×

حمل وجع اللجوء من فلسطين الى اليرموك الى عين الحلوة

التصنيف: المرأة

2013-09-14  09:03 ص  434

 

صيدا ـ رأفت نعيم

رغم معاناة اللجوء الأول من فلسطين الى سوريا، والثاني من سوريا الى لبنان، ورغم الظروف المعيشية المأسوية لآلاف العائلات الفلسطينية النازحة من سوريا الى مخيمات صيدا، لا تزال فلسطين بالنسبة الى هؤلاء هي الوجهة وهي الوطن الأول والأخير الذي منه أخرج الأجداد قسراً، وبه يرتبط الآباء والأبناء والأحفاد هوية وتراثاً وتوقاً دائماً للعودة.. ولا تزال القدس والأقصى لهؤلاء القضية التي في سبيل بقائها وحمايتها والدفاع عنها والرجوع اليها يوماً تهون كل العذابات.
وإذا كانت وجوه المعاناة الفلسطينية التي ترافق النازحين من سوريا الى لبنان تختلف وتتفاوت بين عائلة وأخرى وحالة إنسانية أو صحية وأخرى، فإن بعض هؤلاء حفزته المعاناة على الإبداع، فعبر عن تعلقه بفلسطين الأرض والوطن والمقدسات والقضية من خلال مجسمات عملاقة للمسجد الأٌقصى وقبة الصخرة استقطبت الزائرين من قريب ومن بعيد.
داخل خيمة في تجمع للنازحين الفلسطينيين في مخيم عين الحلوة يقطن محمد أحمد عمران مع زوجته وأربعة من أولاده الذين قدم واياهم من مخيم اليرموك في سوريا لاجئاً هرباً من جحيم الحرب هناك، بعدما كان لجأ الى هناك صغيراً مع والديه مهجراً حينها من الصرفند في حيفا فلسطين.
رغم همومه اليومية وأعباء تأمين العيش الكريم وأدنى مقومات الحياة لأسرته، تبقى لدى "أبو عمران" مساحة لا ينافسها شيء بين انشغالاته، وهي تعلقه بوطنه فلسطين وبالقدس، وهو اختار ومن موقع المعاناة نازحاً، أن يعبر عن هذا التعلق بصنع مجسم عملاق للأقصى وقبة الصخرة في باحة معرض تراثي داخل مخيم عين الحلوة.
يقول أبو عمران "نحن عائلة مؤلفة من أب وأم وستة أولاد، اثنان منهم متزوجان، ونعيش كمهجرين في مأساة لا توصف، وصلت وعائلتي في 14 شباط الماضي من مخيم اليرموك وأعطونا فور وصولنا الى عين الحلوة خيمة داخل ما يسمى مخيم الكرامة للمهجرين، لكن لا علاقة لاسمه به فهو مخيم المأساة بكل ما للكلمة من معنى. ورغم المأساة التي نعيشها كلاجئين فلسطينيين مهجرين من سوريا لا تزال القدس في قلوبنا وفلسطين تسكننا ولا تزال أمنيتنا الأولى والأخيرة العودة والموت على تراب أرض فلسطين".
ويضيف: "الفكرة تراودني منذ زمن، وفي كل مرة تتصاعد فيها وتيرة محاولات التهويد الإسرائيلية للقدس والأقصى.. وأردت من خلال هذا العمل أن أذكر العالم العربي والإسلامي بأهمية القدس التاريخية ولنقول لهم أن لا يتركوها وحدها".
ويتابع: "الحياة صعبة جداً علينا كنازحين، فلا أحد يلتفت الى أوضاعنا، ولا فرص عمل لنشتغل ونعيل أسرنا.. لم نأتِ الى لبنان طلباً لمساعدة أو حصة تموينية وما شابه.. بل إن لدينا كرامة وعزيمة وإيماناً بأننا سنعود يوماً وقادرون على الحياة والنهوض مجدداً من تحت الركام".
وعن كيفية تأمين تكلفة المجسم الذي صنعه قال: "لقد استغرق العمل في هذا المجسم 45 يوماً، واستخدمت فيه مواد مختلفة ومكلفة، ورغم ذلك لم يساعدني مادياً لا مؤسسة ولا أفراد، وأنفقت عليه من جيبي رغم أوضاعنا الصعبة، لكن القدس غالية علينا ونفديها بأرواحنا.. وعلى الأقل شعرت أني أقوم بشيء تجاهها".

صيدا ـ رأفت نعيم

 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا