمل بين الأمرين. وكانت النتائج كالآتي:
تتوزّع خيارات اللبنانيين في شأن السيارات على مختلف فئات الأعمال، وينطبق ذلك تحديدا على السيارة الأكثر شعبية. فـ"مرسيدس" هي فعلا سيارة لجميع فئات الأعمار، لانها مطلوبة من الشباب ومن الرجال الناضجين أو المتقدمين نسبياً في العمر. وينطبق الأمر عينه على "شفروليه" وعلى السيارات الرائجة مثل الكورية أو اليابانية. لكن ما أن تنتقل إلى سيارة مثل "بي إم دبليو"، حتى تزيد نسبة الشباب التي تفضلها على نسبة الفئات العمرية الأكثر تقدماً.
وتزيد نسبة الشباب الراغبين في اقتناء السيارات ذات الصورة المميزة أو "ماركات الموضة" غير الرئيسية، مثل الفرنسية وسيارة "فولسفاغن" او "سيتروين" أو "سوبارو". ويفسّر ذلك أن الشباب يحبون أحياناً أن يتميزوا بخيارهم، فيلجأون إلى السيارة التي تمثل تعبيراً عن استقلاليتهم أو ثقافتهم.
لكن للكبار أيضاً ميولهم وهم يتجهون غالباً إلى سيارة "البرستيج" أو السيارات الأغلى ثمناً غالباً، لأن مستوى دخلهم بعد سنوات من العمل والترقي المهني ربما يسمح لهم باقتنائها، كما أن الرجل المتقدّم في العمر يحب السيارة التي تكون عنواناً لإنجازه في العمل مثل "رانج روفر" أو "بورش" أو سيارات الدفع الرباعي عموماً. الظاهرة اللافتة كانت حصول "أوبل" على نسبة تصويت عالية من الذين تزيد أعمارهم عن الـ 60 عاماً، بينما لم تحظ السيارة بأي تصويت بين الفئات العمرية الأخرى، يفسر ذلك ربما الشهرة التي كانت لـ"أوبل" في الستينات والسبعينات، اذ يستمر عدد من الذين تقدموا في العمر منذ ذلك التاريخ، بحمل فكرة إيجابية عن السيارة تجعلهم يستمرون في تفضيلها.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا