بعد حوالى شهر ونصف الشهر على انتهاء حوادث عبرا التي خلفت أضراراً جسيمة في مئات الأبنية والوحدات السكنية في منطقتي عبرا وتعمير عين الحلوة، باشرت الهيئة العليا للإغاثة أمس دفع بدلات الإيواء للعائلات التي احترقت بيوتها أو تضررت كلياً ولم تعد صالحة للسكن في هاتين المنطقتين، وهي عبارة عن بدل إيجار يتراوح بين 3 و5 أشهر لكل عائلة من هذه العائلات التي اضطرت لتأمين أماكن بديلة موقتة وفقاً للفترة التي ستستغرقها إعادة بناء أو ترميم بيوتها.
وجرت عملية دفع تعويضات الإيواء للمستفيدين منها على شكل حوالات مصرفية في قاعة بلدية صيدا وبحضور رئيس البلدية بالإنابة ابراهيم البساط وعضو المجلس البلدي محمد قبرصلي. وأشرف على عملية تسليم هذه الحوالات منسق عمليات الهيئة العليا للإغاثة اسماعيل بغدادي واستشاري الهيئة من قبل شركة خطيب وعلمي علي الحاج وذلك وفقاً لكشوفات الهيئة.
وقال الحاج: بناء على توجيهات أمين عام الهيئة العليا للإغاثة العميد إبراهيم بشير، باشرت الهيئة اليوم دفع بدل إيواء للمتضررين في منطقتي عبرا والتعمير. وبالنسبة لباقي المتضررين، أنجزت الهيئة أعمال المسح بمشاركة الجيش اللبناني ويتم جدولة التعويضات المتبقية على أن تدفع لاحقاً وفي أقرب وقت ممكن.
إنجاز في وقت قياسي
في هذا الوقت، أنجزت ورش إعادة البناء والترميم للمباني المتضررة في عبرا، نحو ثمانين في المائة من أعمال الترميم الإنشائي والواجهات لهذه الأبنية في فترة قياسية لا تتعدى الشهر الواحد، وذلك ترجمة لمبادرات رسمية ووطنية وأهلية، حيث تتكفل الدولة اللبنانية ممثلة بالهيئة العليا للإغاثة الترميم الانشائي، ويتم ترميم واجهات الأبنية من قبل مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة بهبة من الرئيس سعد الحريري حيث تتولى الشركة العامة للبناء والمقاولات جينيكو تنفيذ هذه الأشغال، الى جانب مبادرة جمعية فرح العطاء وحملة "معاً نرمم الجراح" ومؤخراً مبادرة منتدى الأعمال الفلسطيني ـ اللبناني.
وقال مدير مشروع إعادة بناء وترميم عبرا من قبل شركة جينيكو رفيق شافي: نحن كما وعدنا في إطار مبادرة الرئيس سعد الحريري بدأنا بالترميم وبتأهيل الواجهات. هناك جزء كبير أنجز، أي تقريباً حوالى 80 في المئة من الواجهات أنجزت، والقسم الذي تبقى هو أمور إنشائية مصابة بأضرار كبيرة كمبنى المعرض الهندي. وهناك مبنى آخر اضطررنا أن نهدم سقوفياته، وهذه ستنجز خلال شهر، لأن صب الباطون والتدعيم يستدعي أن نبقي السقالات معلقة 21 يوماً بعد صب السقوفيات. والأقسام الباقية تظهر لدينا أمور متضررة قليلاً من بعض شظايا الرصاص وشظايا القذائف وهذه موجودة خارج المربع الذي نحن موجودون فيه الآن وأيضاً نقوم بترميمها. أما الأمور الداخلية الإنشائية التي كلفنا بها من الهيئة العليا للإغاثة أيضاً فنقوم بكل التفاصيل بحسب الشروط الموضوعة ومنها مبنى المعرض الهندي الذي ندعّم الأعمدة التي كانت موجودة والمتضررة وسنهدم السقف الأول ونعيد بناءه من جديد، فيما بقية الأبنية التي كانت أعمدتها متصدعة كلها أنجزت.
وعن نسبة الإنجاز قال: كواجهات أتصور أننا أصبحنا في نسبة الـ80 في المائة تقريباً، وأيضاً النسبة نفسها كأعمال إنشائية.
وكانت عبرا شهدت خلال عطلة عيد الفطر عودة بعض العائلات بعد ترميم بيوتها المتضررة جزئياً، فيما ينتظر القسم الأكبر من العائلات المتضررة بيوتها بشكل كلي، إنجاز أعمال إعادة البناء والترميم لتعود بشكل نهائي.