طقوس الاستهلاك الرمضاني اللبناني

التصنيف: Old Archive
2013-07-20 11:54 م 898
منذ سنوات ليست بعيدة، دخل رمضان اللبناني والعربي في دائرة الاستهلاك البصري التلفزيوني، والسلعي والسياسي الشعبوي. اللافت أن الطقوس والشعائر الدينية الرمضانية، الايمانية والروحية، باتت هامشية أو عابرة، مقارنةً بطوفان الاستهلاك في مختلف جوانب الحياة الاجتماعية.
تفيد التقارير الواردة على بعض مواقع الانترنت، أن التقاليد الرمضانية تختلف من بلد إلى آخر وفق ثقافة كل شعب وعاداته. في ما يأتي أبرزها:
- في إندونيسيا: تُمنح إجازة للتلاميذ في الأسبوع الأول من شهر رمضان للتعوُّد على الصوم.
- في باكستان: يُزفّ الطفل الذي يصوم للمرة الأولى كأنه عريس.
- في ماليزيا: تطوف السيّدات في المنازل لقراءة القرآن الكريم ما بين الإفطار والسحور.
- في نيجيريا: تستضيف كل عائلة فقيراً يومياً للإفطار.
- في موريتانيا: يقرأ أهلها القرآن الكريم كله في ليلة واحدة.
- في أوغندا: يصومون 12 ساعة يومياً منذ دخول الإسلام إليها لتساوي الليل والنهار هناك لوقوعها على خط الاستواء.
- في الدول العربيّة: ترتفع أسعار المواد الغذائية والإستهلاكية واللحوم والخضر، وتمتلئ المقاهي ومحالّ النراجيل بالصائمين المتنقلة أبصارهم من مسلسل إلى آخر على شاشات التلفزة.
الاستهلاك الرمضاني
منذ سنوات ليست ببعيدة، أُدخل رمضان في دائرة الاستهلاك البصري التلفزيوني والسياسي والتجاري و"الشعبوي"، وحمل هذا الكثير من التأويلات والتفسير حول روّاد الاستهلاك الرمضاني، وطرق إيمانهم وتعلقهم بهذا الشهر وطقوسه. اللافت أن الطقوس الدينية باتت هامشية أو عابرة في رمضان، مقارنةً بطوفان المسلسلات الدرامية والاجتماعية والبرامج الترفيهية وثقافة النارجيلة والخيم واقتصاد الزكاة والخطب السياسية التي تتصدر الإفطارات و"موائد الرحمن" العامرة والبازخة، يموّلها هذا الزعيم أو ذاك السياسي، أو ذلك الحزب، وربما تلك الجمعية، وصولاً إلى بعض الدول.
في أواخر شعبان، وهو الشهر الهجري الذي يسبق رمضان، يبدأ الحديث عن التماس الهلال الذي يؤشر إلى بداية شهر الصوم. الملاحظ أن معظم المجتمعات الدينية (الاسلامية) لا تزال ترفض الطرق العلمية في تحديد الأشهر القمرية، وتتبع في تحديد شهر صومها مبدأ الحديث الشريف "صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته". فضلاً عن أن تحديد رمضان أو عيده يتبع في كثير من الأحيان، الأهواء المذهبية والسياسية. أما المتفق عليه من غير اتفاق، فالأجواء الاستهلاكية التي ترافق رمضان في العالم العربي.
رمضان اللبناني والسوري
في المدن والقرى اللبنانية يحضّر بعض التجار والباعة زينتهم الرمضانية مثل عبارات "أهلا رمضان"، "هلّ هلالك يا رمضان" و"رمضان شهر التوبة والغفران"، فيعلّقونها على الواجهات أو في الأحياء والزواريب. بعضهم يطلق العنان للأناشيد الدينية القليلة (خصوصاً أغنية "علّوا البيارق" للفنان أحمد قعبور، وقد أصبحت علامة من العلامات الرمضانية). يترافق هذا مع لائحة جديدة لأسعار المواد الغذائية الأساسية، كالبقول والدجاج واللحوم والأطباق والتمور. تضع المحال الكبيرة للأدوات الكهربائية والمنزلية عبارة "رمضان كريم" على اللوحات الإعلانية الضخمة على الطرق والاوتوسترادات. لا أحد يدري ما السرّ أو الرابط بين "رمضان كريم" والغسّالة أو البرّاد أو مكنسة الكهرباء. ما تفعله المحال التجارية في إعلاناتها يريد توظيف الكليشيه الشعبي والشعبوي للتدليل على بضائعها المعروضة. كأنها توهم الزبائن والمتسّوقين بأنها "تتكارم" عليهم. لكن المواطن كثيراً ما يشتكي من الغلاء الجنوني والتصاعدي، كأنه يدفع ضريبة صومه مسبقاً، أو ضريبة إغراءات هذا الشهر الروحاني، فيشعر أن التجار حوّلوا شهر الصوم من التعبّد إلى فرصة ثمينة للربح. أما الباعة وأصحاب الدكاكين والمطاعم والفنادق فيشتكون من قلّة الزبائن وغياب السائحين العرب، فهم باتوا يعيشون في مرحلة السياحة المؤجلة والمعلّقة والمنتكسة، سواء في رمضان أو في عيدَي الميلاد ورأس السنة، وحتى في موسم التزلج. هذه الأحوال المتردية والصعبة باتت نافلة في بلد تقوم سياسة أقطابه على التنافر والتصادم اللفظي والشتائمي، حتى العنفي. وزادت وتيرة فقدان الأمل بالعودة إلى اقتصاد "البحبوحة" في لبنان مع وصول الأزمة السورية إلى نفق لا أحد يعرف كيف ينتهي ومتى.
لم يعد لبنان نفسه في منأى من التداعيات السورية وانعكاساتها. سبقت رمضان بأيام، حوداث عبرا في صيدا بين أنصار أحمد الأسير والجيش اللبناني مدعوماً من عناصر "حزب الله" وما حملته تلك الأحداث من أجواء مسمومة وصلت أصداؤها وتوتراتها إلى مدينة طرابلس الشمالية. ثم أتى تفجير بئر العبد في الضاحية الجنوبية قبل يوم من بدء رمضان، وعبوة مجدل عنجر واغتيال جمّو في الصرفند لتزيد الطين بلّة. هذه الأحداث وأمثالها تزيد من وتيرة الانقسام المذهبي بين السنّة والشيعة، بين فريق يرفع شعار "زينب لن تسبى مرتين"، وفريق آخر يحذّر من أن الإيرانيين (الفرس) في حربهم السورية، يريدون الانتقام من ضريح الصحابي خالد بن الوليد في مدينة حمص على خلفيات المعارك القديمة بين الفرس والعرب.
برغم كثرة الشعارات الرمضانية التسامحية والغفرانية والإيمانية المنتشرة على الأعمدة والأشجار والجدران وجسور المشاة في بيروت والمناطق، التي تتحدث عن الأخلاق الرمضانية وميزات الشهر "الفضيل" باعتباره شهر "المحبة" و"التلاقي"، و"بيجمعنا"، فإن هذه الشعارات لا يمكنها أن تغطّي هول الانقسام المذهبي في لبنان وهول الاقتتال الدموي في سوريا، حيث ضاع صوت المدفع الرمضاني بين أصوات مدافع الاقتتال وسط الركام، بين نظام الأسد والمعارضة، فتشتتت الطقوس الرمضانية مع انهيار الاقتصاد السوري، وغلب مشهد الجنازات اليومية على الإفطارات والأفراح.
لا شك في أن الذين يوزّعون الشعارات الرمضانية في بيروت والمناطق يدركون هول الانقسام المذهبي. وهم يمارسون في شعاراتهم عادة مستمدة من الماضي وليست إبنة اليوم. فاللافتات في حد ذاتها موضة إعلانية قديمة، هدفها الترويج لبعض الجماعات الأهلية والسياسية. من اللافتات ما يكون موقّعاً بأسماء أحزاب دينية كـ"الجماعة الاسلامية" و"حزب الله"، أو "ليبيرالية" كـ"تيار المستقبل"، أو جمعيات كـ"الاحباش"، أو تجمعات دينية أو شخصيات سياسية ودينية، ومنها ما يستحضر الآيات القرانية، وبعضها يمزج بين الصوم و"تحرير فلسطين" كما في لافتات ما يسمّى "تجمع العلماء المسلمين". في لافتة أخرى يضع هذا التجمع الصوم في خانة "مقاومتنا" للتدليل على أنه ينتمي إلى "محور الممانعة".
لا تقتصر "ميديا" رمضان على الأحزاب والسياسات، فالأهم كثرة لافتات الشارع والإعلانات والأكشاك والمجسّمات التابعة لعدد من المؤسسات الخيرية من مثل "دار الأيتام الإسلامية" و"مؤسسة محمد خالد الاجتماعية" و"جمعية المبرات" و"صندوق الزكاة". هذه المؤسسات كلها تدعو إلى الزكاة لرعاية الأيتام والفقراء والمحتاجين، وتعدد انجازاتها في مجالات الخدمات الإنسانية وتربية الأطفال والإهتمام بالمسنّين. بات بعض "المنظّرين" الاقتصاديين يشجع على الزكاة باعتبار أنها تحرّك قليلاً في وتيرة الاقتصاد المحلي وتخفف من الجمود في الكثير من القطاعات المالية.
خداع الشهية
لا يمكن فصل المشهد الرمضاني عن منطق الاستهلاك وعالمه وطقوسه، ولا يختلف مشهد شهر رمضان (الاسلامي) عن مشهد شهر عيد الميلاد (المسيحي أو الغربي). وإن اختلف الشهران في البنية والشكل والمصدر، فهما يلتقيان في المشهد الاستهلاكي (ينطبق الواقع نفسه على عيدَي الأمّ والحبّ). الحق أن احتفالات الميلاد، يستفيد منها عدد من أصحاب المحال التجارية، ويعتبرون الأمر موسماً و"بيزنساً" مربحاً، فيحاولون تحقيق نسبة إضافية من المبيعات جرّاء الإقبال على شراء الهدايا وأشجار الميلاد والشوكولا وحبش العيد والكستناء والحلويات والأسماك.
لا يختلف الأمر في رمضان، بعد تحوّله شهراً لـ"البنزس" بامتياز. فغواية عرض البضائع والمآكل أمام المؤمن والصائم، بصورة مرتّبة تثير الشهية، من شأنها أن تساهم في فرض خيارات شرائية تسوقية ما كان يستجيب لها لو رآها بعد ساعة الإفطار. تزدهر في رمضان تجارة المآكل وخصوصاً الألبان والاجبان والخضر والفاكهة والتمور والمكسرات (اللوز والجوز والفستق) والمشروبات مثل الجلاّب والتمر الهندي وعرق السوس والخرنوب وقمر الدين (المشمش المصفّى) والشاي. لشهر رمضان أطعمة خاصة في لبنان مثل التبولة والفتوش، وهي أكلات شعبية لبنانية مصنوعة من الخضر المتنوعة (الخس والبقدونس والنعناع والبندورة والفجل والبصل الأخضر وغيرها)، اضافة إلى الحلويات الخاصة مثل: "الكلاج"، و"القطايف" و"الشعيبية" و"العثملية"، وأصناف الحلوى الأخرى. كأن شهر الصوم تحول في جانب منه كرنفالاً للإفطارات المسائية من خلال الموائد العامرة، الغنية والمنوّعة. هناك مجموعات من الشابات والشبان الذين لم يصوموا يوماً في حياتهم الحديثة الطابع، تُقبل على التواعد لإحياء إفطارات في المطاعم والبيوت.
اللغة الرمضانية
ترمي الاجواء الرمضانية بثقلها على كل شيء في الحياة العامة حيث السكن الإسلامي، من الشارع إلى البيت وبرامج التلفزيون وأوقات العمل والتلاقي وحركة السير والمطاعم وأنواع الطعام وموديلات الثياب وألعاب الأطفال واللغة اليومية والحياتية. كثيراً ما يلتقي أحدهم بمجموعة من معارفه فيسارع إلى القول: "رمضان كريم ينعاد عليكم وعلينا جميعاً". يكون الردّ و"عليكم يا رب". هذه العبارات المكررة، أصبحت لغواً نافلاً ومألوفاً، سواء بين الصائمين أنفسهم أو بين أشخاص من مختلف الطوائف أو حتى على شاشات التلفزة، حيث يراعي المذيع ومقدّم البرامج المشاهدين. إلى ذلك، تكثر مواعظ المشايخ والدعاة التي تتحدث عن فوائد الصوم المستندة إلى وقائع "علمية" قبل "الفقهية"، كما يقولون، ويطلّ بعضهم، سواء من المشايخ أو من المتدينين، ليعبّر عن انزعاجه وسخطه من الشبّان الذين ينفثون الدخان في أوقات الصوم، والنساء اللواتي يُبرزن مفاتنهن في هذا الشهر، من دون احترام مشاعر الصائمين. ثم إن بعض المؤمنين تتغيّر أمزجتهم بسبب الجوع اليومي، فيتخلّون عن أنشطتهم وأعمالهم لمصلحة صومهم، كأنهم يعيشون في صدام مع الكون بسبب تعبدهم.
التباهي بصوم الأطفال
يتماثل بعض الأطفال والفتيان مع أهلهم في مشوار الصوم والإيمان المبكر، فيبدأون التمرين على هذا الطقس في أيام الحرّ. يتباهى بعض الأهالي بقدرة أطفالهم على الصبر وتحمل الصوم برغم حداثة سنّهم وطراوة بنيتهم الجسدية. ويتحدث البعض الآخر عن أن أطفالهم خرجوا عن طاعتهم في صومهم، كدلالة على عمق إيمانهم و"شطارتهم" في السير على "الطريق الصحيح". على أن أبرز ارتباط للأطفال بالشهر الرمضاني، هو ارتباط استهلاكي أيضاً. فعدا شراء الثياب في العيد، هناك ظاهرة المفرقعات النارية وغوايتها وسحرها المزعج كل مساء بعد الإفطار. ففي كل حارة أو حيّ، يتسابق الأطفال لشراء أنواع المفرقعات على أشكالها وألوانها، كأنهم في "حروب صغيرة" من خلال الأصوات التي تحدثها مفرقعاتهم، أو الشهب النارية التي يطلقونها في السماء، يعيشون فرحتهم على طريقتهم.
المعمعة التلفزيونية
من ظواهر شهر رمضان، طوفان الاستهلاك البصري والتلفزيوني للمسلسلات الدرامية والتراثية و"النضالية" والاجتماعية والتاريخية، الشامية والمصرية واللبنانية وحتى التركية، إلى جانب برامج الترفيه والجوائز والربح و"التوك شو" الفني الذي يستضيف فنانين وفنانات من المشاهير، يبوحون بأسرارهم وهذياناتهم وكواليسهم. مرات تكون البرامج نفسها فرصة لظهور فنانين مغمورين يعبّرون عن رأيهم في الأوضاع العامة وامتعاضهم من الحياة السياسية اللبنانية وانعكاساتها على مشاريعهم الفنية ومستقبلهم.
كأن المحطات التلفزيونية وشركات الانتاج في مصر ولبنان وسوريا والخليج العربي، باتت تربط مصائر نجاح مسلسلاتها وبرامجها، بالعوائل الصائمة التي يمضي أفرادها جلساتهم المسائية أمام التلفزيون أو "العلبة العجيبة" كما كان يسمّيه المسرحي سعدالله ونوس. كل عائلة تختار البرنامج أو المسلسل الذي يناسبها في أوقات الدعة والنارجيلة أو السيكارة وتناول المكسّرات والحلوى. على أن البرامج الرمضانية تلاحق المشاهد من الصباح حتى أوقات السحور، بالاعلانات المكثّفة، في ما يشبه المبارزة في قول الشعر في سوق عكاظ. البرامج كثيرة لكنها في معظمها سطحية ممجوجة ومستهلكة ومستنفدة، وقد تنقذها نجومية هذا الممثل أو ذاك. الحال أن المعمعة الدرامية الرمضانية وتهافتها وغزارة حضورها في شهر واحد، باتت موضع احتجاج وانتقاد من الفنّانين انفسهم، الذين يعتبرون أن كثرة عرض المسلسلات الدرامية في شهر واحد مقتلة لهذه المسلسلات، وعلّق الفنان نبيل الحلفاوي على "تويتر" على كثرة الأعمال الدرامية التي تتجمع لتعرض في شهر رمضان، فشبّهها بالمذبحة. وكتب: "ما زالت مذبحة الدراما تتكرر كل عام بعرض كل هذه الأعمال في وقت واحد. متى يعود العرض على مدار العام في كل القنوات؟ هذا التكديس اختراع عربي عجيب".
لا شك في ان التلفزيون في برامجه الرمضانية يأتي بديلاً من ظاهرة الحكواتي وكلامه وفروسيته في المقاهي. انتقل الزمن من فعل القول والثرثرة وحكاية عنترة والزير سالم إلى الصورة وتكرار المشهد والبطل الدرامي. انسحب الحكواتي من المقهى وبات "خردة" ثقافية ونوستالجيا ربما تستعمل في بعض المسرحيات المعاصرة، وربما يشكل مادة للكتابة الصحافية أو الروائية لدى بعض عشّاق الحكايات، وأصبح التلفزيون "حكواتي العصر" يقدّم وجبة بصرية دسمة أو فارغة كل مساء، بل في كل وقت. وجبة تجعل المرء ينسى أن شهر رمضان هو للصوم والتعبد. على أن ضمور زمن الحكواتي يشكل علامة على التحولات التي طرأت على المجتمعات وأدوات التواصل والتلقي في رمضان وغيره. ولم يقتصر التحول الرمضاني على اندثار ظاهرة الحكواتي والمسحراتي. فقد طال التغير الواقعين الاجتماعي والإيماني، اذ يتحسر بعض مؤرخي الطقوس الرمضانية والاجتماعية معتبرين أن رمضان فقد وهجه وبريقه، وإن كانت الأجواء والشعائر هي هي، لكن زخمها خفّ كثيراً. حتى أن هناك عادات لم تعد موجودة بل اندثرت وغابت عن الأذهان. ربما يأتي يوم يتحول التلفزيون نفسه إلى خردة مع انتشار ظاهرة مواقع التواصل الاجتماعي: الـ"فايسبوك"، و"تويتر"، و"يوتيوب"، ومنظومة الشبكة الالكترونية المتوفرة على الهواتف النقالة، فيختار كل شخص منها ما يناسب مزاجه أو تطلعاته وأهواءه المسائية.
موائد الرحمن
إذا كانت البرامج السياسية اللبنانية تخفّ وتيرتها وحماقاتها ولغتها على الشاشات في رمضان، فإن غلاة السياسة وأيتامها ودجّاليها يلجأون إلى إمرار كلامهم وخطبهم من خلال الإفطارات السياسية و"موائد الرحمن". لم تعد هذه الظاهرة تقتصر على فريق بعينه، بل باتت منتشرة في كل المدن والقرى، ولدى كل الأحزاب والجمعيات الاسلامية. فالإفطارات الرمضانية صارت حاضرة في الروزنامة الاستهلاكية لمعظم السياسيين المسلمين في الضاحية الجنوبية وبيروت وطرابلس والبقاع وصيدا والجنوب والجبل وعكار، حيث يجد بعض المحترفين سياسياً أو الطامحين للمناصب والجاه في الافطار، فرصة للاستعراض والتواصل مع أكبر قدر من الجمهور الولائمي وحتى الزبائني. هكذا تتحول الوليمة الرمضانية "وجبة سياسية" انتخابية مبهرة بلهجات متوترة وأحياناً "مسمومة" أو "ممسوسة" من هذا السياسي أو ذاك.
أخيراً يمكن القول إن السياسيين حين يقتربون من إيمان المواطنين يفسدونه، ورجال الدين حين يقتربون من السياسة يخربون مسارها بل يفسدونها. علينا أن نتشاءم كثيراً في هذا المجال، لأن اختلاط المقدس اليومي بالسياسة لا يجرّ إلا الويلات، ويجعل السياسة في مكان آخر، أو تنتفي عنها صفة السياسة لمصلحة الغيب والأوهام.
أخبار ذات صلة
في صحف اليوم: تراجع في موقف الجامعة العربية بشأن حزب الله بعد ضغط
2024-07-02 12:25 م 132
جنبلاط متشائم: أستشرف توسيع الحرب*
2024-06-24 09:10 ص 239
لبنان ليس للبيع... مولوي: نرفض الإغراءات المالية لتوطين النازحين*
2024-06-22 09:59 ص 200
تطوّر "لافت"... أميركا تكشف مكان السنوار وقادة حماس في غزة
2024-01-13 09:01 ص 271
خطة غالانت لما بعد حرب غزة.. هذه أهم بنودها
2024-01-04 09:09 م 322
مفوضية الجنوب في كشافة الإمام المهدي خرجت 555 قائدا وقائدة
2017-07-10 10:26 ص 1668
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا

لوائح جديدة للانتخابات البلدية والتحضيرات تنطلق بعد رمضان
2025-03-14 06:41 م

علماء: عثرنا على "سفينة نوح" التي أنقذت البشرية قبل 5 آلاف عام
2025-03-13 05:15 ص

بالصور شخصيات صيداوي في إفطار معراب..
2025-03-08 10:42 ص

بالصور أمسيات رمضانية مميّزة في صيدا بحضور بهية الحريري د حازم بديع
2025-03-08 10:40 ص

بهية الحريري ..مدينة صيدا وصيدا بهية الحريري
2025-03-04 06:14 م

سيدة تخسر مبلغاً ضخماً وتغلق الهاتف في وجه محمد رمضان