×

عصرٌ هدّار لحكم الفجّار ! ...

التصنيف: المرأة

2013-07-04  01:03 م  457

 

خليل إبراهيم المتبولي

 إننا نعيش في عصر عاصف هدّار قوي يطرح في كل يوم عديد من الأسئلة التي تبحث عن إجابات ، ولو أمعنا النظر قليلاً  بالتوترات والأحداث والتناقضات في هذا العالم لأدركنا أننا نواجه مأساة مؤلمة تنذر بانهيار الإنسان ، لذلك فنحن بحاجة إلى الرجوع إلى القيم الإنسانية والأخلاقية لجذب الإنسان إلى قلب محيطه الإنساني والإجتماعي ليكون له القدرة على المواجهة والفعل ...

من السهل أن نصف الأساليب القاسية والمدمّرة التي يمارسها الإنسان بحق أخيه الإنسان على أنها جرائم بشعة تنافي القيم الإنسانية ، غير أنّ ما ليس سهلاً هو التعرّف أو التحدّث عن كيفية ارتكاب مثل هذه الجرائم . فالظروف الموضوعية هي التي تتيح لأي حاكم أو مسؤول أن يحكم بالعباد والخلق  بظلم واستبداد ، إلاّ أنّ الكثيرين من العباد نادراً ما يشيرون بإصبع الإتهام إلى أنفسهم .

فإنّ الصراعات التي تقوم وتنشب بين الحاكم أو المسؤول والشعب من الممكن أن تتحوّل إلى صراع دامي درامي قوي وتصبح البنية الأساسية لملحمة أخلاقية جيدة تعكس عمق الفجوة بين الحاكم والشعب ، وتصوّر ما يفعله الإنسان بأخيه الإنسان ، فهو يهدر كرامته ويمحو إنسانيته ، بل وقد يلجأ إلى إبادته في سبيل أن يؤسس نظاماً سياسياً معيناً أو حالة غريبة عجيبة تتحكم فيها أيادي الظلام .

إنّ الحالات المتطرّفة والتيارات المختلفة التي تنشأ في مجتمعاتنا بنظامها السياسي والعسكري أحياناً هي التي تدمّر الأسَر والمُدن والروابط الإجتماعية والدينية التي هي البنية التقليدية لحياة الإنسان ، وذلك لكي تؤسس كياناً خاصا جديداً يكون ولاء الفرد فيه للمصلحة الخاصة ولمصلحة الزعيم أو الحاكم أو المسؤول ، وفي سبيل ذلك ارتكبوا الكثير من الأخطاء والشوائب وقاموا بأعمال إرهابية أقل ما توصف به أنها بشعة . ...

مهما يكن طموح هذه الحالات المتطرفة والتيارات مشروعاً ، أو غير مشروع في سنن التسلّط والتسلّق إلى الحكم والسلطة من خلال الغاية تبرر الوسيلة ، فإنّ هذه الحالات والتيارات التي ما ننفك نلعنها ونغضب عليها لم تكن سوى حالات شاذة تصنعها وتفبركها أيادٍ سوداء لها جسور بعيدة عن محيطها ومجتمعها ، إنهم جنس مقتلع من الجذور ، ربيب مركّب بخلطة عجيبة من القسوة والعداء ، أو الخنوع ، لا تغريهم في عدائهم لواقعهم إلا ركوب موجة ، أو تَبَوُّء مركزاً أعلى على الأقل ، أو ربما للثأر المتجذّر لديهم ضد كل شيء .

للإطاحة بمثل هذه الحالات فما علينا سوى العودة إلى القيم الأخلاقية والعادات الحسنة والجيدة واحترام بعضنا وتقبّل أراء بعضنا ومعتقداتنا بعيداً عن التعصب والتشنّج والسير والعمل على تطوير إنسانية الإنسان والإيمان بها  لتحسين وتطوير المجتمعات و التقدّم بها نحو الأفضل والأحسن ...

 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا