خاص جريدة صيدا نت

هبة أبو عيسى

معه نبحث عن حلمه وخاتمه ومصباحه وحكاياته .. علّ الفجر يأتي بصدى ضحكات الأطفال وعل الابتسامة تتعايش مع هذا الطفل في كل لحظة من لحظات حياته  وتنور نظرته للحياة المستقبلية .. علّ الطريق يفتح امام عينيه الورود ويغسل من صدره آهاته التي عاناها منذ فترة ولادته يتيم الأب أوالأم .. وعلنا نساهم قدر الإمكان في مساعدة هذا الطفل في أن  يغادر محطات الحرمان الى غير رجعة .. ليبدأ مشوار حلم جديد . ويعيش حياة جديدة مليئة بالأمل والنور والسعادة

كانت هذه أول السطور التي عبر فيها غسان حنقير وهو المسؤول عن العلاقات العامة والإعلام بمؤسسات الهيئة الإسلامية للرعاية في صيدا والجوار  والذي كشف عن الشعار الأساسي الذي تعتمد عليه الهيئة  شعار يلوح بخلق سعادة يعيش في أوساطها الطفل اليتيم برمز فحواه يد حانية ترسم ابتسامة أمل على وجوه محرومة

وخلال  هذه الزيارة التي قامت بها جريدة صيدا نت إلى مكتب الهيئة قامت بإجراء حوار مع السيد غسان حنقير حول عمل الهيئة ودورها في كفالة اليتيم وماتقدمه من مساعدات خاصة أننا في بداية شهر رمضان المبارك وكافة الرسائل الإنسانية التي تهدف الهيئة في توصيلها للطفل اليتيم

_ عمر المؤسسة أصبح اليوم  29 سنة فنحن متواجدون لرعاية الأيتام منذ عام 1985 حتى الآن وعدد الأيتام التي تكفلها الهيئة  1176 يتيم علما أن الحد الأقصى لرعاية وكفالة اليتيم حتى سن ل18 سنة ومابعده يصبح غير يتيم أو أصبح خارج نطاق الكفالة...

كيف يتم كفالة اليتيم من قبل كافة الناس وماهي الشروط التي يلتزم بها المواطن بموجب ذلك  ؟

عادة في هيئتنا يخضع  الأيتام لثلاث كفالات والكفالة تندرج تحت قسمين في صيدا والجوار فهناك هناك أشخاص بمدينة صيدا وخارجها يقومون بكفالة اليتيم ويقدموا الدعم المادي و لهذه الكفالة قسم داخلي وخارجي كما أن هناك 4 كفالات الكفالة الواحدة تبلغ حوالي  400 دولار وبموجب ذلك يبلغ عدد الكفالات حوالي 1600 $ والتي يتم دعمها عن طريق مؤسسات عالمية داخلية خارجية وهناك مؤسسات مهمتها أن تكفل هذا اليتيم وهو في منزله وبين أهله  فنحن نكرم اليتيم وهو معزز في بيته بين عائلته وأخوته فبدورنا وهي الكفالة المعيشية  والتي نقدم فيها له المال لكسب العيش والغذاء وكل مايحتاج وبموجبها نقدم لهذا اليتيم ونؤمن كافة حاجات الأسرة

ثانيا الكفالة التعليمية وهي عنصر هام جدا بالنسبة لنا ولليتيم  فبالنسبة للهيئة ممنوع يكون أي يتيم خارج نطاق التعليم أكاديمي أو مهني ونحن مستعدين في الإكمال معه حتى يبلغ الدرجة الجامعية

ثالثا الكفالة التربوية وهي الأهم فالأغلبية من الأيتام يكونون يتيمي الأب فالتربية أساسية لليتيم وبعدم وجود الأب من الممكن أن يكون هناك خلل في التربية لذلك نقوم  بإخضاع الطفل  لأنشطة لامنهجية منها نوادي رياضية ومنها سباحة أو ثقافي أو تدريبية أو الحلقات الدينية وهنا نستطيع أن نوصل اليتيم إلى المرحلة السوية في الأخلاق والشخصية

إضافة لهذه الكفالات الثلاثة هناك كفالة مستجدة وهي الكفالة الصحية والتي تضع في الاعتبار أي شيئ يتعرض له اليتيم أو أي شي طارئ من مستوصفات أو مستشفيات وأي عمليات جراحية نستطيع أن نؤمنها نقوم بها على الفور ،أما بالنسبة للشروط ليس لدينا شروط صارمة مجرد أن يكون يتيم تتم كفالته

ونحن في شهر رمضان الكريم ماهي الخدمات التي تقوم بها الهيئة الإسلامية للأيتام في ظل فقدان الأبوين وماهي الطريقة التي تتبعها الهيئة في إسعاد اليتيم وماهو دور الهيئة في الاهتمام بفرحة الطفل في شهر رمضان على مائدة الإفطار  ؟

عدا عن موضوع الاهتمام باليتيم بشكل خاص يوجد شيئ في الهيئة  أسمه المشاريع الموسمية وهو رمضان المشروع الأكبر وهو يسمى في الهيئة رمضان الخير ويقسم لأقسام القسم الأول وهو إفطار صائم يوجد لدينا 11800 إفطار صائم نستهدف بمعدل 395 إفطار يوميا

داخل صيدا ومخيماتها صور ومخيماتها قرى الجنوب اللبناني المحرر إضافة لإقليم الخروب

وذلك لكافة أسرالايتام والمتعففة والفقيرة فنحن نقوم بواجبنا في إفطار الصائم عدا زكاة المال والفطر وعيدية يتيم وكسوة طفل وحجاب فتاة وبالتأكيد نستقبل كافة الكفالات الخاصة بالطفل إضافة إلى كفالة طلاب المهنيين فنحن نستمر مع اليتيم  حتى مرحلته الجامعية ونبقى معه حتى تكتمل حياته بالمجمل حتى من الممكن أن نعطيه قرض لكي يفتح عمل خاص به بعد الدراسة

من المعروف أن الأيتام وهم صغار في السن يمرحون بهدايا الألعاب التي تناسب عمرهم وتشبع لهم هواياتهم وميولهم ورغباتهم مادور الهيئة في دعم هذا الجانب الإنساني ودورها في زرع شعور المتعه وإحساسه بموازاته مع الأطفال الذين يملكون أباء وأمهات ؟

فرحة اليتيم وإشعاره بوضعه الطبيعي في المجتمع وهو مع أفراد أسرته رمز من أهم رموز العمل ومن أهم أهداف الهيئة أيضا خلق جو من الفرحة تحت الرعاية لإشباع الطفل بكافة رغباته وهواياته خاصة أننا في الهيئة نهتم بشكل كبير بهوايات الطفل فأنا كما ذكرت في جزء التكافل التربوي التي تتضمن ممارسة الطفل لكافة هواياته وميوله التي يستمتع حين يقوم بممارستها فمنهم من يحب كرة القدم ومنهم من يستمتع من الفتيات بقضاء أوقاتهن في النوادي الرياضية أو الألعاب أو قراءة القرآن واليوم ونحن في شهر رمضان لدينا مخيمات في هذا الخصوص فيوجد لدينا مخيم خاص لدينا إسمه مخيم حسروت في منطقة حسروت في جبل لبنان وهي منطقة صحية خلال شهر رمضان نخرج الأيتام إليه ونعمل لهم دورات وسبورت واليوم أول دفعة من الصبايا خرجوا إلى المخيم ليقضو وقتهم هناك كما أنه يوجد إفطارات خاصة بالأيتام  وأسرهن وحدات غذائية توزع لعائلات الأيتام وهناك عمليات إفطار الكافل والمكفول فنحن عادة نقوم بجمع الكافل والمكفول سويا ليتعرفوا على بعضهم البعض أكثر وينسجموا مع طبيعة بعضهم ويقوم بكسوته وشراء ما يريد ويحب له من الهدايا والألعاب ولوازم التي يحتاجها . 

هل يمكن للعائلة المسلمة في صيدا أن تصطحب أو بالأحرى تتبنى الأيتام وإذا كان مسموح ماهي طريقتكم في أداء هذه المهمة ؟

تبني الأطفال غير وارد في الدين الإسلامي كلمة التبني شيئ وكلمة الكفالة شيئ ثاني فأنا أستطيع أن أتبنى يتيم وأن أراه وأن أتابعه ولكن أن أتبناه وأضعه داخل منزلي هذا الموضوع ينافي الشرع كما أن البرنامج الأساسي لليتيم لدينا في المؤسسة إسمه كافل اليتيم في بيته أي أ ننا نقوم بكفل اليتيم وهو في منزله وبين أسرته ليشعر بشعور طبيعي بين أفراد أسرته ولحمايته من الفساد الخلقي أو السلوك غير السوي فمن المستحيل أن نؤمن على الطفل خارج نطاق بيته ومنزله وفي حال عدم وجود عائله له نضطر لوضعه في دور الأيتام لتحافظ على سلوكه وحياته على كافة الأصعدة

حسب رؤيتكم في العمل الإنساني وممارستكم له وأثناء التعامل مع الأطفال اليتامى هل هناك اختلاف في الكفالة أو تقديم الاحتياجات أو تطبيق قوانين الرعاية بين يتيم الأب أو يتيم الأم ؟

معظم الأيتام الذين يأتون إلينا هم يتيمو الأب ولكن عندما يكون لدينا يتيم الأم والأب هناك خيارين أما أن يربي هذا اليتيم مع أقاربه أو نؤمن له عائلة ليربى من خلاله ،،اعترضتنا حالة السنة الماضية وهي أن أم يتيم سافرت في وقت كان أباه متوفي ولحسن الحظ وضعته عمته عندها ونحن بدورنا نقوم بتقديم المساعدات في منزل عمته كما نؤمن له كافة الحاجيات فبالنسبة لنا  أن يربى ببيئة خاصة به وبعائلته أفضل من أن يربى مع عائلة غريبة

وعندما يفقد الطفل الأم والأب نلجأ لوضعه في الدار فنحن رفعنا شعار أن نكفل كافة أيتام صيدا والجوار إلا العائلات التي لا تود ان تكفل وضعها يكون وضعها ميسور الحال ونحن نطبق قول الرسول عليه الصلاة والسلام (اليتيم أنا وكافل ليتيم في الجنة كهاتين ) وواجبنا تجاهه أن نرعاه ونحتضنه ونعتمد ببقائنا واستمراريتنا على دعم ومساهمة أهالي مدينة صيدا والجوار هناك ثقة كبيرة بالهيئة والحمد الله على ذلك كفالة اليتيم تجعله سعيد هو وأسرته....