×

لبنانيون يركبون الخطر والموج هرباً من البؤس تقفل في وجوههم أبواب الدول فيتسلّلون إليها

التصنيف: Old Archive

2013-09-28  06:05 ص  523

 

ارتدت امس عكار عباءة حزن ودخلت في حداد مفتوح الى حين معرفة مصير عائلاتها الذين غرق معظم افرادها في بحر اندونيسيا خلال توجههم الى اوستراليا لدخولها بطريقة غير شرعية. هربوا بفعل ضيق الحال والفقر والحرمان والوضع المأسوي في لبنان. يقول الخبير الاقتصادي والباحث في شؤون الهجرة الدكتور بطرس لبكي إن الهجرة غير الشرعية قديمة العهد انتشرت خلال الحروب والازمات اللبنانية، خصوصاً منذ العام 1975، وكان يصعب الحصول على تاشيرة للهرب من الحرب، فأخذ الهاربون يلجأون سياسياً الى بلد ما، وابرز الدول التي كان يهاجر اليها اللبنانيون المانيا وكندا والولايات المتحدة واوستراليا. ولم تكن هناك قاعدة اساسية في التنقل لوصولهم الى اراضي تلك البلاد، فقد تكون برية او بحرية او جوية.

المانيا كانت اكثر بلد هاجر اليه اللبنانيون خلال الحرب، كانوا يدخلون بلجوء سياسي، بحجة انهم مضطهدون من محتل اسرائيلي او من الفلسطينيين او السوريين او ميليشيات معينة. استمرت الظاهرة حتى انتهاء الحرب، وخفت حدتها بعد ذلك، لانه لم يعد ثمة مبرر للحصول على اللجوء السياسي. فأغلقت الدول أبوابها، واختفت تماماً الظاهرة بعد العام 2005.
يشير لبكي الى ان اوستراليا لم تعد تستقبل المهاجرين بلجوء سياسي. واللبنانيون يهاجرون اليوم اليها بهدف الدخول بطريقة غير شرعية، واذا نجحوا في التسلل، فيبحثون عن عمل ويحاولون شرعنة وجودهم، وفي حال ضبطتهم السلطات الاوسترالية ترحلهم الى خارج البلاد. عادة يصل هؤلاء الى اندونيسيا بطريقة شرعية، وينتقلون منها بالقوارب من أقرب جزيرة في اندونيسيا الى الشاطئ الاوسترالي. ويلفت الى لبنانيين يحصلون على تأشيرات سياحية في لبنان وبعد دخولهم اوستراليا يعملون بطريقة غير قانونية الى حين شرعنة وضعهم او ترحيلهم.
لهذا النوع من الهجرات خطورة كبيرة، خصوصاً انها تكون في غالبها عبر البحر، حيث المهاجر معرض للغرق، او لهجوم من قراصنة ينتشرون في بحر اندونيسيا وماليزيا ينتهي بقتلهم او اختطافهم او اقله بالنصب عليهم.
يؤكد لبكي ان "لا ارقام لمثل هذه الانواع من الهجرة، بل تبقى غالبيتها غامضة"، ويشير الى عكار على أنها اكثر منطقة يهاجر اهلها الى اوستراليا، وكذلك الضنية والمنية وطرابلس.
قضية غرق اللبنانيين العكاريين ذكرت المؤرخ الدكتور حسان حلاق بحادثة غرق سفينة "تايتنك"، عام 1912 وكان على متنها مهاجرون لبنانيون الى اميركا، ويشير الى ان العهد العثماني وفترة الانتداب الفرنسي شهدا حالات غرق عدة، خصوصاً للتجار اللبنانيين الذين كانوا يتنقلون عبر قوارب بدائية من طرابلس وبيروت وصيدا وصور، الى الاسكندرية ودمياط ورشيد في مصر.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا