×

دراما البيئة الشامية 2013 أين هي اليوم وماذا تخبئ في ظل الأزمة السورية

التصنيف: المرأة

2013-07-02  09:53 ص  564

 

حال أهل الدراما السورية مع ما يعرف بمسلسلات البيئة الشامية، حال قائل المثل الشعبي "نفسي فيه .. وتفو عليه"، إذ لا يخلو تصريح كثيرين منهم من مهاجمة تلك الأعمال، والصورة المشوهة التي أرستها للشام ولناسها في أذهان المشاهدين، ولا سيما عن نساء الشام. لكن أغلبية هؤلاء يسارعون للمشاركة في أي عمل شامي يطرق نصه بابهم، ولسان حالهم يقول وجدناه نصاً مختلفاً، يغاير الصورة السائدة المغلوطة للشام، لذلك نقدم على المشاركة في تجسيد شخصياته. إلا أن ماء العرض سرعان ما يكذب الغطاسين، فيؤكد أننا في معظم ما ينتج اليوم، لم نزل أمام المقترحات عينها لهذا النمط الدرامي كما عرفناه لأول مرة على يد مبدعه المخرج بسام الملا، على نحو تبدو الأعمال المنتجة تحت عبارة "دراما البيئة الشامية" في أغلبيتها مستنسخة عن بعضها. لا نستثني من ذلك سوى أعمال قليلة، لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، كان آخر ما عرض منها مسلسل "طالع الفضة".
مشكلة تلك الأعمال ليست فقط في مضامينها، التي تأتي بلا ذاكرة للمكان والزمان اللذين تفترض حوادث حكايتها فيهما، وإنما مشكلتها أيضاً تكمن في هاجس كثير من صناع الدراما السورية، وربما بعض من نقادها، بأن لا عمل درامياً سورياً، عليه أن يخرج إلى شاشة العرض من دون أن يوثق واقعاً ويتقاطع معه ويحمل رسائل سامية، وتلك جميعها ميزات لا يمكن لأحد أن يهضم حق السوريين في إرسائها بالمشهد الدرامي العربي، فكانت دراماهم في أكثريتها مسلية ومفيدة.
بطبيعة الحال لم تكن دراما البيئة الشامية للموسم الرمضاني 2013 في منأى عن كل تلك التجاذبات، وقد بلغت هذا العام خمسة أعمال هي: "حمام شامي"، "ياسمين عتيق"، "قمر شام"، "طاحون الشر 2" و"زمن البرغوت2"، كما أن الأعمال الخمسة أيضاً لم تنج من تداعيات الأزمة السورية، التي تشهدها البلاد اليوم، على رغم أن تنفيذها كان الأسهل نسبياً، قياساً بالوضع الأمني المستقر في أماكن تصويرها (بيوت دمشق القديمة، واستوديوات داخلية للحارات والأسواق).
تداعيات الأزمة ستظهر، بالدرجة الأولى، في الأعمال التي تقدم هذا العام أجزاء جديدة منها، حيث شهد مسلسل "زمن البرغوت" في جزئه الثاني، تبدلاً بأسماء ممثليه، طال نحو 11 شخصية، بينها شخصيات رئيسة أداها النجوم أيمن زيدان، وقيس الشيخ نجيب، عبد الهادي الصباغ وأمل بشوشة وآخرون، والرقم كان مرشحاً لكي يرتفع أكثر لولا قيام المخرج أحمد ابرهيم أحمد، بتصوير عدد من "بلوكات" الجزء الثاني خلال تصويره الجزء الأول من العمل.
أما مسلسل "طاحون الشر" فقد شهد في جزئه الثاني غياب الفنانة ليليا الأطرش، لتحل مكانها الفنانة كندا حنا.
تداعيات الأزمة ستظهر أيضاً في انتقال فناني "حمام شامي" وكامل طاقمه الفني إلى أبو ظبي.
ويشهد سوق ما يعرف بـ "الدراما البيئة الشامية" هذا العام، دخول لاعبين جدد على صعيد التأليف والإخراج والتمثيل، فيسجل المخرج المثنى صبح تجربته الإخراجية الأولى من خلال مسلسل "ياسمين عتيق"، الذي يعد التجربة الأولى لكاتبه رضوان شبلي أيضاً. أما على صعيد الممثلين، فيسجل العمل أول مشاركة لكل من النجوم سلاف فواخرجي وغسان مسعود وجهاد سعد في هذا النمط الدرامي، أما مسلسل "قمر شام" فيعد التجربة الأولى لكاتبه محمد خير الحلبي.
ظهور كتاب ومخرجين جدد لا يعني بالضرورة أن اختراقات على صعيد النص والإخراج سيحملها هؤلاء، تتجاوز المشكلات التي تعاني منها مسلسلات البيئة الشامية، على رغم أن أسرة مسلسل "ياسمين عتيق" ما انفكت تعد في كل حواراتها بأنها ستحدث هذا الاختراق بمقاربتها ثلاثينيات القرن التاسع عشر في دمشق.
في كل الأحوال يبقى الحكم النهائي على أي اختراق يحدث هو رهن العرض، مع العلم أنه سبق للشركة المنتجة للعمل أن أحدثت اختراقاً حقيقياً للسائد من خلال مسلسل "طالع الفضة" منذ عامين، ولكننا، وبالمقابل، سمعنا كثيرين يتحدثون عن تحول سيحدثونه في مسارات هذا النمط الدرامي، غير اننا سرعان ما اكتشفنا وقت العرض أنهم لم يتجاوزوا في اختراقها هذا حدود الكلام. وبالتالي يبقى ما تعدنا به الدراما السورية من مسلسلات للبيئة الشامية هذا العام تحت خط السائد، حتى يثبت العكس.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا