×

المدارس أطلقت خطة طوارئ لتأمين سلامة الطلاب والأهالي

التصنيف: صحة

2013-09-17  02:57 م  771

 

 سامر زعيتر:
عام دراسي جديد يدق أجراسه، إيذاناً بالعودة إلى المدرسة، ومعه تكبر الهواجس التي يعيشها الأهل والطلاب، يضاف إليها خطورة الوضع الأمني على طول امتداد الوطن، والمخاطر المحدقة بالمنطقة...
وفي الوقت الذي اتخذت فيه إدارة بعض المدارس قراراً بالفتح المبكر، فإن المدارس الأخرى قررت فتح مدارسها بالمواعيد المقررة تحسّباً لحدوث طارئ، كل ذلك استدعى عقد لقاءات لمدراء «الشبكة المدرسية لصيدا والجوار» لطرح الهواجس الأمنية وتأمين انطلاقة آمنة، مع الأخذ في الاعتبار الاحتياطات والتدابير الأمنية المناسبة...
إجراءات تتطلب التأكد من السيارات وتدقيقها، فضلاً عن تحديد اتجاه سيرها والإستعانة بقوى الأمن أو الشرطة البلدية لمنع الازدحام، إضافة إلى تركيب كاميرات للمراقبة، وقبل كل ذلك الاتكال على العناية الإلهية...
«لـــــواء صيدا والجنوب» التقى عدداً من القائمين على العمل التربوي في مدينة صيدا، وعاد بهذه الانطباعات...

