طفلة... مشروع قاتلة في بلد العلم والنور
التصنيف: صور جوية
2013-05-28 12:39 م 756
أظنها كانت تعتقد أن قريبها يلهو معها، حين أعطاها البندقية لتصوبها على الحي "العدو" المجاور وتطلق عشرات الطلقات، وبمساعدته، على "الجيران الأعداء" في طرابلس، وسط احتفال المقاتلين الكبار، وفخرهم السادي، والتقاطهم الصور التذكارية، ربما لتخليد الانتصار على ما تبقى في بلادنا من براءة ووداعة، في عيون الصغار.
هذه الفتاة الطفلة التي لم تتجاوز العشر سنوات والتي انتشر فيديو إطلاقها الرصاص على جبهة باب التبانة – جبل محسن على مواقع التواصل الاجتماعي و"اليوتيوب" والتي بالكاد تجيد لعب "بيت بيوت"، كبروها فجأة ليلعبوها لُعبتهم الوسخة.
كبَّروها عن سبق الإصرار ليقتلوا فيها قبل أن تقتل لهم، تلك الوردة التي لا تزال تحتاج الى رعاية استثنائية، وحياة استثنائية، ومدرسة استثنائية، وأهل استثنائيون، أو رجال دولة استثنائيون.
هذه الطفلة لم تعرف ما يحاك ضدها أولا، وضد أترابها في الطرف الآخر "العدو" ثانياً، ولا يعرف عادة من في هذه السن فلسفة البغضاء ومعنى العداء. وليتها لا تعرف أن إفتخارهم ببطولتها، هو اغتصاب لطفولتها. وليتها لا تعرف أن تصويرها تطلق النار، لا يدخل وفق القاموس العسكري بالحرب النفسية ضد العدو، بل إرضاء لرغبات سادية، وشهوات إجرامية، وسلوكيات منحرفة، اكتسبها هؤلاء (الضحايا) ممن سبقوهم من أهاليهم إلى مهنة تأجير البندقية، واللعب مع الموت، في أزقة الفقر والحرمان.
انتهكوا براءتها، وأجبروها على لعب لعبتهم، كما يفعلون بأترابها الصبية الذين يقال أنهم يداومون على "المتاريس" في أوقات استراحة المحاربين الكبار وقيلولتهم.
وفي الوقت الذي كانت تنتهك براءة هؤلاء الأولاد كان ثمة قضاة يطالبون ويشددون على زيادة عديد عناصر الحماية لهم ولعائلتهم ولأولادهم، وينسوا أن وظيفتهم التي يقبضون منها الملايين، هي لحماية المجتمع ... وهذه الطفلة وأترابها الذين هم زهرة هذا المجتمع، ومستقبله.
وفي وقت كانت تغتصب وداعة الطفولة، كانت رئيسة اللجنة النيابية لحقوق الطفل النائبة جيلبيرت زوين، تعمل ليلاً نهاراً ربما، ليس لابتداع آلية تشريعية جديدة لحماية الطفولة، بل لطريقة تحافظ فيها على النمرة الزرقاء، في زمن الانتخابات.
وكان وزير العمل مشغول بمناقشة التعديلات على مشروع قانون التقاعد والحماية الاجتماعية (أي حماية، ولمن، وكيف؟).
وكان الاتحاد العمالي الذي سجل منذ اعوام سابقة يتيمة بإتخاذه صفة الإدعاء الشخصي، في قضية اعتداء على طفلة، مشغول بعقد جلسة في الهواء الطلق في الجنوب، مرتاحاً الى انجازاته في الرعاية الاجتماعية التي حققها للطبقات الكادحة.
وكانت سيدة الجمهورية الأولى تشارك في ماراتون مخصص للنساء تحت شعار "كوني قوية" فمشت وركضت ربما، لكن للكاميرات والإعلام، ولم تجد وقتاً ولو قليلاً للنظر، أو الاحتجاج، أو حتى الاستنكار.
طفلة، مشروع قاتلة، وفتاة مشاريع مقاتلين، يتخرجون في بلد العلم والنور، ومدينة العلم والعلماء، حاملين شهادات في الحقد والضغينة، والتعصب والمذهبية، لا يلمسون من عدالة الحياة، وأبوة الدولة المفترضة، وعناية المجتمع الأهلي، إلا النسيان، والإهمال، والخطابات، والمؤتمرات، والصور التذكارية.
ودولة تنسى أن الدستور اللبناني ينص في مقدمته على "التزامه بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر في عام 1948، والمواثيق الراعية لهذه الحقوق، ومنها (الاتفاق الدولي الخاص بحقوق الطفل) الذي اعتمدته الجمعية العامة للامم المتحدة في 20-11-1989 وصدقت عليها الحكومة اللبنانية بتاريخ 20-11-1990"، حيث نصت في المادة الأولى منه على "أن الطفل هو كل إنسان لم يتجاوز الثمانية عشرة" ، كما ورد في هذا الاتفاق ذكر العديد من حقوق الطفل منها "حقه في الحماية من أشكال العنف أو الضرر أو الإساءة البدنية أو العقلية أو النفسية، أو الاستغلال أو الإهمال كافة" .
... لبقايا الدولة، ولما تبقى من المجتمع المدني، نقول، إنقذوا الطفولة والانسان... انقذوا ما بقي من لبنان.
أخبار ذات صلة
صور أضخم مناورة تشهدها مدينة صيدا
2015-03-28 11:20 ص 7186
صور المجموعة الثانية من إنقاذ قتلى وجرحى على الشاطئ البحري بجانب المقاصد
2015-03-28 11:14 ص 6625
صور إستنفار عام عند مدخل مستشفى حمود
2015-03-28 07:53 ص 8960
أحد طياري"الألمانية"خرج من قمرتها وزميله صدّ عودته
2015-03-26 08:17 م 6257
بالصور: الكسوف لم يظهر في سماء صيدا
2015-03-20 10:53 ص 6338
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا
أطباء يحذرون: لا تجلس على المرحاض لأكثر من 10 دقائق لهذا السبب
2024-11-14 09:31 م
بدر زيدان: لخدمة صيدا وأبنائها وهو يسير على درب والده السيد محمد زيدان
2024-11-14 03:35 م
خليل المتبولي - المحبة بين الناس: جوهر العلاقات الإنسانية في زمن الحرب
2024-11-06 12:23 م
حكم وعبر في الحياة
2024-11-04 10:37 م
بالصور غارة على بلدة الغازية
2024-11-03 01:32 م
من هم أبرز المرشحين لخلافة السنوار
2024-10-19 06:19 ص
كارثة صحية تهدد مستشفيات صيدا بعد استنفاذ مخزونها من المستلزمات الطبية
2024-10-18 09:40 ص
حمام الشيخ في صيدا القديمة يفتح أبوابه لتمكين النازحين من الاستحمام
2024-10-17 03:02 م
مبروك المصالحة مبروك لصيدا وللنائب الدكتور أسامة سعد والمحافظ منصور ضو
2024-10-10 10:39 ص
بالصور تعليق عدد من اللصوص على الأعمدة في وسط الشوارع بالضاحية الجنوبية