×

السادس من آيار عيد شهداء الصحافة ( بقلم أحمد الغربي )

التصنيف: تقارير

2013-05-07  11:41 م  613

 

يأتي عيد شهداء الصحافة في السادس من آيار والصحافة في لبنان والوطن العربي شاهدة وشهيدة في بعض الأحيان حيال ما خلفه الربيع العربي الذي تحول لاحقا إلى حرائق متنقلة بين دولة عربية وأخرى، مما تسبب للأسف في انقسامات عامودية بين الإعلاميين ووسائل الإعلام في الرأي والموقف من الأحداث الدراماتيكية المصيرية.

منذ ما يقارب القرن من الزمن يقف صاحب الكلمة شامخا عنيدا في وجه الظلم والظلام ليقول الحق والحقيقة مهما كان الثمن دفاعا عن حرية الكلمة لكي يبقى الإعلام حراً من أجل بناء الوطن الحضاري وبدونها لا وطن ولا سلاماً ولا مستقبلاً.

الشهادة لم تتوقف يوما عن تقديم فارس تلو الآخر من فرسان الإعلام الذين سقطوا جميعهم في ساحات الشرف: الحبر والدم تعانقا من أجل الحرية في ذكرى شهداء الصحافة الذين سقطوا من أجل أن نحيا أحراراً، ووفاءً لدمائهم الذكية التي سالت في جميع المناطق من أجل قضايا الوطن والمواطنين. في ذكراهم نطلق صرخة ألم لما وصلنا إليه من انقسامات مرفقة بدعوة صادقة إلى إخواننا الصحفيين إلى وقفة وطنية وقومية تاريخية لتصويب البوصلة التي أضاع البعض وجهتها، ودورنا اليوم أكثر صعوبة في هذا الزمن الإستثنائي وغير المسبوق بأحداثه وتطوراته وأزماته ومآسيه.

وحدة حملة الأقلام والمبادئ هي السلاح الأقوى لمواجهة المخاطر التي تعصف بالوطن والأمة العربية، وانطلاقاً من ذلك يجب أن تكون الكلمة الطيبة البانية وكلمات المحبة والتسامح والتآخي واحترام الرأي والرأي الآخر ضمن حدود القانون وأدبيات المهنة هي العناوين الرئيسية والأساسية لمقالات وخطابات جميع الصحافيين، وأن يبقى لبنان وقضايا المواطنين فيه والحرية وفلسطين القضية المركزية التي شاخت في زمن التخاذل الدولي والعربي و الوحدة العربية من أولويات الصحافيين في لبنان.

وفي ذكرى شهداء الصحافة دعوة مماثلة إلى القيمين على الإعلام في لبنان وخصوصا وزارة الإعلام ونقابتي الصحافة والمحررين والمجلس الوطني للإعلام إلى وضع خطة عمل وطنية لضبط الإعلام المتهور في زمن هبوب العواصف التي تضرب لبنان والمنطقة، وهذه الدعوة أيضا موجهة إلى اتحاد الصحفيين العرب، لاتخاذ ما يلزم من قرارات لحماية حرية الكلمة والرأي.

في عيد شهداء الصحافة تحية إجلالٍ لأرواح الشهداء الذين أضاؤوا لنا الطريق، وتحية مماثلة إلى الجرحى والمعتقلين وكل المناضلين من أجل الحرية الذين صنعوا المجد للصحافة رغم عمليات القمع التي مارسها أصحاب السلطة وأعداء الكلمة على مدى التاريخ. عيد الشهداء لا نريد أن يكون مناسبة لتبادل الخطابات، بل نريده انطلاقة مهنية جديدة متطورة حضارية تواكب الأحداث بمسؤولية وطنية وقومية عالية تخدم مصالح وقضايا لبنان وأمتنا العربية. وصدق قول الشاعر حيدر محمود:

لبنانُ يا وطنـاً للسيف والقـَلـَم ***** من أول الدهر يجري فيك خيرُ دمِ


أحمد الغربي
مستشار نقابة محرري الصحافة اللبنانية

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا