تحديث مصنع معالجة بقايا ذبحيات مسلخ بيروت.. ونتائجه الإيجابية

التصنيف: Old Archive

2009-09-20 08:15 ص 1785

سهير م. القرحاني

تمثلت فصول أزمة مسلخ بيروت برمي أحشاء الحيوانات والنافق منها في مجرى النهر، كما أعيا الدخان الكثيف أنفاس القاطنين والمارين لسنوات خلت، لم تجدِ النداءات وأصوات الناس خلالها نفعاً.

عانى سكان منطقتي الأشرفية وبرج حمّود العديد من الأمراض بسبب تنشقهم الروائح المنبعثة جراء حرق بقايا الذبائح، كما اتسمت المناطق المحيطة بالمسلخ بالتلوث بنسب عالية ومنها أسواق السمك والجزء المجاور من بور بيروت ومجرى النهر ومياه البحر التي تصلها هذه المواد؛ ولم يسلم من الأذى العمال الموجودين في المسلخ. وبعد الدراسة التي قامت بها شركة سيدر إنفيرنمنتال لهذا الواقع الأليم، وجدت الحل للانتهاء من هذه الأزمة وذلك بإقامة معالجة نهائية في المكان. ولمتابعة الموضوع أفادنا المهندس زياد أبي شاكر بالتالي:

"لقد تمت معالجة المشكلة على مراحل، وأول الغيث كان إنجاز مجموعة من الكسارات والفرامات ومخمر واحد، فتوقف حرق الأحشاء الذي كان يُنفّذ ثلاثة أيام أسبوعياً كما توقف رمي بقايا الحيوانات في مجرى نهر بيروت. وبما أن المساحة المتوفرة (ثلاثمائة متر) لم تكن كافية، نقلت البقايا إلى أماكن أخرى لتتم معالجتها على طريقة التخمير السريع وإنتاج السماد العضوي الذي تبين بعد التحاليل المخبرية في الجامعة الأميركية في بيروت بأنه عالي الجودة، (وتابع) وقد توجّت جهودنا بإصدار شهادة من قبل مكتب ليبانسيرت (LibanCert) (وهو جهة رقابية تابعة للجامعة الأميركية في بيروت تصدر شهادات تطابق للزراعة العضوية) فكانت حصيلة النتائج بأن السماد المنتج من عملية تخمير بقايا الذبحيات في مسلخ بيروت مطابق لأربعة معايير دولية:

أ‌- معايير الإتحاد الأوروبي للزراعة الكلاسيكية أو للإستعمال العادي

ب‌- معايير الوكالة الأميركية للحفاظ على البيئة EPA 503

ت‌- المجلس الكندي للمعايير Standard Council of Canada

ث‌- معايير الإتحاد الأوروبي للزراعة العضوية EEC 2092/91

وتابع المهندس أبي شاكر، قمنا بالعديد من الخطوات على نفقتنا الخاصة بعد أن تعذر ذلك مع الجهات المختصة بغية إنهاء هذه الأزمة التي طالت المواطنين وقضّت مضاجعهم لسنوات، فتمت زيادة عدد الآلات والمعدات الللازمة لإنشاء مكان مقفل لإنضاج السماد وتنقيته وتعبئته بأكياس ضمن خط تعبئة متكامل (Packaging Line).

وقال بفخر، رغم الكثير من المعوقات والمشاكل التي مررنا بها، إلا أن تحسين الوضع البيئي في المنطقة ومساعدة السكان المجاورين للمسلخ والعمال كانت ضمن أولوياتنا، لذلك طورنا أساليبنا في المعالجة التي كانت شبه مستحيلة في هذه البقعة بالذات، بل تخطينا العديد من المشاكل لنتوصل إلى إنتاج سماد مطابق للزراعة العضوية بكلفة تقدر بأقل من ثلاثة أضعاف كلفة المعالجة الحرارية الكلاسيكية المعتمدة في البلدان الصناعية الغنية، كما أدخلنا ضمن عملية المعالجة تدوير بقايا زراعية بدل حرقها.

ورداً على سؤالنا حول انتهاء مشكلة رمي وحرق النفايات الناتجة عن بقايا الذبائح الحيوانية في مسلخ بيروت أكد المهندس أبي شاكر على انتهاء المشكلة وحلها نهائناً، كما أفصح عن نيته بالاتصال بإدارة سوق السمك المجاور للمسلخ وإقناعهم بعدم رمي بقايا الأسماك في نهر بيروت وتحويلها مع البقايا الزراعية الناتجة عن أعمال التشذيب ضمن بلدية بيروت إلى سماد عالي الجودة بكلفة زهيدة جداً واعتماد تقنية محلية مطورة من قبل مهندسين وتقنيين وجامعيين لبنانيين. وعليه تكون بلدية بيروت قد تخلصت من كمية كبيرة من النفايات الضارة.

أما عن المشاكل التي لا زالت تواجههم فقال: لم يزل ضيق المكان ووجود آلية متوقفة في الجهة الخلفية للمسلخ منذ سنوات يعيق تحرك آلياتنا، لذلك نتمنى على المسؤولين السماح لنا باستعمال مساحة أكبر من الأرض وإبعاد أي عائق يحول دون استمرار عملنا. وهناك قرار من سعادة محافظ بيروت السيد ناصيف قالوش باستخدام جرافة في الموقع مرة أو مرتين أسبوعياً، نطلب من المعنيين أن يساعدونا على نقل أو مزج السماد المُنتج ولو لفترة ثلاث ساعات مرة في الأسبوع.