×

صيدا مدينة عطشى للحياة .. ترويها حركة العيد

التصنيف: إقتصاد

2013-08-07  04:23 ص  848

 

رأفت نعيم

وأنت تتجول في أسواق صيدا عشية عيد الفطر المبارك هذا العام، تجد نفسك أمام مدينة كانت عطشى للحياة، فوجدت في حركة أسبوع العيد ما يروي بعضا من ظمئها المتراكم بفعل الأحداث الأمنية التي شهدتها قبل شهر رمضان المبارك، إلى جانب تأثّرها المزمن بالأوضاع السياسية والأمنية في البلاد وانعكاسها على الوضع الإقتصادي شللا في بعض القطاعات وجمودا في أخرى.
ففي الوقت الذي بدأت جارتها عبرا تستعيد أبنيتها التي تضررت في الأحداث الأخيرة وتستعيد بالتالي بعضا من أهلها الذين غادروها قسرا، تمهيدا لعودة من تبقّى منهم بعد إنجاز أعمال الترميم، ها هي صيدا اليوم تلاقي عبرا وكل جاراتها في ضواحي المدينة وشرقها وجنوبها وشمالها بذراعين مشرّعين لكل الوافدين، زائرين أو عابرين أو سائحين أو متسوّقين، مؤكدة من جديد أنها مدينة للجميع تتوق للاستقرار وتعبّر عن ميزتها كمدينة للتنوع ضمن العيش الواحد في كل عيد ومناسبة جامعة.
حركة ناشطة تشهدها أسواق صيدا التجارية عشية عيد الفطر المبارك، حيث قرّرت جمعية تجار المدينة وضواحيها فتح المحال التجارية بعد الإفطار وحتى ساعة متقدمة من الليل خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك ولمناسبة اقتراب عيد الفطر.
ويأمل التجار من خلال هذه الحركة الناشطة في أسواق المدينة أن يعوّضوا بعضا من الخسائر التي تكبّدوها جراء الركود الإقتصادي الذي تعانيه مختلف القطاعات، والناجم عن الأزمات والأحداث السياسية والأمنية المتلاحقة، وآخرها على صعيد صيدا أحداث عبرا التي أثّرت نسبيا على حركة الزائرين لصيدا خلال النصف الأول من شهر رمضان المبارك، لكن بدأت المدينة بعدها تستعيد زوّارها وروّادها، لا سيما خلال الليل في أسواقها ومطاعمها ومقاهيها.
الوضع الإقتصادي المتردّي ألقى بثقله على كاهل المواطنين الذين بدأوا يستعدون لإستقبال العيد بشراء مستلزماته، محاولين الإستفادة قدرالإمكان من الحسومات التي وضعها التجار على واجهات مؤسساتهم.
الشريف
ويؤكّد رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف أن "صيدا قد ارتاحت واستعادت بزخم أكبر الحركة داخل الأسواق، وذلك بفضل الجهود التي بذلتها النائب بهية الحريري بعد الأحداث التي شهدتها عبرا وبعد لملمة جراحها، علما أن التواصل بين المدينة والمناطق جنوبا وشرقا وشمالا لم يتوقف، لكن طبعا المدينة كغيرها من المناطق تتأثر بالوضع الإقتصادي المأزوم الذي يلقي بعبئه على المواطن والتاجر في آن".
ويتابع: "لذا كان قرار الجمعية بفتح السوق التجاري ليلا بدءا من الأسبوع الماضي في محله وبالطلب من التجار وضع الحسومات المناسبة التي تراعي أوضاع الناس وبنفس الوقت لا تؤذي التجار ونحن نعلم أن هناك فترة ركود تعانيها مختلف القطاعات، لا سيما القطاع التجاري وهناك أعباء على التجار بسبب هذه الأوضاع".
ويأمل الشريف أن "يستمر النشاط الذي تشهده أسواق صيدا إلى ما بعد الفطر وخلال ما تبقى من فصل الصيف لتعوّض المدينة بعضا ممّا فاتها من حركة سياحية وتجارية".
الأسدي
ويقول رجل الأعمال عماد الأسدي: "نستطيع القول إن الحركة مقبولة على الرغم من المحنة التي مرّت بها صيدا، وأنه حتى الآن تجاوزت الحركة التجارية والسياحية في مركزي "لي مول" و"صيدا مول"، نحو 70 في المئة من الأزمة مقارنة مع الحركة التي شهدتها في هذه الفترة من العام الماضي. لكن لا تزال هناك بعض التأثيرات لما جرى. لذا، نعمل مع فعاليات المدينة وعلى رأسهم النائب الحريري التي تعتبر صمام أمان للمدينة والتي كان لها دور كبير في امتصاص الصدمة وتنشيط الحركة".
ويضيف: "قمنا ببعض التحضيرات لتنشيط الحركة في المركزين، فنظمنا سحبا على سيارات وهدايا لكل قسيمة شرائية تفوق المئة دولار. وهناك إقبال من المناطق كافة، من الجنوب وشرق صيدا وجزين وإقليم الخروب، بعدما كنا شهدنا تراجعا نسبيا لهذا الإقبال في مرحلة معينة"، متوجها بالشكر إلى "فعاليات صيدا وعلى رأسهم النائب الحريري ورئيس البلدية محمد السعودي والشريف لجهودهم في إعادة الحركة إلى المدينة".
ويشير الأسدي إلى أن "بعض المؤسسات تأثرت سلبا بالأوضاع وأقفلت أبوابها، لكن بنسبة محدودة جدا"، لكن بالمقابل بدأنا مؤخرا نلحظ عودة الطلب وإن بخجل على الإستثمار داخل مركزي "لي مول" و"صيدا مول" وجرى تأجير بعض المحال التي كانت أقفلت أبوابها، وبما أن الحركة تصاعدية فإن هذا ما يبعث الأمل".
ويلفت إلى أن "حركة المطاعم والمقاهي بدأت تستعيد حيويتها، لكن ليس بحجم ما كانت عليه في شهر رمضان خلال الأعوام السابقة، إنما بالإجمال جميع القطاعات تشهد حركة طبيعية، وهذا يطمئن إلى إمكانية العودة للسنوات التي كانت صيدا خلالها في أوج نشاطها الإقتصادي والتجاري، وأن صيدا عادت لتؤكد نفسها من جديد مدينة للعيش المشترك والسلم الأهلي متمسكة بمشروع الدولة بمؤسساتها الأمنية والعسكرية كافة، وكانت وستبقى عاصمة للجنوب".
القطب
ويعتبر نائب رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها محمد القطب أن "الوضع الإقتصادي والتجاري في صيدا كما غيرها من المناطق، يتأثر بالأوضاع الأمنية والسياسية، في ظل الفراغ الحكومي وغياب الأمن والأمان والإستقرار، فينعكس على وضع وحركة الأسواق كما على الأوضاع المعيشية للمواطنين، لكن طبعا صيدا اليوم بدأت تستعيد عافيتها وحركتها الطبيعية".
ويقول: "بدأنا منذ أكثر من أسبوع نشهد حركة ناشطة في الأسواق، تزداد وتيرتها كلما اقتربنا من العيد، ونستطيع القول إن الأمور في تحسّن، فصيدا عاصمة الجنوب ومدينة منفتحة على الجميع وستبقى كذلك مدينة لكل الناس".
ويشير القطب إلى "تأثير غياب السيولة لدى المواطنين على النشاط التجاري"، ويقول: "بدأنا نشهد تزايدا في حالات الشيكات المرتجعة أو المؤجلة الإستحقاق نتيجة هذه الأوضاع، كما أن التجار يغطون كلفة مصاريفهم وإيجاراتهم وضرائبهم".

صيدا ـ رأفت نعيم

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا