لا عصافير تحلّق في أسواق صيدا
التصنيف: إقتصاد
2013-09-11 05:56 ص 574
صيدا ـ رأفت نعيم
لا يشبه الوضع في أسواق صيدا التجارية حالياً نفسه في أي من محطات أو مراحل مرت على المدينة وأسواقها في فترات سابقة، فحالة اللاحرب واللاسلم التي يعيشها لبنان وما يترتب عليها من أجواء أمنية وتدابير احترازية تشمل مختلف المرافق والقطاعات تنعكس حالة جمود في الأسواق عموماً وفي صيدا أيضاً، الأمر الذي دفع بالتجار كما برواد السوق مؤخراً الى إطلاق الصرخة الى المعنيين بضرورة إعادة النظر في التدابير المتخذة فيه أو التخفيف من وطأة هذه التدابير، وآخرها ما أعلنه رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي عن تزويد شرطة بلدية صيدا بجهاز متطور لكشف المتفجرات استقدم من ألمانيا بالتعاون مع جمعية تجار صيدا وضواحيها، وذلك استكمالاً للخطة الأمنية التي تم الاتفاق عليها مع القوى الأمنية والعسكرية وشرطة البلدية، ولا سيما في السوق التجاري والقاضية أولاً بالسماح للسيارات بالدخول إلى السوق لإنزال الركاب بعد تحديد مسار واحد لها بحيث تدخل من مكان وتخرج من مكان واحد، ويتم تكليف عناصر شرطة البلدية او أمن خاص بتنظيم عملية عبور كل سيارة على حدة بعد تعريضها للجهاز المخصص لكشف المتفجرات على أن تتم هذه العملية عند مدخل السوق أي شارع الأوقاف. والنقطة الثانية التي تتضمّنها الخطة إعادة فتح المواقف الثلاثة داخل السوق التجاري أمام سيارات أصحاب المؤسسات التجارية والعاملين فيها بعد أن يتم تنظيم تصاريح خاصة بكل سيارة تحت إشراف جمعية التجار.
السعودي
ويقول رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي في هذا السياق: "هناك خطوات بدأت تترجم على الأرض من شأنها أن تخفف من حدة التدابير المتخذة في السوق ومحيطه وهي لا تقتصر أساساً عليه بل تتعداها وإن بنسب متفاوتة الى مختلف أحياء وشوارع المدينة".
ويضيف: "سيقوم ضابط متخصص من قوى الأمن الداخلي خلال الأيام القليلة المقبلة بتدريب عناصر شرطة البلدية على استخدام جهاز متطور لكشف المتفجرات تم استقدامه حديثاً، كجزء من الخطوات التي تحدثنا عنها والتي في شقها التنظيمي واللوجستي تقع على البلدية وفي شقها الأمني تقع على القوى الأمنية والعسكرية"، معرباً عن ارتياحه "لتزامن هذه الخطوة مع إزالة عربات وبسطات الخضار في السوق التجاري والتزام أصحاب هذه العربات بقرار البلدية".
وفيما تبقى العوائق والشرائط التي تزنر جانبي شوارع السوق التجاري والأحياء الداخلية للمدينة على حالها، تعول جمعية التجار بالدرجة الأولى على تفهم التجار كما المواطنين لهذه التدابير المتخذة بهدف الحفاظ على الأمن والاستقرار، وفي المقابل على بعض الخطوات التي توصلت اليها مع البلدية والقوى الأمنية للتخفيف من تأثير هذه التدابير على الحركة التجارية والسياحية من دون أن يقلل ذلك من مستوى الحذر والأمان الذي ترمي اليه هذه التدابير.
الشريف
وإذ يبدي رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف رضاه على التفاهم الذي تم التوصل اليه مع التجار الذين كانوا يعترضون على ما وصفوه حينها بالمبالغة في التدابير المتخذة والذي تضمّن عدة نقاط بدأت تترجم عملياً على ارض الواقع، يشير الى أن "اولى هذه الخطوات التي نأمل ان تريح الوضع في السوق هي استقدام جهاز الكشف على المتفجرات لفحص السيارات الداخلة الى السوق، وحالياً يتم بحث الية دخول السيارات والمسار الذي ستسلكه ومن سيقوم بمراقبة حسن تنفيذ هذه الخطوة لتسهيل دخول وخروج سيارات المواطنين". وبموازاة ذلك يضيف الشريف "هناك فكرة تخصيص اصحاب المحال والعاملين فيها بتصاريح لسياراتهم لإيقافها في مواقف زيدان والمطرانية والزعتري وغيرها داخل السوق، حيث تم حتى الآن تسجيل نحو 250 بطاقة تصريح لسيارات عائدة لتجار وعاملين مداومين في السوق وذلك تحت اشراف جمعية التجار".
القلب النابض... متوعك
والسوق التجاري لصيدا لا يمثل بالنسبة للكثيرين عصباً تجارياً واقتصادياً للمدينة فحسب، بل هو قلبها النابض اذا ما خفق ضجت فيها الحياة، واذا ما تأثر او توعك توعكت وهو أيضاً المكان الذي يتلاقى ويتفاعل فيه ابناء الوطن من مختلف المناطق والطوائف والاتجاهات في مجالات التجارة والمهن الحرة والعلاقات اليومية... ولذلك فإن بعضهم يرى ان ما اتخذ من تدابير عند مداخل السوق وفي شوارعه الداخلية وان كان مبرراً من الناحية الأمنية حفاظاً على استقرار المدينة وسلامة أبنائها والوافدين إليها والعابرين فيها، فهو من النواحي الأخرى يواجه صعوبة في تقبل الناس له.
"لا نعرف إن كنا في حالة حرب أو حالة سلم"... يقول محمد نصار وهو رب أسرة قصد السوق مع ولديه لتجهيزهما للمدرسة، "فالوضع يؤثر على الجميع وليس فقط على هذا السوق أو غيره... الهاجس الأمني يلاحق الجميع وحتى في البيوت حيث يتردد البعض في السماح لأبنائهم بالخروج الى السوق او غيره وذلك لحين جلاء الأمور بالنسبة للوضع في لبنان ومن حولنا".
ويقول محمود عيسى الذي يعمل داخل السوق التجاري: "في الماضي عندما كانت تقع أحداث أمنية كان السوق يتأثر لبعض الوقت فتتراجع الحركة فيه أو يقفل أبوابه حتى اليوم التالي، ليعود الوضع الى طبيعته... لكن اليوم، ليس فقط الحركة مشلولة داخل السوق بل الحياة هي المشلولة، حتى السيارات والمواطنين الذين كنا "نتونس بهم" يترددون في دخول السوق بسبب هذه الأجواء وحالة الترقب والحذر الأمني المسيطر على البلد".
لا عصافير في السوق!
ويعتمد مصطفى المصري (مزين للرجال) عادة على زبائنه الذين يقصدونه من خارج وسط المدينة التجاري ومن الضواحي، كون صالون التزيين العائد له يقع في عمق السوق التجاري... يقول مصطفى: "ان اكثر من خمسين في المائة من زبائني يترددون في الحضور بعد التدابير الأمنية التي اتخذت في السوق"، وينقل عن بعضهم قوله انه "يضطر لإيقاف سيارته على بعد مئات الأمتار من السوق التجاري ليقصد محله سيراً على الأقدام ليقص شعره... وهذه هي حالهم اليوم ونحن في الصيف، فكيف هي الحال في الشتاء!"، يتابع مصطفى بلسان زبونه: "فالمواقف غير متوافرة وإن توافرت فهي غير كافية وبالكاد تتسع لسيارات أصحاب المحلات والموظفين فقط".
ويستدرك مصطفى قائلاً: "اذا لم تطل المشكلة، فيمكن تحمل شهر أو شهرين ولكن الكارثة هي اذا طالت... حتى الآن هناك تأرجع بنسبة خمسين في المائة في الحركة داخل السوق، واذا استمر الوضع كذلك فعدد كبير من المؤسسات سيقفل او سينتقل الى خارج السوق".
وقبل أن ينهي كلامه يقاطعه جاره التاجر الذي كان ينتظر لقص شعره قائلاً: "الزبون عصفور طيار اذا لم نلتقطه طار... ولكن في ظل الوضع الذي نعيش... لا عصافير تحلّق في أسواق صيدا!!
أخبار ذات صلة
مدينة صيدا وسطروا محضري ضبط بحق الافران
2024-11-12 01:06 م 83
التعويض على العمال واجب وطني من قبل الدولة وأرباب العمل
2024-11-06 12:14 م 55
ناشدت بلدية صيدا في بيان، "أصحاب المولدات الخاصة في صيدا و جوارها، بسبب الأوضاع الراهنة
2024-11-02 05:37 ص 83
67 مليون دولار… إليكم خسائر “أوجيرو” و”ألفا” و”تاتش” جراء الإستهدافات الإسرائيلية
2024-10-22 10:40 ص 64
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا
أطباء يحذرون: لا تجلس على المرحاض لأكثر من 10 دقائق لهذا السبب
2024-11-14 09:31 م
بدر زيدان: لخدمة صيدا وأبنائها وهو يسير على درب والده السيد محمد زيدان
2024-11-14 03:35 م
خليل المتبولي - المحبة بين الناس: جوهر العلاقات الإنسانية في زمن الحرب
2024-11-06 12:23 م
حكم وعبر في الحياة
2024-11-04 10:37 م
بالصور غارة على بلدة الغازية
2024-11-03 01:32 م
من هم أبرز المرشحين لخلافة السنوار
2024-10-19 06:19 ص
كارثة صحية تهدد مستشفيات صيدا بعد استنفاذ مخزونها من المستلزمات الطبية
2024-10-18 09:40 ص
حمام الشيخ في صيدا القديمة يفتح أبوابه لتمكين النازحين من الاستحمام
2024-10-17 03:02 م
مبروك المصالحة مبروك لصيدا وللنائب الدكتور أسامة سعد والمحافظ منصور ضو
2024-10-10 10:39 ص
بالصور تعليق عدد من اللصوص على الأعمدة في وسط الشوارع بالضاحية الجنوبية