×

صيدا تفتقد زبائن المناطق وتأمل بعودة الحياة الطبيعية

التصنيف: إقتصاد

2013-09-18  05:50 ص  697

 

سامر زعيتر:اللواء
غالبية من أبناء المجتمع، تشكّل حجر الزاوية فيه، وتتحرك مع عودتها الى مقاعد الدراسة العجلة الاقتصادية برمّتها، فما يكاد ينقضي عام دراسي حتى يأتي آخر، لتبدأ سلسلة لا متناهية من الخطوات العملية ومعها دورة اقتصادية جديدة...
فبعد تسديد الرسوم الدراسية، لا بد أن يأتي دور المكتبات، التي استعدت جيداً لتأمين كافة مستلزمات الطلاب وذويهم، استعدادات سبقها تحضير من قبل المدارس في وضع قوائم الكتب، فيما القرطاسية تُبقي الخيار مفتوحاً أمام الطلاب لاتخاذ القرار المناسب فيه، ولكن!...
ما بين الكتب والقرطاسية، خيارات عدة قد يُراعي في بعضها النواحي الاقتصادية والمعيشية من جهة والجمالية والمتانة من جهة أخرى، لكن ماذا عن انعكاس الأوضاع الاقتصادية والأمنية على عملية البيع والشراء، وما تبعها من اجراءات مشددة داخل السوق التجاري لمدينة صيدا؟ وما هي أساليب الاستقطاب والجذب الذي تعتمدها المكتبات؟ ويبقى السؤال الأهم كيف السبيل لإستعادة زبائن بقية المناطق؟!...
«لـواء صيدا والجنوب» جال على عدد من المكتبات في مدينة صيدا وعاد بهذه الانطباعات...


تخفيف الإجراءات الأمنية
بالانتقال ما بين مكتبة وأخرى، ترى الازدحام هو السمة الغالبة على المكتبات مع بداية العام الدراسي الجديد، لكن اقفال الطرقات المؤدية إلى السوق التجاري أثّر على حركة البيع والشراء فيها، فيما تخفيف هذه الاجراءات أعاد الحركة الى المكتبات.
وفي «المكتبة العصرية» عند شارع فخر الدين، كان الازدحام هو السمة الغالبة على المكان.
{ مدير «المكتبة العصرية» محمود قبلاوي قال: «لا شك أن هناك أزمة كبيرة بسبب ارتفاع الأقساط المدرسية، الأمر الذي أنعكس على قدرة الأهالي على تأمين المستلزمات الدراسية من كتب وقرطاسية، حيث ارتفعت أسعار الكتب الى ما يقارب 6.5%، أما الأقساط فكانت زيادتها أكبر إضافة الى الزي المدرسي. من هنا نرى البعض يشتري جزءا من احتياجاته ويؤجّل الباقي للشهر المقبل، فمن كان يستطيع شراء دزينة أقلام، يكتفي اليوم بقلمين وهكذا دواليك، ومن يشتري الكتب لا يستطيع شراء الحقيبة المدرسية. وسبب ارتفاع تكلفة الكتب هو ارتفاع أسعار الورق عالمياً، فيما القرطاسية حافظت على سعرها، ولكن ما زاد الوضع سوءا هو الإجراءات الأمنية في السوق التجاري التي أدت الى تقليص الطلب بنسبة 70%، لكن بعد مناشدة أصحاب المحال وعودة الاستقرار تم تخفيف هذه الاجراءات، ونحن عمدنا الى فتح المكتبة حتى منتصف الليل وكذلك أعلنا الاستعداد لتأمين الطلبات للمنازل لتعويض ما فات من موسم».
{ بدوره محمد عبد الله قال: «أعمل في المكتبة منذ شهر ونصف الشهر، وطبعاً الهدف من العمل هو مساعدة الأهل خلال هذه الفترة التي تحتاج فيها المكتبات إلى مساعدين نظراً للإقبال على الشراء من قبل الأهالي، ولكن لا شك أن الفترة الماضية تأثرت الحركة التجارية في السوق التجاري جراء الإجراءات واليوم نشهد حركة شبه طبيعية بفعل تخفيف هذه الإجراءات».
الأهالي ينتظرون آلية توزيع الكتب
{ المشرف على «مكتبة عسيران» جواد كوثراني قال: «مع بداية العام الدراسي لا بد من الاقبال على شراء الكتب، فمهما كانت التطورات الأمنية، فإن هذا الواقع لا يتغيّر ولكنه يتأثر، فإذا عدنا بالذاكرة الى الوراء وتحديداً عند الاجتياح الإسرائيلي للبنان، أو الاعتداءات المتكررة عليه، فإن التعليم لم يتوقف في لبنان، وعاد الناس الى حياتهم الطبيعية مع بداية العام الدراسي، واليوم نشهد عودة الاقبال بعد اطمئنان الناس للأوضاع الأمنية بسبب التوافق على عدم توجيه ضربة الى سوريا، لأن الحركة التجارية كانت متأثرة بالتطوّرات والأحداث في المنطقة».
وأضاف: «أما المدارس الرسمية فإن حركتها لم تبدأ بعد، ولا يزال الأهالي ينتظرون آلية توزيع الكتب وهل ستكون مجانية أم لا؟! من هنا نرى الاقبال من قبل المسجلين في المدارس الخاصة، ولكن لا شك أن اقفال السوق التجاري في مدينة صيدا ومنع دخول السيارات إليه بفعل الواقع الأمني أثر على الحركة التجارية فيه، بالرغم من أن المكتبة تقع على مقربة من موقف للسيارات عند مدخل السوق، لكن هناك العديد من زبائن المفرق لم يرغبوا في تكبّد عناء المشي أو الخضوع للإجراءات الأمنية المشددة لأجل شراء حقيبة أو كتاب، مما جعل العديد من الناس تقبل على الشراء من المكتبات خارج الأسواق التجارية. أما اليوم مع تقليص الاجراءات الأمنية في السوق التجاري، فإن هذا الأمر ساعدنا على البيع، ونحن خلال الفترة الماضية اعتمدنا على البيع بالجملة، بعد التواصل مع الزبائن لإطلاعهم على كيفية الوصول الى مواقف السيارات».
خسارة زبائن المناطق
{ موقف مماثل عبّر عنه القائمون على مكتبة سمير خاسكية داخل السوق التجاري بالقول: «لقد أثّر الوضع الأمني والإجراءات على السوق التجاري، ولكننا لا زلنا في بداية الموسم ومع تخفيف هذه الاجراءات نأمل خيراً، لكن الملاحظ أن الاقبال كان في السابق من جميع المناطق وخصوصاً من الجنوب وبيروت، ولكن اليوم لا نرى رجلاً غريبة».
أما انتشار المكتبات بعيداً عن الأسواق التجارية والاجراءات الأمنية المشددة، فشكّل فرصة للبعض للإستفادة، لكن الهم المشترك كان في خسارة الزبائن من المناطق الأخرى.
{ صاحب «مكتبة كاعين» محمود كاعين قال: «أعمل في هذا المجال منذ 67 عاماً، ولكن يمكن وصف العام الحالي بالأسوأ، لأن المخاوف من التفجيرات انعكست سلباً على الحركة التجارية، ولكن نلاحظ تحسّن الواقع بفضل التطوّرات في المنطقة والتوافق على عدم ضرب سوريا، وإن كان البعض يريد الضربة، لكن الغالبية هي مع عدم تأثر لبنان بالوضع الراهن في المنطقة. وطبعاً الاقبال يتأثر بالأحوال الأمنية، ففي ظل الحرب الأهلية اللبنانية كان الاقبال ضعيفاً، أما اليوم فنرى الواقع أفضل، حيث عاد الطلاب الى المدارس».
وعن بقية المشاكل قال كاعين: «ما يلاحظ أن النقص في الكتب المدرسية بات ظاهرة طبيعية لأن أصحاب الكتب لا يملكون المال الكافي لطباعتها، فينتظرون بداية العام لمعرفة مقررات المدارس مما يعذّب الناس قليلاً، ولكن الأمور تستقر لاحقاً. والمكتبة، بسبب وقوعها على مشارف السوق التجاري، لم تتأثر بالإجراءات الأمنية المشددة داخل السوق بل كان واقعها أفضل من غيرها، لكن الوضع الاقتصادي في المدينة تأثر كثيراً بسبب المآسي والحوادث، إلا أن صيدا تبقى نموذجاً مميّزاً، فالجميع أهل بلد واحدة يحبون بعضهم البعض، ولكن كانت صيدا في السابق «عاصمة الجنوب»، وبسبب الظروف المأساوية تأثرت الحركة التجارية في المدينة وباتت المدن والقرى الجنوبية تتمتع بالاكتفاء الذاتي».
تراكمات.. وتوافق سياسي!
واقع يؤكده الزبائن أيضاً، فهذا العام كانت غالبيتهم من مدينة صيدا على عكس الأعوام الماضية.
{ بكري جلول قال: «الوضع في صيدا متذبذب، ففي بعض الأحيان نرى الأوضاع الأمنية غير مستقرة بسبب المخاوف، وفي بعض الأحيان يعود الاستقرار الى المدينة، ومنذ أيام تم تخفيف الاجراءات الأمنية في المدينة وفتح الطريق أمام السيارات، الأمر الذي أعاد الحركة التجارية الى السوق التجاري بعد خسارة التجار أكثر من 70% من زبائنهم، فنأمل أن يستقر الوضع الأمني، خصوصاً أن موسم المدارس ينعكس إيجاباً على الحركة التجارية في المدينة».
{ بدوره محيي الدين حفوظة أشار إلى «أن الوضع الاقتصادي ينسحب على كل القطاعات وليس على القطاع التربوي وحسب، فالضائقة الاقتصادية هي نتيجة تراكمات متعددة، تشتد مع بداية العام الدراسي، وتلقي بظلالها على الأهل، وكل ذلك سببه فشل الدولة، التي نحمّلها مسؤولية كل ما يحدث، لذلك يجب إعادة الحياة السياسية من خلال الانتخابات وتشكيل الحكومة، والتصالح بين الزعماء كي نتخلص من «القرف» الذي نعيشه، فلا نستطيع القول أن الوضع سيئ وحسب، بل نحن نعيش «حالة قرف» للأسف الشديد، ولكن نأمل خيراً بأن يعود الأمن والاستقرار الى لبنان كي يستطيع الناس اكمال حياتهم بالطريقة الصحيحة».

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا