لقاء حواري مع الأديبة يمنى العيد حول سيرتها الذاتية " أرق الروح "
التصنيف: تقارير
2013-05-23 11:37 م 555
بدعوة من مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة ولجنة جائزة المطران سليم غزال للحوار ، اصطحبت الأديبة حكمت الصباغ " يمنى العيد " مجموعة من الطلاب الفائزين بالجائزة في العام الماضي ومن المثقفين والتربويين في رحلة خارج الزمان والمكان الى أزمنة وامكنة واحداث ومواقف شكلت مجتمعة سيرتها الذاتية التي جمعتها في كتابها " أرق الروح " وقدمتها للقارىء تحفة أدبية تنبض باختلاجات النفس والروح وتجليات الفكر والتأمل وعذابات الجسد وتلامس القلب بما يختزنه الكتاب – السيرة من صور جمالية ومشاهد أدبية مستفزة بها ملكات ومواهب ادبية متوهجة لدى الطلاب المحاورين ، فإذا بهم يفاجأونها كما الحضور بإبداعهم الأدبي واسلوبهم النقدي المحبوك لغة وصياغة وتحليلا وتعبيرا، والذي مكنهم من النفاذ عميقا الى عالم وشخصية صاحبة السيرة وتلمس مكامن القوة والابداع والتميز في الكتاب .. منتزعين بذلك من الأديبة صاحبة السيرة اقرارا وشهادة بنبوغهم الأدبي المبكر واعلانا وتقديما لبعضهم كتاباً ونقادا ونواة أدباء ومفكرين ..
اللقاء الحواري مع يمنى العيد الذي استضافته مكتبة ثانوية رفيق الحريري ودام نحو ساعتين شاركت فيه رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية النائب بهية الحريري والعلامة السيد هاني فحص ، وحضره : منسق عام تيار المستقبل في الجنوب الدكتور ناصر حمود ورئيس المركز الثقافي الاسلامي الشيخ الدكتور صالح معتوق ورئيسة مسابقة قطار المعرفة رئيسة قسم اللغة العربية في مدرسة البحث العلمي بدبي الدكتورة ليلى الزبدي ومنسق عام الشبكة المدرسية لصيدا والجوار نبيل بواب وعدد من مدراء مدارس الشبكة ومديرة ثانوية الحريري رندة درزي الزين ورئيس لجنة الأهل في المدرسة المهندس فادي حجازي وجمع من التربويين والمثقفين بالاضافة الى الطلاب "محمد قشمر ، نسرين حمود ، علا معنية ، ماري حرب ، عبد الحكيم القادري ومايا دياب" الفائزين بالمراتب الأولى في مسابقة جائزة المطران سليم غزال الأولى للحوار .
الحريري
*استهلت النائب الحريري اللقاء بكلمة وجدانية قرأت خلالها مقتطفات من كتاب " ارق الروح " للأديبة العيد ، وعبرت فيها عن انطباعاتها حول ما قرأته وقالت : بالنسبة لي الدكتورة يمنى العيد صديقة ، لكن حين قرأت الكتاب شعرت بأن هذه الصديقة هي التي حفرت لنا الطريق نحن النساء لكي نتحرر ونتعلم .. فشعرت اكثر بالتقصير في استعادة هذه السيدة التي لمست من خلال قراءتي للكتاب بأنها لم تفارق مدينتها ، بل حملتها معها الى كل الأمكنة التي ذهبت اليها وعادت اليها لتصنع تاريخا في تعليم الفتيات ، ما زالت هذه المدرسة قائمة حتى اليوم على نفس النهج وعلى نفس الخطى .. هذه المعاني كلها لمستها حينما درسنا ولم نكن نعلم ان هناك من سبقنا وكان الرائد في ذلك ، ان كان في الشهادة الأولى أو في الشهادة الثانوية او في طلب العلم في بيروت بعد شهادة البريفيه او في بدايات التأسيس في الجامعة اللبنانية ، فكانت هي المبادرة او الرائدة التي اصرت بعناد على طلب العلم حتى وصلت الى ما كانت تحلم وهو نيل شهادة الدكتوراه من السوربون ، ورفضت ان تذهب الى باريس الا اذا تسجلت في الجامعة هناك.. فشكرا دكتورة حكمت .. شكرا انك فتحت لنا الطريق نحن النساء والبنات لكي نتعلم .. وهذا الأمر بالذات اردت ان يعرفه الجميع لأن البدايات دائما فيها تصميم وفيها جهد ونضال على كل الصعد .. اهلا وسهلا بك في هذه المدينة الصامدة الصابرة المناضلة التي تتوق دائما الى الأفضل .. ان هذا اليوم هو من الأيام التي اشعر فيها بفرح لأنه برغم كل هذه الظلمة التي نعيشها ، يستطيع الانسان ان يفتح باب الأمل ويفتح افقا للأجيال .. وانا اقول لكم أنه لا بد لهذه المرحلة ان تنتهي ونعود كلنا سويا نفرح ببلدنا ونفرح بأن نعيش فيه .. نحن فخورون بهذا البلد مهما كان ، ويحق لنا ان نفرح به .. وانا فخورة بهؤلاء الشباب والصبايا وفخورة بكتاباتهم وقرأتها .. ان شاء الله تكونوا قيادات المستقبل ..
العلامة فحص
*وتحدث العلامة السيد هاني فحص فقال: بين حكمت الصباغ ويمنى العيد ، نظام الثنائيات ، الفكر والجمال والحياة ، هو المساحة المشتركة بين الثنائيات ، في هذا الملعب ، لعبت حكمت ولعّبتنا في هذه الزاوية المدورة ، في هذا الفضاء الجدلي العميق .. انا اعرف كيف احكي كثيرا واحاول ان افكر كثيرا ، لكن حكمت تعرف كيف تفكر كثيرا وتحاول ان تحكي كثيرا ، فان شاء الله تبقى تفكر كثيرا ، سواء حكت كثيرا ام لم تحك .. الكلام غيمة والشتاء جميل ، لكن البحر هو الذي يصنع الغيمة .. حكمت باكرا اختارت ان تكون صانعة مفكرين بأسئلتها التي طرحتها .. كنت ارى ان هذا الهدوء غير المفتعل يجب ان يكون وراءه شيء ، وراءه نار ، وراءه شمس ، وراءه الم ووجع .. اتمنى ان اقرأ سيرتك لأقرأ سيرتي في ضمير المؤنث ، وعندما نلتبس ببعضنا دون ان نفقد حقيقتنا نكون وصلنا الى المكان الذي يريده الله ، نصبح تنوعا على الواحد.. ان المبدع لا ينتظر جوائز ومالاً ، ولو كانت حكمت الخطيب تنتظر مردودا ماديا لإبداعها ما كانت اشتغلت ، لأنه في بلادنا يكافأ المبطل لا المبدع ..
الأديبة العيد
وتحدثت الأديبة يمنى العيد فقالت: من كل قلبي اشكر السيدة بهية هذه السيدة الفاضلة الكريمة وانا اعتز بكلمتها التي قالتها بصداقتها واحترمها واقدرها .. لأن ما تقوم به رائع وعظيم وهي ذاهبة في خط تنمية فعلية وتأسيس فعلي ، وهي ترقى بهذه الأجيال وتحضهم على القراءة والمعرفة والتسامح والحوار والديمقراطية وعلى القبول بالآخر ، كلها قيم قرأتها في الكتاب الذي اعدته عن جائزة المطران غزال ..
حوار .. ونبوغ مبكر
ثم فتح باب الحوار مع الأديبة العيد من خلال اسئلة وتعليقات تميز بها طلاب جائزة المطران سليم غزال الى جانب ما طرحه الحضور المتنوع من تساؤلات حول بعض ما ورد في الكتاب من سرد لمحطات واحداث ومن عرض لمشاهد وصورا ادبية عكست ما احست به الأديبة العيد وما عايشته في سيرتها الأولى وترك اثره وتفاعلاته في نفسها ..
* وفاجأ الطالب عبد الحكيم القادري ( كفرشوبا) الأديبة العيد كما الحضور في مقاربته الأدبية النقدية لكتاب " ارق الروح " حيث قال :مبارك لك هذا الكتاب الذي درج مؤخرا ضمن لائحة كتبي المفضلة لفرادته وتميزه طبعا عن باقي كتب السير الذاتية .. فانا ليس من عادتي ان اقرأ السير ، لأني لا اجد فيها من التشويق ما يمتع شابا مثلي .. ولكن ارق الروح جمع بين الاثارة الحسية ما يعادل تلك الحركية واقصد بالحسية النفس الدراماتيكي الذي صاغ احداث الكتاب الممتدة على مراحل الطفولة والفتوة والكهولة حتى مؤخرا .. بكل رهافة وسلاسة لغوية ..
*وتوالت الأسئلة والمداخلات من الحضور محاورين الأديبة العيد حول بعض ما اوردته في سيرتها الذاتية في كتاب " ارق الروح "، وتركز بعض هذه الأسئلة حول سبب عدم تلازم الفرح مع مرحلة الطفولة في الكتاب ، وما تقصده الكاتبة في حديثها عن الخيانة التي ذكرتها اكثر من مرة ، وحول علاقتها بمدنيتها صيدا، لتجيب الأديبة العيد : انا اقدم المشهد والصورة والحكاية بشكل موضوعي واترك للقارىء ان يستنتج .. اقدم الحالة المشهدية هي التي تعبر ..اما في موضوع الخيانة فأنا عندما تحدثت عن الخيانة لم اقصد الخيانة بالمعنى الأخلاقي ، نحن نحكي ادب ..اقول " سوف اخون زمني الماضي كلما فكرت بالكتابة عنه ، فالزمن مفارقة مستمرة لذاته .. انه حركة لا يمكننا ان نستعيد ايقاعها او لغتها .. ثم خيانة نقع فيها حين نتذكر ، فالتذكر لا يخلو من تخييل والتعبير لا يخلو من ابداع ، هي خيانة ولكنها جميلة ".. أما علاقتي بصيدا فليست علاقة امومة ، وانما علاقة جذر انبتني ، اي هنا انا ولدت .. في ذاكرة وفي تكوين معين حاضر ..
* وردا على سؤال حول تأثير تعرضها لإصابة في ساقها برصاص الانتداب الفرنسي ابان فترة الاستقلال في صيدا قالت الأديبة العيد : انا قبل ان اصاب كان لدي هاجس المعرفة والسؤال عما هو بعيد وآت .. وهذا الهاجس نحو المستقبل هو الذي يفسر عدم رغبتي بالعودة الى الماضي ، ودائما عيناي ولهفتي هي لما استطيع القيام به وما يمكن ان اقوم به والآتي .. وعملي في الثانوية لم يكن بسبب الاصابة ، وانما كان بسبب قناعاتي بضرورة التغيير نحو المستقبل ونحو الأفضل .. والرغبة في ان يكون لدى الجيل القادم وعي للحياة والقدرة على الاختيار في حياته وعيش الحياة .. لا يكون متروكا كما جيلنا ترك لذاته في حب غامر ..انا لا انتقد اهلنا وانما اتعاطف معهم ، حبهم كان يقتلنا ، لكن لم تكن لديهم القدرة على ان يوعوننا او يوجهوننا .. هكذا كانت التربية ..
* وفي معرض ردها على سؤال : هل كانت احلامها سببا ابعدها عن والدها وحال بينها وبين معرفته .. وما هي الأحداث التي تود تغييرها لو عاد بها الزمن الى الوراء ؟.. قالت: لا ، كان هناك الكثير من الود لكن كانت التربية الذكورية او لأن الرجل كان مشغولا كثيرا في الخارج ، اي ان علاقة الأب بالأولاد كانت هناك مسافة وكانت هناك تقاليد .. ولا يعني ذلك عدم الحب . وعن العلاقة بين الأنا والآخر في لحظة الحب ..قالت : اذا دخل الأنا بالآخر نصل الى مرحلة من التصوف والتوحد وهذا صعب .. هو امر لحظوي وليس دائم .. فبعد لحظة العشق التي هي عميقة ولحظوية .. سيعود الواحد الى اناه ..
ولم تخف الأديبة العيد قلقها من الأوضاع التي نعيشها في لبنان فقالت: يجب ان نقف جميعا ضد الحرب ، ويجب ان نربي اجيالنا على موقف ضد القتال وضد الحرب .. وان نسعى جميعا ونرفع لافتة ضد الحرب .
أخبار ذات صلة
لا تنسوا تأخير الساعة
2021-10-29 09:19 ص 229
تفاصيل "هروب" أحد المرضى من مستشفى رفيق الحريري
2020-03-09 02:49 م 468
حزب الله والجيش السوري يبحثان عن مسار جديد لقافلة الدولة الإسلامية
2017-09-02 10:30 م 789
لحظة انهيار ثلج متراكم على سطح أحد المساجد على المارّة في ولاية "ريزا" شمالي البلاد
2016-01-05 05:00 ص 405
روسيا تتهجّم على تركيا...اردوغان: سأستقيل!
2015-12-01 07:59 م 432
بالفيديو... دموع البقرة تنقذها من الذبح
2015-08-07 03:34 م 1586
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا
أطباء يحذرون: لا تجلس على المرحاض لأكثر من 10 دقائق لهذا السبب
2024-11-14 09:31 م
بدر زيدان: لخدمة صيدا وأبنائها وهو يسير على درب والده السيد محمد زيدان
2024-11-14 03:35 م
خليل المتبولي - المحبة بين الناس: جوهر العلاقات الإنسانية في زمن الحرب
2024-11-06 12:23 م
حكم وعبر في الحياة
2024-11-04 10:37 م
بالصور غارة على بلدة الغازية
2024-11-03 01:32 م
من هم أبرز المرشحين لخلافة السنوار
2024-10-19 06:19 ص
كارثة صحية تهدد مستشفيات صيدا بعد استنفاذ مخزونها من المستلزمات الطبية
2024-10-18 09:40 ص
حمام الشيخ في صيدا القديمة يفتح أبوابه لتمكين النازحين من الاستحمام
2024-10-17 03:02 م
مبروك المصالحة مبروك لصيدا وللنائب الدكتور أسامة سعد والمحافظ منصور ضو
2024-10-10 10:39 ص
بالصور تعليق عدد من اللصوص على الأعمدة في وسط الشوارع بالضاحية الجنوبية