عادوا إلى المدرسة في يومهم الأول، حيث كانت السعادة بادية على وجوه الأطفال ومعهم الأهل، سعادة بلقاء الأصدقاء وصحبة الأهل، لم يخفها الصغار، فيما الكبار الذين سرّوا برؤية أولادهم يعودون إلى مقاعد الدراسة، كانت مخاوفهم أكبر.
أخذ الاحتياطات اللازمة
مشهد ربما اعتاد عليه البعض، لكن اليوم بات الهاجس الأمني يحيط بهم من كل حدب وصوب، وربما تعدى التدابير التي اتخذتها المدارس، حيث العائلات وضعت على أهبّة الاستعداد لحدوث أي طارئ ليس في المدينة وحسب، لا بل في المنطقة برمتها.
{ وعن الاستعداد لبدء العام الدراسي أوضح رئيس «جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية» في صيدا المهندس هلال قبرصلي «أنه قد تم تحديد فتح مدارس «جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية» في صيدا وبدء السنة الدراسية ابتداءً من يوم السبت المقبل بالرغم من شعورنا بحساسية الموضوع الأمني في المدينة».
وقال: «كذلك عقدت النائب بهية الحريري لقاءً مشتركاً لمدارس «الشبكة المدرسية لصيدا والجوار» حضره مدراء مدارس جمعية المقاصد وشارك فيه مندوب عن قوى الأمن الداخلي ورئيس المنطقة التربوية، تمّ فيه الاتفاق على فتح كافة المدارس في مواعيدها المقررة على أن تؤخذ الاحتياطات حول المدارس وعلى مداخلها بالطرق المناسبة وعلى أن يشمل ذلك: منع وقوف السيارات على مداخل المدارس، تحديد اتجاه سير السيارات عند بوابات المدارس لتخفيف ازدحامها، تواجد عناصر من قوى الأمن أو الشرطة البلدية عند الانصراف».
وأضاف: «من بين هذه الإجراءات تركيب شبكة كاميرات مراقبة حول وعلى مداخل كل مدرسة ترصد بشكل مستمر حركة السيارات والمشاة. وتكليف موظف أو أكثر في كل مدرسة لمراقبة تنفيذ منع وقوف السيارات والاتصال بقوى الأمن عند الضرورة. والنظر في إمكانية وصل كاميرات المراقبة بجهاز مركز في قوى الأمن الداخلي».
وختم المهندس قبرصلي: «إن «جمعية المقاصد» تؤكد لأهالي طلابها في كافة مدارسها أنها تتابع هذا الموضوع بكل جدّية، وهي قد بدأت فعلاً بتحضير استدراج عروض لتركيب كاميرات المراقبة».
الشراكة ما بين قوى الأمن والمواطن
استعدادات لبداية العام الدراسي، استبقها البعض الآخر ببداية الدراسة منذ الأسبوع الأول للشهر الحالي، حيث تحوّلت المدارس إلى خلية نحل لاستقبال الأهالي، ومعهم الطلاب، وتوجيههم إلى الصفوف في اليوم الأول من الدراسة، كل ذلك سبقه جهود لتأمين سلامة العام الدراسي وإدخال الطمأنينة للأهالي.
{ وعن بداية العام الدراسي أشار رئيس «مدرسة الفنون الإنجيلية» في صيدا الدكتور جان داود إلى «أن المثل الايرلندي يقول: «حين تقسو الحياة، فما عليك إلا أن تكون أقسى منها».. هذا حالنا في التربية في لبنان وفي صيدا بشكل خاص وكأنّ التحدّيات التربويّة لا تكفينا، فإذا بالهاجس الأمني يطفو فوق الأحداث ويفرض نفسه عبئاً إضافياً. إلا أنّ يقظة أبناء صيدا والجنوب وتجذرهم بالانتماء الوطني وحصانتهم العميقة ضد كل أنواع التفرقة، أنقذتهم من الوقوع في كل أنواع المؤامرات الدخيلة علينا».
وأضاف: «ها نحن اليوم مع بدء العام الدراسي، نشكر الله تعالى على عنايته وحمايته لنا، لننعم ببدء عام دراسي آمن وطبيعي وفي أجواء مشجّعة للغاية على كافة الصعد الرسميّة والأهليّة. وبهذه المناسبة نشكر القوى الأمنية بكل فئاتها على تفهّمها لهواجس المواطنين الأمنيّة وعلى طرح موضوع الشراكة ما بين قوى الأمن والمواطن العادي بحيث ينظر كلّ منّا للآخر على أنّه شريك أساسي يسهّل الواحد أمور الآخر».
وتابع: «إن تفاؤلنا الأصيل هذا لا يعفنا من اليقظة والانتباه الدائم بدءاً بوسائل الإعلام ورفع الصوت عالياً ضد إثارة الانفعالات والأحاسيس إلى التقيّد التام بقوانين السير، والتعليمات التي تصدرها المراجع الأمنيّة وكذلك أيضاً إلى التعاون مع البلديّات وإرشاداتها، وتعليمات وزارة التربية فيما يخص المدارس والمؤسّسات التربوّية».
وختم الدكتور جان داود: «بالتحليل الأخير، إن كلّ مجتمع ناجح وآمن يعتمد على المواطن الصالح في المقام الأوّل، لأنّ المواطن الصالح يؤمّن مجتمعاً صالحاً ومؤسّسات صالحة ومواصلات صالحة وبيئة صالحة وخدمات صالحة، وهذا كلّه يؤول الى الطمأنينة وراحة البال التي ننشدها جميعاً».
تدريب الطلاب وتعاون الأهالي
استكمال التحضيرات، سبقها لقاءات متعددة لبحث سبل تأمين سلامة الطلاب والأهالي من جهة وعدم الازدحام من جهة أخرى.
{ وعن استكمال التحضيرات لبداية العام الدراسي رأى مدير «مدارس الإيمان» في صيدا كامل كزبر أنه «جرت العادة في بداية كل عام أن ينشغل رجال التربية بالأولويات التعليمية كالمناهج وخطط العمل، بينما يهتم الأهل في تأمين لوازم المسيرة التعليمية لأبنائهم واتخاذ ما يلزم لعام جديد، لكن دوام الحال من المحال، ففي هذا العام أصبح الهاجس الأكبر تأمين الناحية الأمنية، وإذا كان الله تعالى يقول: «الذي أطمعهم من جوع وآمنهم من خوف»، فإننا أحوج ما نكون في هذه الأيام إلى الأمن الاقتصادي والأمن النفسي وحتى الجسدي».
وقال: «نحن على أبواب العام الدراسي نشعر بأنها بداية حزينة إن لم تكن مؤلمة بعد سقوط ضحايا أبرياء في طرابلس والضاحية وما ترتب على ذلك من خوف ورعب وحذر وترقّب في بقية المناطق، وأمام هذا الواقع المرير كان لا بدّ من بعض الإجراءات الوقائية ومنها: وضع كاميرات مراقبة حول المدرسة، تنظيم خطة السير والوقوف أمام المدرسة، تأهيل وصيانة الطوابق بحقائب الإسعافات الأولية وخراطيم إطفاء الحريق».
 وأضاف: «إضافة إلى ذلك العمل على تدريب الطلاب منذ بداية العام على طرق مواجهة حالات الكوارث ومنها: حصول إشكال داخل المدينة وانقطاع الطرقات أو حدوث توتر داخل المدرسة، انفجار داخلي مباشر أو خارجي لصيق بالمؤسسة، تواتر الأنباء عن وجود عبوة قابلة للانفجار وتنظيم عمل الإدارات في المؤسسة في حالات الكوارث».
وختم كزبر: «إننا من منطلق الحرص على سلامة الجميع ندعو الأجهزة الأمنية في الدولة إلى تكثيف جهودها، لأن المسؤولية الأولى تقع عليهم، وذلك بوضع خط ساخن فعّال لأخذ ملاحظات المواطنين والتبليغات المتعلقة بالأمن، آملين تكثيف برامج حماية المدارس. كما نأمل من الأهالي الكرام التعاون والالتزام بالرسائل التي نوجهها المدرسة، كل ذلك من أجل تأمين الأمن والسلامة للجميع».

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا