برعاية وحضور رئيسة لجنة التربية النيابية النائب بهية الحريري، تبارى اكثر من 250 طالبا وطالبة من حوالي 30 مدرسة رسمية وخاصة من مختلف المناطق في الشعر والقصة والمقالة والرسم في رحاب الطبيعة في حدائق دير المخلص في جون – الشوف في اطار مسابقة "جائزة المطران سليم غزال للحوار والسلم الوطني اللبناني" التي تنظمها مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة بالتعاون مع الشبكة المدرسية لصيدا والجوار وحلقة التنمية والحوار للسنة الثانية على التوالي في ذكرى رحيل المطران غزال وبهدف غرس قيم الحوار والمحبة واللقاء مع الآخر التي جسدها في مسيرته الوطنية والانسانية في نفوس وعقول الأجيال الشابة.

انطلقت المسابقة عند الثامنة والنصف صباحاً حيث توافد الطلاب من مختلف المناطق وتوزعوا في ارجاء دير المخلص وحدائقه وعلى اقسام المسابقة رسما وشعرا وقصة ومقالة ، فيما كان مدراء المدارس المشاركة ينضمون الى لقاء لفعاليات المجتمع الأهلي والمدني لإستذكار مآثر المطران غزال .. قبل ان يجولوا برفقة الحريري على الطلاب المشاركين في المسابقة ويطلعون على ابداعاتهم.

حضر اللقاء : الرئيس العام للرهبانية المخلصية الارشمندريت جان فرج ورئيس حلقة التنمية والحوار اميل اسكندر والأب انطوان سعد ومدير مدرسة دير المخلص الأب عبدو رعد ، وابنة شقيقة المطران الراحل غزال نايلة حجار.. وعدد من مدراء المدارس وحضر من اعضاء لجنة التحكيم الفنانون " فؤاء جوهر ، ليلى كعوش ، لينا كليكيان ، هاغوب سولاحيان ، الدكتور انطوان ابو زيد وغنوة شتوي " .

بعد كلمة ترحيب من منسق عام الشبكة المدرسية لصيدا والجوار نبيل بواب تحدث رئيس حلقة التنمية والحوار اميل اسكندر فاعتبر ان ايمان المطران غزال لم يكن ابدا حاجزا مع الآخر او حاجزا في طريقه الى الاخر بل ان ايمان سليم غزال كان دائما عبورا الى الاخر الاخر الذي لا يشاركه احيانا عقيدته او دينه وهذا الشيء قد نكون نحتاج اليه كثيرا في هذه الأيام والمطران سليم لم يعرف ايمانه الا بهذا العبور الى الآخر ..وقال: ان لقاءنا هنا اليوم وللسنة الثانية على التوالي يدل على العزيمة والوفاء والارادة بان نستمر معا في هذا الخط الذي اطلقه المرحوم سيادة المطران غزال .

وتحدث الأب عبدو رعد فقال: ما نشهده اليوم ان هناك امراة تكرم رجلا..  وهناك مسلمة تكرم مسيحيا ومطرانا ونحن نكتشف ماذا يحصل وماذا حصل لنحمل هذه الفكرة لكل الناس ولنقول لهم ماذا يحصل في لبنان .. لنقول لهم ماذا يحصل في دير المخلص ماذا فعلت بهية الحريري وماذا يحصل في صيدا والجوار .. نعم هذه الرسالة ان يتخطى الانسان الحواجز ..نحن اليوم نتعلم من جديد ان نتخطى كل الحواجز ونعيش بسلام وبالحوار سويا وما يجري اليوم هو دليل قاطع اننا نمشي بهذا التحدي وان نقول اننا نريد السلام والعيش معاً .

والقى الارشمندريت جان فرج كلمة قال فيها : هذا اللقاء هو فرحة كبيرة لنا ولدير المخلص وللمطران سليم الذي تربى على العيش بسلام ونشر السلام ، لأنه عاشفي هذه الدار ولانه اوصل هذه التربية للاباء ، لذلك رسالة دير المخلص تمتد وستمتد وستبقى كما كانت مع المطران سليم ومع غيره وهناك كثر ابطال تخرجوا من هذا الدير نذكر منهم المطران غوريغوريوس حجار الذي كان اول مناصر للقضية الفلسطينية واول من وقف بوجه الاستعمار واول من نادى بالاخوة والتشبث بالارض .. وهناك وجوه كثيرة مرت بهذا الدير ونفتخر اننا نعطي ولو القليل ليس فقط في صيدا والشوف وانما في لبنان والعالم وحيث وجدنا ...

وتحدثت النائب الحريري فقالت: اردنا هذه المسابقة احياءا لذكرى المطران سليم غزال الذي كان صادقا مع ربه ومع نفسه ومحيطه ومجتمعه ،وكان مليئا بالثقة بالنفس وبالمحيط وبالجوار ، بهذه الثقة نستطيع ان نبني الامان والاستقرار.. لقد اردنا لطلابنا وللاجيال الصاعدة ان يعبروا عن مشاعرهم وافكارهم لانهم هم الامل والرجاء بالنسبة لنا لإعادة بناء الثقة بهذا الوطن وطن الرسالة،  فبالصدق والثقة نستطيع بناء مجتمع التحدي مجتمع المحبة والسلام والابداع والتنوع والاختلاف.. كل هذه القيم اردناها من خلال اصرارنا على نشر مسابقة المطران سليم غزال لأن المسابقة ليست يوما نقضيه في ربوع هذا الدير الذي نكن له كل التقدير والمحبة لانه صادق مع نفسه وهذا ما نلمسه من خشوع عندما ندخل الى ارجائه،  لذلك اردنا ان يشعر الاخرون به وان يكونوا دائما صادقين بالتعبير وهذا ما اردناه من خلال تفقدنا للوحات معبرة بصدق عما يجول في خاطر طلابنا من اكثر من مدرسة ومن اكثر من منطقة في لبنان ، واننا نعتز كثيرا بتعميم هذه الفكرة بالتواصل مع كل الاجيال الصاعدة لزرع هذه القيم لتكون بارقة امل وطوق نجاة لخلاص هذا البلد العزيز بلد الرسالة .

واضافت : جديد جائزة المطران غزال هذا العام هو ادخال الرسم في المسابقة والسنة القادمة قد ندخل الموسيقى لأنها ايضا رسالة عابرة للغات وللمناطق كما كان المطران غزال رسالة محبة عابرة لكل الحواجز التي وقفت في وجه بناء هذا الوطن والذي سيبقى دائما منارة لكل ما نصبو اليه في السلام والتنوع والايمان بالمواطنة  في هذا البلد العزيز .. وان شاء الله نلتقي على كل ما يجمع اللبنانيين .. اخترنا اسم جائزة المطران غزال لأنه رمز المحبة ورمز الاعتدال والسلام على الارض .

وكشفت الحريري عن انها والنائب روبير غانم اتفقا على تقديم فكرة مشروع اقتراح قانون لتدريس كل الطلاب في كتاب واحد يشرح كل الأديان .. وخلصت للقول: المهم ان نقرأ معا وجميعا في كتاب واحد هو محبة لبنان.

وكانت كلمات على شكل وصايا للطلاب المشاركين وجهتها ابنة شقيقة المطران الراحل غزال نايلة حجار التي توجهت باسم العائلة بالشكر للنائب بهية الحريري ومنظمي المسابقة وقالت : واريد ان اتحدث عن امور تعلمتها من المطران غزال اسلمكم اياها وهي: الرسالة اي ان يكون لكل منا رسالة في هذه الحياة ، والتواضع بانكار الذات والايمان كقوة في الحق  .

ثم كانت شهادة من المعلمة مريم ضحى ( من المدرسة اللبنانية الكويتية ) تحدثت فيها عن تجربتها في رسم لوحة معبرة للمطران غزال تأثرا بمسيرته .

وفي ختام الحفل اعلنت النائب الحريري بمشاركة الفنانة التشكيلية لينا كليكيان عن انه سيتم اختيار افضل خمس لوحات في مسابقة المطران غزال ليشارك اصحابها في المعرض الدولي المرافق للأولمبياد الشتوي الذي سقام في سوتشي – روسيا في العام 2014 .

هذا ومن المقرر ان تعرض جميع الكتابات والرسومات المشاركة في المسابقة على لجنة تحكيم من أدباء وأكاديميين وفنانيين متخصصين وسيتم نشر النصوص والرسوم الفائزة في كتيب خاص مع أسماء الطلاب ومدارسهم...

المدارس المشاركة

اما المدارس التي شارك طلابها هذا العام فهي : "الأفق الجديد -صيدا، الراهبات المخلصيات –عبرا، ثانوية صيدا الرسمية الثانية للبنات، ثانوية رفيق الحريري ، ثانوية الدكتور نزيه البزري الرسمية ، ثانوية حارة صيدا الرسمية ، مدرسة الفنون الانجيلية الوطنية –صيدا، الطفل يسوع لراهبات البيزنسون ، ثانوية الشهيد بلال فحص ، الايمان الاسلامية ، الكوثر ، العباسية الرسمية ، الاتحاد الثانوية –صور ، البازورية الرسمية ، الصرفند الرسمية ، عربصاليم الرسمية ، الكندية ، الرحمة ، ضهور الشوير ، صيدون الوطنية ، ثانوية حسن كامل الصباح الرسمية ، جديدة المتن الرسمية للبنات ، المقاصد الاسلامية للبنين ، لبعا الرسمية ، جزين الرسمية ، دير المخلص ، الغازية الرسمية ، صيدا الرسمية للبنين "