جنان موسى وغادة عويس مراسلتان تُحاسَبان على تغطية

التصنيف: أمن
2013-05-22 04:17 ص 1701
فاطمة عبدالله
ليكن ما سيأتي نموذجاً فقط: المراسلتان جنان موسى وغادة عويس، بمثابة لمحة عن نساء أوصلهن شغف المهنة الى ساحات الحرب. أمتشابهة تلك الساحات؟ "لا شيء يضاهي الحرب في سوريا"، تقول موسى مستعيدة مشاهداتها على الأرض.
كلتاهما من لبنان. وجدتا في خارج الحدود مكاناً لعيش أفضل. عويس في قطر، تعمل في "الجزيرة"، وموسى، في دبي تعمل لتلفزيون "الآن". الإرادة تبدّد الخوف وتجعل الصعب في نظر الآخرين سهلاً وممتعاً. تُلمس ارادتهما وهما تتحدثان الى "النهار". المهمات المستحيلة أكذوبة. عيونهما تشهد، برغم المسافة.
اتُهمت موسى بالتجسس لمصلحة "حزب الله"، وهي تغطي ثورة المصريين في ميدانهم. صودر جواز سفرها، وتعرّضت وزميلها المصوّر للملاحقة. مَن يسمّون "البلطجية" حطموا زجاج سيارتها. تنقل مشهداً على لسان شاب مصري رأى هجوماً مقززاً من عشرات الشبان على فتاة في ميدان التحرير بغية التحرّش بها. لم يفعل شيئاً أمام الوحوش الكاسرة وهي تلتهم الفريسة. موسى استخلصت العبر: ارتدت الحجاب في الميدان، وتجنّبت المراسلة الليلية. قرون من الكبت وكمّ الأفواه تجعل الليل يطفح بالكوابيس الجائعة.
ندخل في الحديث مع موسى الى سوريا. تغطية الحوادث ممكنة لجهة المعارضة ومحظورة لجهة النظام. "المُشاهد لا يقدّر تعرّض الصحافي للخطر، سرعان ما يرمي عليه التهم جزافاً ويستعمله لتصفية حساباته السياسية". موسى، الناشطة عبر "تويتر"، اتُهمت بدعم التنظيمات المتطرفة. نقلُها معاناة النساء الحلبيات، والتقاطها الصور معهن، قُرئ عند بعضهم تمجيداً للإرهاب أو خدمة لمصالح دول تفيد مما يجري في سوريا. "أنا صحافية ولست ناشطة لأعمل بخلفية سياسية. من المؤسف تحميل الصحافي مسؤولية ما يجري في سوريا". انها الحقيقة. مؤسف ذلك.
اتُهمت بالقتل، فالاغتيال والاغتصاب، واتهمت أيضاً بـ"جهاد النكاح". تقول عويس ان "الجزيرة" تُستهدف من خلالها، فالنظام الذي يرفع شعار "إما أنا أو الفوضى والارهاب"، والذي يتستّر بمظلة المؤامرة الكونية والممانعة، لم يتردد في محاربة صاحبة "الرأي والرأي الآخر" عبر صحافييها على أرضه، "فكيف اذا كنت لبنانية مسيحية"؟ تتساءل، وتستتبع السؤال بكلمة: "بنفرجيكي"!
ضربُ الصدقية والسمعة وتشويه أخلاق البشر، ممارسة الأنظمة وهي تلتقط أنفاسها الأخيرة قبل ان تتهاوى. لا بدّ من سؤال عويس عن الموضوعية في تغطية حوادث بلد ترى نظامه "مضرّجاً بالكذب والاجرام". تجيب بأنها تقارب الملف السوري من وجهة نظر انسانية لا سياسية، وانها تطرح في الستوديو ما سبقت مشاهدته بأمّ العين. تثني على دور الصحافي النزيه الذي لا يعتّم على الحقيقة عندما يتعلق الأمر بحقوق الانسان. "أنا مستقلة. أتعامل مع الملف السوري كما مع ملف جنوب افريقيا. لا علاقة لي بالسياسة القطرية ولا أمثلها"، تتوجه بالتوضيح الى من يعنيهم الأمر. "لست ممن يسايرون الأنظمة وأزلامها. لم أرتدِ الحجاب يوماً".
تضحك بينما تتكلم عن "جهاد النكاح" الذي اتُهمت بممارسته. تتوقع غرائب الدنيا وعجائبها من نظام تصفه بـ"المفتري، فزّاعة الأقليات المهترئة". وإنما عتبها على موقع "التيار الوطني الحر" الالكتروني الذي سارع الى نشر الأخبار المفبركة من دون ان يعمد على الاتصال بها وسؤالها عن الحقيقة. "عندما احتاجوا صوتي في كسروان تكثّفت الاتصالات. الجمهور تضلله بعض وسائل الاعلام"، تقول متأسفة.
الختام صريح، بحجم الاساءة: "انني هذه المرة رددت على الشائعات المقززة كمطلقيها أصحاب الهوس الجنسي والاغتصاب والتعذيب والقتل والفساد، ومفبركي الفزاعات الارهابية والفتاوى البذيئة النجسة في أقبية المخابرات. لكني في المرة المقبلة، وكما قال العميد الراحل ريمون إده رداً على أحد مهاجميه، سأرمي لهم بعظمة، فهذه قيمتهم الحقيقية".
fatima.abdallah@annahar.com.lb
Twitter: @abdallah_fatima
أخبار ذات صلة
حادث اصطدام بين حصان وسيارة في شارع حسيب عبد الجواد
2025-06-15 09:02 م 27
بعد ان مارس أعمالاً منافية للحشمة مع فتاة أمام الناس هذا مافعلته قوى الامن!
2025-06-14 08:13 م 152
مداهمة كبيرة للجيش قرب كفرجرة!
2025-06-12 08:41 م 143
في صيدا آليات عسكرية لـ"حزب الله".. بأيدي الجيش اللبناني
2025-06-12 06:49 م 130
لسلطات اللبنانية اعتقلت يمنياً زوّد الموساد بمعلومات عن الحوثيين
2025-06-11 10:45 ص 93
مقتل فتاة في حادث سير على طريق صيدا - جزين
2025-06-10 09:16 م 107
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا

أصحاب الموتورات نار جهنم و أبواب السجون والمخافر باتت مشرّعة لكل مخالف،
2025-06-12 09:44 ص

الساكت عن الحق شيطان أخرس" في صيدا
2025-06-10 02:42 م

إلى السادة حجازي و عكرة و دندشلي البرزي و سعد و تيار المستقبل: الآتي أعظم