اللبنانيون في المقابر ببحر الهجرة الغادر
التصنيف: المرأة
2013-09-28 06:15 ص 1311
لم تعد الهجرة، طوق نجاة للبنانيين الذين نقلوا خشب الأرز الى العالم عن طريق البحر، فإذا بهم يعلقون في فخ العبّارات والسفن غير الشرعية من أجل البحث عن حياة جديدة في البلاد البعيدة، لم يصلوا الى الشواطئ الأسترالية، أطفال ونساء بلدات عكارية لا يعرفون السباحة ولم ينقذهم أحد، رجال استطاعوا تخليص أنفسهم والضعفاء ابتلعهم بحر أندونيسيا... في بيروت المعنيون مشغولون، وزير الخارجية ليس على السمع انه خارج لبنان، ومصير العشرين أو الثلاثين أو الأربعين أو الخمسين أو الستين أو السبعين لبنانياً ليس مهماً، المعلومات الرسمية غائبة، فقط اجتهادات ولا من مصدر يمكن الاتكال عليه.
حادثة غرق اللبنانيين أمس قبالة أندونيسيا حارقة، أصعب من حادثة كوتونو، عندما سقطت الطائرة التي كانت تقل لبنانيين الى بيروت، فالبحر خادع لا يمكن أن يغرك مظهره الخارجي، وهدوؤه وصفاء مياهه، ليس حقيقياً أحياناً، إذ في لحظة يمكن أن ينقلب فيغضب وتثور أمواجه وتمتد لتبتلع كل ما يصادفها، الرمل والأرصفة والأشجار والناس.
اللبنانيون الحالمون بوطن جديد، قرروا الذهاب من أجل الحياة، فدفعوا الثمن حياتهم، أما الأموال التي اقتصدوها ربما للحشرة وجمعوها من عرق جبينهم ودفعوها لمن أغراهم بحلول لمعاناتهم اليومية في قراهم التي تعاني البطالة والحرمان والأجواء المسمومة التي لا تبشرهم سوى بالمستقبل الأسود. لبنانيون دفعوا ثمن موتهم لم تنجهم أحلامهم من الغرق. فاجأهم الموت في بحر أندونيسيا، "التيتانيك" لم تصمد أمام تقلبات البحر فكيف بعبارة صغيرة تسقطهم في بطن البحر وتخطف أحلامهم، فيقضون ضحايا حب الحياة والكرامة والعدالة والحق، بعيداً من حياة الذل في وطنهم وفقدان الأمان وأشباح الفقر التي تظلل يومياتهم.
كما كنا نسمع عن غرق المغاربة أو غيرهم من المصريين أو السودانيين أو السوريين أخيراً في البحار الإسبانية أو عند الشواطئ اليونانية أو القبرصية، ولم نكن نخاف على اللبنانيين، فهم لا يهاجرون بطرق مخالفة للقوانين الدولية ولا يغامرون هكذا، الفقراء هم وحدهم من يقوم بمثل هذه الأعمال، واللبنانيون كانوا حتى يوم أمس محصنين ضد الهجرة غير الشرعية، مما يطرح السؤال، هل صار الفقر يقض مضاجع اللبنانيين حتى يغامروا بعائلاتهم وأطفالهم؟ هل أصابهم العجز عن تأمين العيش اللائق والكريم بحدوده الدنيا في بلادهم ليذهبوا في رحلة خطرة لا يعودون منها إلا مكفنين؟
كارثة جديدة، أهالي عكار ضحايا الحرمان والإهمال والخوف ربما من الآتي... الآتي من وراء الحدود السائبة ومن أمان مفقود وانتقام محتمل.
فاطمة حوحو
أخبار ذات صلة
لقاء حواري للهيئة النسائية الشعبية في التنظيم الشعبي الناصري حول " دور المرأة في زمن الحرب"
2024-08-18 09:01 م 216
شابة عمرها 35 عاماً تكسب نصف مليون دولار وهي في منزلها
2024-06-22 05:09 ص 309
الهيئة النسائية الشعبية في التنظيم الشعبي الناصري تعايد بشهر رمضان المبارك
2024-03-13 12:32 م 230
الهيئة الوطنية للمرأة في مدينة صيدا وبمناسبة يوم المرأة العالمي
2024-03-09 05:55 م 219
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا
أطباء يحذرون: لا تجلس على المرحاض لأكثر من 10 دقائق لهذا السبب
2024-11-14 09:31 م
بدر زيدان: لخدمة صيدا وأبنائها وهو يسير على درب والده السيد محمد زيدان
2024-11-14 03:35 م
خليل المتبولي - المحبة بين الناس: جوهر العلاقات الإنسانية في زمن الحرب
2024-11-06 12:23 م
حكم وعبر في الحياة
2024-11-04 10:37 م
بالصور غارة على بلدة الغازية
2024-11-03 01:32 م
من هم أبرز المرشحين لخلافة السنوار
2024-10-19 06:19 ص
كارثة صحية تهدد مستشفيات صيدا بعد استنفاذ مخزونها من المستلزمات الطبية
2024-10-18 09:40 ص
حمام الشيخ في صيدا القديمة يفتح أبوابه لتمكين النازحين من الاستحمام
2024-10-17 03:02 م
مبروك المصالحة مبروك لصيدا وللنائب الدكتور أسامة سعد والمحافظ منصور ضو
2024-10-10 10:39 ص
بالصور تعليق عدد من اللصوص على الأعمدة في وسط الشوارع بالضاحية الجنوبية