19 عاماً ينقصها مناط التكليف تتشارك مع أحد الأحمدين في تسيير مرور صيدا
التصنيف: Old Archive
2010-02-17 09:31 ص 818
ما بين أحمد عقل وأحمد رمضان هوايات متشابهة، يكبر معها الإلتزام الديني ومساعدة الآخرين، مما جعلهما محط محبة الناس واهتمامهم في مدينة صيدا!··
ورغم أن الله سبحانه وتعالى أنعم عليهما بنعمة دخول الجنة بلا حساب ولا عقاب، لأن مناط التكليف <العقل> قلت قدراته لتكبر مكانه عاطفة جياشة، لكن الإلتزام الديني لديهما يكبر، ربما لأن القرب من الباري عز وجل يحتاج الى قلوب تعي المحبة قبل أن تعقلها··
ولكن ما هي هذه الهوايات المشتركة لهما، ولماذا اختارا نفس الهوايات، هل لإثبات قدرتهما أو لمساعدة الآخرين، سؤال يحتاج الى كثير من الوقف عنده، ويتبعه سؤال أخر هل يملكان المقدرة على القيام بمهمتهما على أكمل وجه أو ربما يتفوقان على الأسوياء وكيف يتقبل الناس ذلك؟··
ويبقى السؤال لماذا يريد الشرطيان المتطوعان <أحمد> القيام بواجبهما على أكمل وجه، وما هو المطلوب للإستفادة من خدماتهما المجانية؟··
<لـواء صيدا والجنوب> كان له وقفة مع هذه الظاهرة، وعاد بهذه الإنطباعات··
يكثر الحديث عن شرطي المرور، وما يواجه من مشاكل أثناء القيام بمهامه وما يعترضه من مخالفي أنظمة السير، والتي لا تحتاج الى كثير جهد، كما يشير أحمد عقل بكلمات موجزات <أحمر بتوقف وأخضر بتمشي>، وهكذا يقوم الأحمدين بمهمتهما على أكمل وجه، لكن الذين يظنون أنهم يملكون قدرات أكبر من ذلك، لا يلتزمون لا بالأحمر ولا بالأخضر، ربما لأن التجاوز في بلادنا يعد دليل قدرات خاصة أو تفوق على القانون والمواطن العادي وأصحاب ذوي الحاجات الإضافية··
وهذه ليست هي المرة الأولى التي يستوقفنا فيها قدرات ومهارات ذوي الحاجات الخاصة أو الإضافية، الذين يفاجئون الناس بما يملكون من مخزون وإمكانيات ومهارات تحتاج الى صقل، لكن الهوايات الغريبة تشكل محور اهتمام المجتمع، خصوصاً إذا كان لها صلة بقضايا الناس اليومية·· وخصوصاً ظاهرة السير··
<النقيب أحمد> منذ سنوات، لا يزال <النقيب أحمد> رمضان يقوم بمهمته في شوارع صيدا، فيما يفضل أحمد عقل القيام بهذا الإلتزام الذي فرضاه على نفسيهما، عند مستديرة سهل الصباغ·
وإن كان لنا لقاء سابق نشر منذ سنوات عبر جريدة <اللـواء> مع <النقيب أحمد> رمضان، وما يملك من مهارات متعددة ربما لا يكتشفها الأسوياء، لأنهم لا ينظرن إليه بعين المختلف بل بعيون فوقية لا ترى سوى نفسها·· فإن الإهتمام بظاهرة السير والإلتزام الديني والأداء الفني الملتزم، أمور تلفتك في شخصية أحمد الذي يستطيع بفطرته أن يحدد السيئ والجيد من بين الناس، ولكن <رجاحة عقله> - إن صح التعبير، ورغم ضعف القدرات، كانت عندما عاد الى مكتب الجريدة للحصول على النسخة التي نشرت فيها المقال، فبعد تحديد أسبوعين لنشر الموضوع مع ذكر يوم الأربعاء موعداً لذلك، عاد أحمد الى مكتب الجريدة كعادته، ولكن هذه المرة يحمل معه تجليداً أراد به حفظ المقال كي لا يتلف·· فيما لا يزال حتى يومنا هذا يتابع مهمته بإمتياز··
بساطة وابتسامة أما أحمد عقل، فإن بساطته تظهر جلية بقليل من الكلام يوصل إليك أفكاره، وكيف يقوم بمهمته من خلال معرفة الألوان التي تستطيع تسيير مرور السيارات، لكن الناس لا تلتزم بالقوانين وفي أحد المرات تعرض لحادث وكسرت ساقه، لأن تجاوز الإشارة فن لا يقبل به <عقل>، وهو ما رفضه في حواره البسيط معنا، وكلفه كسر في ساقه حيث تعافى منه سريعاً ليعود الى التزامه بالسهر على راحة الناس ومساعدة شرطي المرور الذي يسمح له بالقيام بذلك، لثقته بأن <عقل> يعرف القوانين جيداً فيما يجهلها أو يتجاهلها بعض الناس! ويحظى أحمد بمحبة الناس له، كيف لا وهو يقبل بكل صديق جديد، بل منذ الوهلة الأولى يتأبط ذراعك ويسير معك الى المسجد بخطوات ثابتة كونه يعرف أين مكانه وما عليه القيام به من واجبات دينية، فيما يلتزم بدوام عمله منذ الصباح وحتى غروب الشمس، تبقى أوقات الصلوات الخمس أمراً أساسياً بالنسبه له، حيث يذهب لأداء الفرائض الدينية، وربما لا يكون مكلفاً بها، لأن العاطفة غلبت على العقل، غير أن حرصه على اتباع العمل الصالح يقوده للإلتزام، ليحظى بمحبة الجميع وخصوصاً كبار السن الذين قد يتذمرون من الشباب وطيشهم، لكنهم يحبون كل ما يقوم به <عقل>·
وممارسته لهواية شرطي المرور لا تأتي عبثية، فهو يعتمر قبعة الشرطي ويضع في فمه صافرة لتوجيه الناس ويقوم بكل الحركات المطلوبة لهذا العمل بإتقان، ولكن يضيف إليها ابتسامته التي تغيب أحياناً عن شرطي المرور الذي يتكبد عناء الوقوف في وهج الشمس وشدة البرد، لكن ابتسامة <عقل> لا تغيب عنه، ربما لأن التطوع في العمل بل عشقه كونه هواية تعطيه كل هذه الحماسة، أو ربما لأن شرطي السير عليه أن يقلل من قدراته الدماغية ليستيعد سعادته، أو حتى يلتزم الناس بالظوابط القانونية، وإن لم يستطع فعليه أن يستلهم من <عقل> كيف يمكن أن تساعد الآخرين وإن ظنوا أنك لا تستطيع، فالألوان هينة لا تحتاج الى <عقل> كي يشرحها مجدداً وتكراراً لنا، والأمر يحتاج أيضاً الى ابتسامة تزول بها الهموم··
سر ودراسة ولكن <عقل>، أبن الـ 19 عاماً، والذي يحسن ادارة شؤونه الخاصة، ضاع في أحد المرات وفقد لفترة أسبوع، ما لبث أن عاد بعدها مجدداً الى منزله، ورغم الأسئلة والإستفسارات يبقى سر غيابه أمر بحاجة الى كثير تمحيص وربما كان طبيعاً، لكن <عقل> لم يكرر هذا الأمر·
واليوم ومنذ فترة قصيرة بدأ عقل يرتاد مدرسة خاصة لذوي الإحتياجات الإضافية لا شك أنها ستساعده على فهم الكثير من الأمور، ولكن أكثر ما نخشاه أن يفهم <عقل> الناس جيداً فلا يعود له سابق حماسته في مساعدتهم على المرور عبر اشارات السير، لأن البعض قد يعتبره غير قادر على ذلك، لكنه يملك كل المهارات المطلوبة وقلب يتحمل مصاعب الحياة بإبتسامة مشرقة··
أخبار ذات صلة
في صحف اليوم: تراجع في موقف الجامعة العربية بشأن حزب الله بعد ضغط
2024-07-02 12:25 م 86
جنبلاط متشائم: أستشرف توسيع الحرب*
2024-06-24 09:10 ص 175
لبنان ليس للبيع... مولوي: نرفض الإغراءات المالية لتوطين النازحين*
2024-06-22 09:59 ص 151
تطوّر "لافت"... أميركا تكشف مكان السنوار وقادة حماس في غزة
2024-01-13 09:01 ص 226
خطة غالانت لما بعد حرب غزة.. هذه أهم بنودها
2024-01-04 09:09 م 276
مفوضية الجنوب في كشافة الإمام المهدي خرجت 555 قائدا وقائدة
2017-07-10 10:26 ص 1622
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا
أطباء يحذرون: لا تجلس على المرحاض لأكثر من 10 دقائق لهذا السبب
2024-11-14 09:31 م
بدر زيدان: لخدمة صيدا وأبنائها وهو يسير على درب والده السيد محمد زيدان
2024-11-14 03:35 م
خليل المتبولي - المحبة بين الناس: جوهر العلاقات الإنسانية في زمن الحرب
2024-11-06 12:23 م
حكم وعبر في الحياة
2024-11-04 10:37 م
بالصور غارة على بلدة الغازية
2024-11-03 01:32 م
من هم أبرز المرشحين لخلافة السنوار
2024-10-19 06:19 ص
كارثة صحية تهدد مستشفيات صيدا بعد استنفاذ مخزونها من المستلزمات الطبية
2024-10-18 09:40 ص
حمام الشيخ في صيدا القديمة يفتح أبوابه لتمكين النازحين من الاستحمام
2024-10-17 03:02 م
مبروك المصالحة مبروك لصيدا وللنائب الدكتور أسامة سعد والمحافظ منصور ضو
2024-10-10 10:39 ص
بالصور تعليق عدد من اللصوص على الأعمدة في وسط الشوارع بالضاحية الجنوبية