×

موقع الفرير الأثري ينبض بمكتشفات جديدة

التصنيف: تقارير

2013-08-29  10:05 ص  717

 

 صيدا ـ رأفت نعيم

عاصمة الجنوب صيدا على موعد في الثالث من أيلول/ سبتمبر المقبل مع معرض أثري لتقديم خلاصة خمسة عشر عاماً من إخراج مخزونها التاريخي والحضاري الذي كشفت عنه حتى الآن أعمال التنقيب التي تقوم بها بعثة المتحف البريطاني في "موقع الفرير" الأثري بإشراف المديرية العامة للآثار، حيث يقام المعرض الذي تنظمه جمعية أصدقاء المتحف الوطني البريطانية اللبنانية برعاية وزارة الثقافة وبدعم من جمعية فيليب جبر في الطبقة الأولى من مكتب المديرية العامة للآثار المحاذية للموقع المذكور في صيدا القديمة، حيث سيتسنى لزائري المعرض التعرف على حقبات صيدا التاريخية منذ الألف الثالث قبل الميلاد وما كان مجهولاً منها من خلال أهم 43 قطعة أثرية اكتشفت خلال السنوات الـ15 الماضية وبهدف التعرف على أهمية الإرث الثقافي والتاريخي للبنان، ويستمر المعرض حتى الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر 2013. 
ويتزامن هذا المعرض مع ظهور مكتشفات جديدة كشفت عنها أعمال التنقيب المستمرة من قبل فريق المتحف البريطاني في موقع الفرير، أهمها جزء من سور قديم لمدينة صيدا يعود للقرون الوسطى وقطعة نقدية تعود للعصر العباسي في عهد الخليفة المنصور ورأس زجاجة ملونة تعود للعهد الفينيقي.
كلود ضومط سرحال
وتقول المشرفة على أعمال التنقيب في البعثة البريطانية الدكتورة كلود ضومط سرحال: "في العام 1998 منحت المديريّة العامة للآثار في لبنان امتيازاً للمتحف البريطاني للقيام بأعمال تنقيب في "موقع الفرير" في صيدا. وكان مدير عام الآثار سابقاً موريس شهاب قد استملك العقار في الستينات من القرن الماضي بهدف البحث العلمي وإتاحة المجال لأعمال تنقيب منهجية بعيداً عن الضغوط الإنمائية والعمرانية. وتُعتبر حفريات "موقع الفرير" أحد أهم مشاريع التنقيبات الأثرية المُدنية في لبنان، الذي يُبرز للزوّار تسلسلاً للأحداث التاريخيّة على مدى خمسة آلاف سنة، بدءاً من نهاية الألف الرابع قبل الميلاد إلى فترة العصور الوسطى".
وتضيف: "المعلومات التاريخية عن صيدا لم تكن كافية في الماضي ولكن بعد خمسة عشر عاماً من التنقيبات التي قام بها المتحف البريطاني بالتعاون مع المديرية العامة للآثار في لبنان تم اكتشاف حضارات تعود إلى نحو خمسة آلاف سنة وأصبحت الفترات الزمنية التاريخية كافة محددة ومحفوظة في موقع "الفرير". لذلك وبهدف التعرّف على أهمية الإرث الثقافي والتاريخي للبنان، يتم تنظيم هذا المعرض الذي يتفرّد بإظهار طريقة عيش أسلافنا الصيدونيّين كما أعاد إحياءها فريق من علماء الآثار، وأراد المنظمون من خلاله أن يعطوا فكرة لأهالي صيدا عن هذه المكتشفات التي تمّ التنقيب عنها خلال الخمسة عشرة سنة، والتي كانت حصيلتها 1400 قطعة جهزت لعرضها في متحف صيدا المستقبلي.. لكن لن نعرض الـ1400 قطعة وإنما سنعطي فكرة عمّا حصل خلال الـ5000 سنة من خلال أهم 43 قطعة... سيحكي المعرض تاريخ صيدا الذي هو تاريخ لبنان وتاريخ هذا الشاطئ، البحر المتوسط والمواصلات، تاريخ ناس تمسّكوا بأرضهم ولم يتركوها على مدى آلاف السنين وهذا المعرض يبدأ من حقبة الـ4000 قبل الميلاد وينتهي في العصر العباسي".
وعن أهمية المكتشفات التي تظهر في موقع الفرير وجديدها تقول: "موقع الفرير يعطينا صورة متكاملة ومترابطة عن تاريخ صيدا تبدأ من نهاية الألف الرابع قبل الميلاد إلى العصر الذي بنيت فيه القلعة البحرية أي العصر العباسي. وفرق عمل المتحف البريطاني تتوزع حسب الحقبات التاريخية داخل الموقع، فهناك فرقة تعمل على العصر الكنعاني وفرقة تعمل على عصر الـ2000 قبل الميلاد ونتوسع أكثر وأكثر إلى بداية الألف الأول الذي يعطينا فكرة جديدة عن صيدا والعصر الروماني والإسلامي ونكمل الفكرة أننا نعيد كتابة تاريخ صيدا ونضيء عليه.. وهذه الفكرة عاماً بعد عام نفهمها أكثر عن الطبقات التي نكتشفها وأهمية استمرارية العمل أننا نتعمق بهذا التاريخ ونستطيع أن نرى كذلك التاريخ بوضوح".
وتضيف: "جديد المكتشفات جزء من سور صيدا من عهد الصليبيين مثل الأعمدة الرومانية كأننا نرى قلعة صيدا البحرية. وقطعة نقدية صكت في عهد الخليفة العباسي المنصور كتبت عليها عبارة "لا إله إلا الله"، ورأس زجاجية ملونة تظهر فنّ الحفر والزخرفة في العهد الفينيقي. ولا يزال هناك الكثير من المكتشفات الهامة التي سيفاجأ بها زوار المعرض". 
فاعليات المعرض
وسيترافق المعرض مع مشاغل للفخار لتصنيع أوان خزفية تشبه تلك التي صنعها وتاجر بها أسلافنا ومقارنتها مع القطع القديمة"، ومدرسة للخط حيث يمكن تعلم كتابة وقراءة لغات الأجداد التي استعملوها منذ آلاف السنين، وقسم لتعلم التنقيب كعلماء الآثار بالإضافة إلى إمكانية اكتشاف كنوز مطمورة منذ زمن.
ويسعى المعرض إلى إشراك عدد كبير من تلاميذ المدارس والطلاب وسيتم تنظيم مسابقة رسم بعنوان "أسلافنا كانوا مثلنا" وسيقوم التلاميذ بزيارة الموقع الأثري للتعرف على طريقة عيش أجدادنا وايجاد النقاط المشتركة بين العادات القديمة والحديثة ليقوموا بعدها بتجسيدها برسم من ابتكارهم.. وسيتمكن زوار المعرض من مرافقة علماء الآثار إلى الموقع الأثري ومتابعة أعمال التنقيب كما يمكنهم التسجيل في ورش عمل خاصة بالأعمال الخزفية والخط. وقد تمّ التعاون مع مؤسسة "فابريانو" لتنظيم مسابقة في الرسم بين طلاب المدارس وسيتم توزيع جوائز علمية قيّمة على الفائزين.
ويُقدّم المعرض لمحة عن متحف صيدا المُستقبلي الذي سيحتوي على 1400 قطعة أثرية تمّ اكتشافها في موقع الفرير.
صيدا ـ رأفت نعيم

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا