بعد اختيارها مدرسة بيئية نموذجية في الجنوب في تطبيق الإستراتيجية الوطنية للتربية البيئية ضمن المشروع الذي نفذته جمعية الثروة الحرجية والتنمية AFDC بالتعاون مع المركز التربوي للبحوث والإنماء بدعم من مؤسسة هانس زايدل الألمانية وبتبنّ من وزارتي التربية والبيئة، تواصل ثانوية السفير مشاريعها المتميزة في مجالي الزراعة والبيئة الى جانب ورش العمل التدريبية للهيئة التعليمية والأنشطة للطلاب فيها على تطبيق منهج التربية البيئية في المدرسة ، والتوجه الى المجتمع المحلي في محيط المدرسة لتعميم مفهوم التربية البيئية وصولا الى خلق جيل واع بيئيا وتعويده على نمط تفكير وتصرف اساسه المحافظة على البيئة .

وفي هذا السياق ، اطلقت ثانوية السفير وبالتعاون مع شركة دبانة مشروع الزراعة العضوية على صعيد مختلف المراحل التعليمية فيها ومن خلال انشطة زراعية هدفها الحفاظ على البيئة من جهة وتحفيز النشء على تعلم زراعة واعتماد المنتجات الزراعية العضوية وتطبيقها وفقا للأسس العلمية والبيئية .

وانطلق المشروع من حدائق المدرسة في الغازية مع مجموعة كبيرة من طلاب الصف الثالث وحتى الثامن الأساسي ..تحت اشراف رئيس مجلس ادارة المدرسة احمد نجيب نحولي ومهندسين متخصصين من شركة دبانة . وشمل المشروع في مرحلته الأولى زراعة بعض اصناف الخضروات والمرحله الثانيه ستكون مشروع زراعة الفطر،  باعتماد المواد العضوية في الزراعة والتسميد ، والوسائل الغير مضرة في مكافحة الحشرات والأمراض التي تصيب النبات بهدف الحصول عىل منتج زراعي صحي وارض خالية من التلوث البيئي .

وقال رئيس مجلس ادارة ثانوية السفير أحمد نجيب نحولي : بعدما تم اختيار مدرستنا كمدرسة نموذجية لتطبيق استراتيجية التربية البيئية هذا الأمر حملنا مسؤولية اكبر ، كوننا عندما اسسنا المدرسة في هذه المنطقة اخترنا ان تكون ضمن بيئة خضراء طبيعية واخذنا على عاتقنا تشجيع كل ما يساهم في حماية البيئة والطبيعة وأنجزنا مشاريع بيئية مثل مشروع " تقطير ماء الزهر والنحل والتراث اللبناني ومشروع المياه والزراعة المائية وترشيد استهلاك الطاقة ، وكل ما له علاقة بالأرض والبيئة وكان الهدف هو تأسيس جيل يهتم بالبيئة ويكون نموذجا وقدوة للمجتمع المحلي واشراك السلطات المحلية والبلدية واهالي الطلاب .

واضاف:نحن اليوم لدينا مشروع زراعة عضوية نشرك فيه كل طلاب المدرسة ، لكي نحصل على انتاج زراعي خالي من المواد الكيماوية والسمية التي تضر بصحة الانسان وتضر بالأرض التي اصبحت من كثرة الكيماويات تنتج ثمارا غير صالحة للاستهلاك الآدمي . وقد بدأنا بهذا المشروع على نطاق صغير في المدرسة ولكن وجدنا رغبة لدى الطلاب في ان ينخرطوا في هذا العمل ، فتوسعنا بهذا المشروع وانشأنا شبكة ري بالتنقيط على مساحة واسعة والكل يزرع ويشارك في هذا المشروع الذي هو زراعة عضوية خالية من الكيماويات ، فقط نستخدم سواد الدجاج ليغذي الأرض بالنيتروجين ويقضي على الأمراض والآفات الموجودة في الأرض .

وتابع: نعمل على مسارين : البيئة الصحية والزراعة البيئية ، من خلال تدريب الطالب كيف يحافظ على بيئة الأرض وطبيعتها وينتج ثمارا من الخضروات والفاكهة والحمضيات وغيرها بطريقة لا تدخل فيها اية مواد كيماوية لأن اغلب الأمراض لدى الناس تنجم عن الكيماويات في الخضار والفاكهة والطعام والسم الذي يتشربه الثمر .. ولدينا ايضا زراعة الفطر الذي سنبدأ به بعد هذا المشروع مباشرة وهناك مشروع صناعة الكومبوست من مخلفات البساتين واوراق الشجر وفضلات الثمر والحطب ، بحيث نطحنه ونضعه في حفرة ونطمره ليصبح كومبوست صالح للزراعة ، ونتعاون في هذه المشاريع مع شركة دبانة التي كلفت مهندسين من قبلها مشكورة للاشراف على عملنا الزراعي والبيئي في المدرسة وعلى تعليم الطلاب الزراعة العضوية وسبل مكافحة الأمراض بطريقة بيولوجية ، وسنحاول تسويق الانتاج من خلال الطلاب .

وقال المهندس علي خليفة المشرف من قبل شركة دبانة: العلاقة مع السيد احمد نجيب نحولي بدأت منذ ايام والده المرحوم الحاج عبد الله .. اكمل السيد احمد نجيب مسيرة والده الزراعية مع مجاراة التطور في هذا المجال مثل التحول الى الري بالطرق الحديثة وزراعة اصناف جديدة مثل النكتارين والأفوكاتو والتفاح والمانجو  والليتشي والقشـطه والخضار .وبسبب حب نحولي للأرض والزراعة هو يحاول تربية وانشاء جيل جديد من الطلاب يحب ويعشق الأرض والزراعة والبيئة الصحية وفعلا نجح في ذلك وجعل مدرسة السفير تحصل على لقب  مدرسة نموذجية في المحافظة على البيئة ..واليوم هناك طلاب يتعرفون على الزراعة العضوية وكيفية تطبيقها ومواصفاتها وذلك للحصول على محصول اقتصادي وصحي وللحفاظ على التوازن البيئي والحماية من التلوث فنشرح لهم فوائد الزراعة العضوية وكيفية تطبيقها وتحضير البيئة المناسبة لها.

واضاف: من فوائد الزراعة العضوية :تخفيف تلوث البيئة والعاملين بالتربة والمياه الجوفية وانتاج محصول نظيف خالي من الترسبات الكيميائية وصالح للتصدير ، علما ان النبات يتأثر بالحرارة والرطوبة النسبية وبالرياح والتربة والضوء . اما العمليات الزراعية المتبعة في الزراعات العضوية فهي : الاعتماد على السماد العضوي وعلى خصوبة التربة في نمو النبات واستعمال مبيدات لا تضر بالنحل او السمك او الطيور او الانسان او الأرض وازالة الأعشاب بواسطة الحرث وازالة الأجزاء المريضة من النبات وحرقها خارج المزرعة والاعتماد بشكل اساسي في المكافحة على الأعداء الطبيعية بواسطة الحشرات وتأمين العوامل المناخية التي تحد من الاصابة بالأمراض مثل التهوئة والتخفيف من الرطوبة للتقليل من الاصابة بالأمراض الفطرية والبكتيرية واستعمال مواد طاردة للحشرات او الواح لاصقة للحشرات او مصائد .. لافتا الى ان الحصول على انتاج زراعي عضوي ليس بالأمر السهل لأنه يحتاج الى مراقبة ومتابعة .

وحول مشروع زراعة الفطر قال المهندس صالح مطر ( شركة دبانة ) هناك انواع كثيرة من الفطر وهو نوع الزراعات العضوية والنوع الذي نزرعه هو النوع المفيد وما يميزه عن غيره من النبات انه لا يوجد فيه كلوروفيل اي لا يوجد فيه لون اخضر ، والأمر الآخر اننا نستعمل فيه المواد العضوية بدلا من المواد المعدنية التي نستعملها للنباتات الأخرى ، وبنفس الوقت ننتج منتجا زراعيا غني بالبروتيين وفيه الياف كثيرة ومفيد للصحة .. كما اننا يمكن ان نستعمل الفطر لنحافظ على البيئة وننظف الأرض ، حتى اننا اذا زرعناه في اماكن ملوثة بيئيا ينظف الأرض

وعبر بعض الطلاب عن تفاعلهم ايجابا مع المشاريع الزراعية البيئية التي اطلقتها مدرستهم فقالت الطالبة غيدا علي حسن : اتبعنا طريقة الري بالتنقيط لأننا لاحظنا في المدرسة ان هناك هدرا في المياه ، فضلا عن اننا نتعلم طرقا صحية وسليمة في الزراعة والحفاظ على البيئة وصحة الانسان من خلال الزراعة البيئية . فيما قالت فرح الابراهيم اننا نستفيد كثيرا مما نتعلمه حول سبل العناية بالأرض والزراعات العضوية وترشيد استهلاك المياه في الري .

وقال الطالب عمر الخميس : نشارك في مشروع لفرز النفايات وهدفنا ان نحافظ على البيئة . حيث نقوم بفرز المعادن لوحدها والبلاستيك لوحده والكرتون والورق لوحده.. حتى اننا نصنع من الكرتون والورق اشكالا للزينة بدلا من ان نرميها ونلوث البيئة .. ونتعلم ايضا كيف نطمر بقايا الطعام وبعد اسبوعين او ثلاثة تتفكك الخلايا فيها وتتفاعل مع التربة فتغذيها بدلا من ان تلوث البيئة .