×

أسرار دولية ترافق عمليات البحث عن الطائرة الأثيوبية في المياه اللبنانية

التصنيف: صور جوية

2010-02-02  08:54 ص  2023

 

 

كتب ابراهيم جبيلي
مأساة الطائرة الاثيوبية دخلت اليوم اسبوعها الثاني والغموض ما يزال يلف اعمال البحث عن الطائرة التي سقطت وكان على متنها تسعون راكبا بينهم 54 لبنانيا.
لكن الغموض الاكبر الذي حيّر الجميع رسميين واهالي الضحايا، هو عدم اكتشاف الصندوق الاسود الذي يختزن الاسرار والاسباب الحقيقية لسقوط الطائرة.
وكل الاخبار التي اذيعت او اصدرتها بعض الجهات المعنية في شؤون البحث والتفتيش تبيّن انها غير دقيقة لأن مكان الصندوقين الاسودين لا يزال مجهولا، ولم تستطع السفن العملاقة ذات التقنيات العالية في هذا المجال تحديد مكان سقوط الطائرة، هذا على الاقل ما اعلنته الفرق المعنية في هذا الموضوع.
وهنا لا بد من العودة الى يوم الاثنين الذي تلا حادثة سقوط الطائرة، حيث تم تشكيل لجنة خاصة اشتركت فيها الدول التالية:
لبنان وهو الدولة التي وقعت في مياهها الطائرة، اضافة الى اثيوبيا لانها مالكة شركة الخطوط الاثيوبية، كذلك اشتركت الولايات المتحدة كون الطائرة من طراز بوينغ وهي اميركية المنشأ، اضافة الى ان لبنان طلب اشراك فرنسا في عملية البحث عن طائرة البوينغ 737 التي تحطمت.
هكذا انطلقت اعمال الاغاثة كبند اول لان الجميع تفاءل كثيرا بوجود احياء، لكن في الايام اللاحقة وحين تضاءلت الآمال، انصبت اهداف اللجنة على تحديد مكان سقوط الطائرة وانتشال الجثامين واجزاء من الطائرة، وتوزعت المهمات على الدول وفق اختصاص وامكانية كل منها.
- لبنان ساهم في اعمال البحث خصوصا انتشال الجثامين والحطام التي لفظها البحر، اضافة الى انه امن الزوارق البحرية وجهاز الدفاع المدني الذين جابوا المنطقة الممتدة من الروشة وصولا الى ساحل الدامور.
كذلك ساهم الغطاسون اللبنانيون في التفتيش وفي عمليات البحث في اعماق البحر، ناهيك عن استنفار كبير للجيش اللبناني في الاشراف المباشر على اعمال اللجنة ميدانيا.
- اما اثيوبيا فقد ساهمت بدورها في اعطاء المعلومات الوافية عن احوال طائرتها العاملة، كذلك قدمت كافة التفاصيل عن قائد الطائرة، واعضاء الطاقم وفي التفاصيل ابلغت اللجنة ان قائد الطائرة يملك خبرة عريقة في الطيران تفوق العشرين عاما.
- اما فرنسا فإنها ارسلت فريقا متخصصا للتحقيق الميداني، بدأ اعماله فور وصوله الى لبنان برئاسة بول لوي ارسلانيان، واستطاع الفريق الفرنسي الجزم باستبعاد فرضية الانفجار الارهابي، خصوصا عندما عاين الفرنسيون بعض اجزاء الطائرة والجثامين التي انتشلت.
- اما الولايات المتحدة الاميركية فإنها تعهدت تأمين الفريق التقني المزود بكامل التقنيات الحديثة، اضافة الى المدمرة «يو أس أس، راماج» التي تستطيع تحديد البقعة الافتراضية لسقوط الطائرة، فترسل لاحقاً الباخرة المدنية المتخصصة «اوشن ألرت» التي تستطيع تحديد الموقع بدقة.
هذه المهمات الموزعة ثبت ان الكلمة الفصل هي للاميركيين، وانهم استطاعوا كشف او رؤية كافة المجريات منفردين، وهذا امر اوضحه احد الفرنسيين المطلعين على اعمال اللجنة المشتركة، لانه اعتبر ان الآخرين لم يستعملوا او لم يملكوا وسائلهم للكشف عن البقعة الجغرافية التي سقطت الطائرة في محيطها، ويعتبر ان بلاده اي فرنسا تركت لواشنطن حرية التصرف كونها مالكة الشركة المصنعة «بوينغ».
هذه الخصوصية بين الشركات تحترمها كثيرا الدول، خصوصا ان الصراع التجاري بين «بوينغ» و«ايرباص» هو الآن على اشده، وبالتالي فإن اميركا قررت «ان يكون الامر لي».
ويضيف الفرنسي المطلع على اعمال اللجنة انه حين طالت فترة البحث عن الطائرة وتبينت استحالة معرفة مكان سقوطها، قرر الفريق الفرنسي ان يستعين بفريقه التقني الموجود في العاصمة الفرنسية، وكان ذلك صباح الاربعاء الماضي اي في 27 كانون الثاني 2010، عندها سارع الفريق الاميركي في مساء اليوم ذاته الى اعلان خبر مفاده ان المدمرة الاميركية التقطت اشارات بثها الصندوق الاسود من الطائرة واعلن الفريق تحديد موقع سقوط الطائرة.
هذا الاعلان استبشر به اللبنانيون عموما واهالي الضحايا خصوصا، ودفع بالفرنسيين الى تأجيل طلب الامداد التقني والتكنولوجي الى الشواطئ اللبنانية، علما ان فرنسا تملك المعدات اللازمة، وابرزها الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، وفرق الانقاذ الفرنسية نجحت في الماضي في عمليات فائقة الصعوبة واستطاعت تحديد او انتشال الصندوق الاسود كما حصل معها اثناء سقوط طائرة تابعة لخطوط اير فرانس فوق المحيط الاطلسي اثناء رحلتها بين البرازيل وباريس.
هل كان الاعلان الاميركي يهدف الى طمأنة الاهالي ام هدف الى اقصاء الفرنسيين عن اعمال البحث وانتشال الصندوق الاسود مما قد يحتويه من معلومات صحيحة ودقيقة تكشف الاسباب الحقيقية لسقوط تقني في الطائرة والتي هي من صنع اميركي؟
هذه الشكوك التي راودت البعض في اللجنة المشتركة تعود اسبابها الى حدثين بارزين وهما:
1 - واشنطن اذاعت خبر تحديد البقعة الجغرافية لمكان الصندوق الاسود واكدت انه موجود على بعد 8 كيلومتر من الشاطئ بعمق 1300م.
حصل ذلك فور تبلغها ان الوفد الفرنسي في لبنان حصل على موافقة السلطات الفرنسية في باريس بإرسال الفريق التقني المجهز، ما يعني اعماق البحر اللبناني لن يكون حكرا لها وحدها.
2 - لماذا غادرت المدمرة الاميركية والباخرة «اوشن ألرت» المياه الاقليمية فور اذاعة الخبر دون اتمام عملية الانتشال؟
هذه الاسباب دفعت بالخبراء في شؤون البحث والانقاذ الى الريبة والى الشكوك ومنهم من يؤكد ان البحرية الاميركية انتشلت الصندوق الاسود وغادرت به الى مكان مجهول حيث امكانية التلاعب بالمضمون وفق اساليب متطورة واردة.
ويؤكد هذا البعض ان اميركا قد تعيد الصندوق وجناح الطائرة الخلفي الى مكانه الاساسي لتعمد لاحقا الى اكتشافه امام وسائل الاعلام، لكن يكون المحتوى فيه قد تغير، وعندها يضيع الجميع في تحديد المسؤوليات.
هل دخل صراع شركات الطيران الى اعماق البحر، السؤال يبقى رهن الايام القليلة المقبلة، حيث يؤكد الفرنسي المطلع ان امكانية التلاعب بالادلة وتحديدا الصندوق الاسود هي المرجحة، لان اي خلل تقني سيكشفه هذا الصندوق سيصيب الشركة الاميركية «بوينغ» بأضرار جسيمة وستكون النتائج الايجابية لصالح الشركة الاوروبية «ايرباص».

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا