×

تمثال العذراء وطفلها قبل 50 عاماً في مغدوشة

التصنيف: Old Archive

2013-05-20  04:05 ص  846

 

يحتفل الأحد المقبل في مغدوشة، باليوبيل الذهبي لارتفاع تمثال السيدة العذراء والطفل يسوع على البرج الذي أقيم خصيصاً على مسافة عشرات الامتار من مغارة سيدة المنطرة، على رابية تطل على صيدا والجنوب.
ولا بد من الاشارة في هذه المناسبة الى ان التمثال الذي صنع في إيطاليا من البرونز والذي يزن بضعة أطنان ويبلغ طوله ثمانية أمتار، واجه صعوبات تقنية جمّة لدى رفعه في ذلك الحين عام 1963 الى أعلى البرج الذي صممه المهندس فاروجان زافين، مسدس الأضلاع وبارتفاع 28 متراً.
ويروي السيد إميل قطان عن والده الراحل نخلة قطان الذي كان والمرحوم الفرد خوري وكيلي الوقف، وعن السيد حنا مخايل بطرس ضو (البوار) أحد الذين عملوا مع المتعهد والمحسن الكبير الراحل فارس العظم في رفع التمثال، وعدد من الذين عايشوا ذلك الحدث، بعض المشاعر غير المسبوقة التي رافقت هذه العملية ببركة راعي الأبرشية المثلث الرحمة المطران باسيليوس الخوري.
يقول ضو عن ذلك اليوم المشهود: "كنت منتصف العشرينيات من عمري أعمل مع المتعهد المعروف فارس العظم، ولم اتفق معه على رفع التمثال على البرج، إختار تسعة أشخاص من فريق عمله البالغ حوالى 15 شخصاً، وكنت واحداً منهم. وزعنا السيد العظم في ذلك النهار، خمسة في أعلى البرج، وأربعة على الارض. كانت مهمتنا أن نمسك بالتمثال عند ارتفاعه فوق القاعدة التي سيثبت عليها، لنوازن كل من جهته، ولندخل الثقوب الأربعة الموجودة في أسفله في البراغي الأربعة المثبتة في رأس البرج، ثم يقوم كل واحد منا بعد تركيز التمثال على قاعدته، بوضع " العزقة" على البرغي الذي لجهته، ونقوم بعملية الشدّ بعد ذلك. أما الشخص الخامس، فكان يحمل جهاز "توكي ووكي" ليتواصل مع قائد " الونش" والرافعة، ويراقب سير العملية، ويعطي التعليمات عند الضرورة من مكانه المشرف. وكان على الأرض أربعة آخرون، بينهم المسؤول عن الرافعة ويدعى فؤاد".
وأشار الى أنه "في إحدى التجارب انحنى عمود الرافعة من نصفه، فكان من الضروري تجهيزها بقطعة جديدة محل المتضررة. وفي مرة أخرى أضيفت وصلة أخرى، وحتى لا تنحني مجددا أو تنكسر، جرى استقدام "ونش" من شركة التابلاين المجاورة للمكان، ليسند الرافعة من الجهة العليا، لئلا تنحني مجددا.
 في المحاولة  الثالثة والأخيرة، وبعد أكثر من ست ساعات على بدء العمل الذي هدّ أعصابنا، نحن الواقفين بين الأرض والسماء، راحت الرافعة تشد التمثال رويداً رويداً الى الأعلى ... انطلقت الصلوات والتسابيح والترانيم من الجماهير المحتشدة، منذ ما قبل الظهر، ورافقت النظرات سير التمثال البطيء، وبدأ قلبي يخفق سريعاً وأنا أرى التمثال يقترب منا كجبل ضخم من البرونز... ها هو رأس التمثال يتجاوزنا، وأسفله يقترب من القاعدة التي سيثبت عليها.
يلزمنا بعد حوالى 40 سنتيمتراً، 30، 20 ... ليصبح التمثال فوق مستوى البراغي، وهيّأنا أنفسنا للمهمة الموكولة الينا.
إلا أن مسيرة صعود التمثال توقفت! فاتصل حامل جهاز  الاتصال بقائد الرافعة، وأبلغه أننا لا نزال في حاجة الى الارتفاع قليلاً لتجاوز طول البراغي المنتصبة. الاّ أن جوابه جاء مخيباً للآمال: إن هذا العلو هو أقصى ما يمكن أن تصل اليه الرافعة! إذاً، هيا أنزل التمثال الى الأرض، حتى لا تنحني الرافعة، ويبدو أننا في حاجة الى وصلة جديدة.
أصبنا ببعض الإحباط، فقد تمر ساعات قبل البدء بمحاولة جديدة... وبينما كنا ننتظر بدء إنزال التمثال مع ما يحتاج ذلك من تدابير على الأرض، فجأة، قفز التمثال عالياً كأنه على "رسور" Ressort ونزلت الثقوب الأربعة فوق البراغي الأربعة وانتصب على قاعدته، دون أن تمتد يد أي واحد منا نحن الأربعة، وكل ذلك في لحظة لم تلتقطها عيوننا ولا أدركتها عقولنا، ولم نعرف ماذا حدث!
ولاقتنا الجماهير المحتشدة بالتصفيق والهتاف، وشاهدنا بأم العين دموع الفرح ولم يخطر ببال أي منا أننا أمام أعجوبة خارقة، حتى وصلنا الى الأرض.
تقدم راعي الأبرشية من السيد العظم ليسلمه شيكاً بقيمة 5000 ليرة لبنانية ، فرفضه  الأخير قائلاً له: احتفظ به، فلسنا نحن من رفع التمثال، إنها أعجوبة. فأنا لما عرفت أن الرافعة لم يكن بإمكانها الصعود بالتمثال الى السنتيمترات الأخيرة، نذرت للعذراء مريم، أنه إذا تمت العملية بنجاح، فإنني لن أتقاضى أجري، وها هي قد قبلت نذري وانتهى العمل، فشكرا لله ولأمنا مريم العذراء".
 ثم تقدم أحد الأشخاص، ليعطي كل عامل في الفريق "حلوينة" انتهاء من العمل، وهي 5 ليرات لبنانية، فرفض السيد العظم قائلاً: هذه أيضا أنا أتحملها".
أضاف ضو: "بالفعل، عندما جاء أوان تسلمنا أجورنا، وجد كل منا  الحلوينة الإضافية ضمن أجرته، وكانت تمثل بالنسبة إلي عمل نصف أسبوع، إذ كنت أقبض 10 ليرات في الأسبوع".
العجائب قد تحدث في أي وقت، إنما يلزمها الايمان لتتحقق.                                                        
■ دعا راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران ايلي حداد الى قداس في اليوبيل الخمسيني، ولراحة نفس المثلث الرحمة المطران باسيليوس الخوري،  العاشرة والنصف قبل ظهر الأحد المقبل في بازيليك سيدة المنطرة – مغدوشة. 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا