صيدا – أحمد منتش

1 تشرين الأول 2013

لم يعد الانقسام السياسي الحاد حكرا على الفاعليات السياسية والدينية في مدينة صيدا، واذا كان هذا الانقسام يبدو طبيعيا ومبررا بين اهل السياسة في آرائهم ومواقفهم وميولهم، فهو من دون شك لا يبدو مبررا على الاطلاق بين العائلة الواحدة التي تجمعها المعاناة الواحدة والاهداف والاخطار ولقمة العيش الواحدة.

منذ اشهر وصيادو الاسماك في صيدا يعيشون انقساما حادا بعدما دخلت عليهم السياسة من بابها الواسع وفرقتهم بين موال لـ"تيار المستقبل" وموالين لـ"التنظيم الشعبي الناصري" والدكتور عبد الرحمن البزري، وايضا لـ"حزب الله" الذي كما يبدو دخل بقوة من خلال مساعدتهم على تحسين اوضاعهم المادية والاجتماعية والمعيشية، ودعم "لائحة التغيير" التي نافست اللائحة المدعومة من "المستقبل" في آخر انتخابات لاعضاء النقابة، من دون ان ينجح في ايصال اي مرشح منها، بحيث فازت النقابة بالانتخابات، برئاسة الرئيس السابق ديب كاعين المؤيد لـ"المستقبل".

اضراب واعتصام
صباح امس، نفذ الصيادون المرشحون في "لائحة التغيير" اضرابا من دون مشاركة نقابتهم، وانطلقوا بمراكبهم البحرية في اتجاه السنسول الذي يشاد للمرفأ التجاري ولمرفأ اليخوت عند المدخل الجنوبي لصيدا وتمكنوا من وقف الاعمال الجارية، معتبرين ان الاعمال تقضي على الثروة السمكية. وشاركهم في الاعتصام لبعض الوقت الامين العام لـ"التنظيم الشعبي" اسامة سعد الذي اعلن تضامنه مع تحركهم وتأييده الكامل لمطالبهم. ودعا الحكومة والوزارات المعنية الى "العمل في اسرع وقت لتدارك النتائج الكارثية لمشروع سنسول مرفأ اليخوت على مصدر رزق الصيادين، ووقف الاضرار". وشدد هشام العوجي باسم "لائحة التغيير" على استمرار التحرك وتصعيده، في حال عدم تجاوب الدولة مع المطالب، مشيرا الى "ان التحرك يأتي احتجاجا على بناء سنسول مرفأ اليخوت الذي ادى الى القضاء على البرك الوحلية داخل مياه البحر التي تشكل مكانا لتكاثر الاسماك".

السعودي
وحمل رئيس بلدية صيدا محمد السعودي المعتصمين تبعة تعطيل العمل في مشروع انشاء المرفأ التجاري الكبير لمدينة صيدا، وقال في بيان: "ان من يطلق على الاعمال الجارية لانشاء المرفأ التجاري انها لاقامة ميناء لليخوت، فان هذا يدل على خبثهم، لان المشروع هو اقامة ميناء تجاري يحتوي على 450 مترا طوليا من الارصفة التي ستستقبل البواخر المتوسطة الحجم، وهناك قسم مخصص لاقامة ميناء سياحي لليخوت على جانب الكورنيش البحري، حيث تجري الاعمال لاقامة مرفأ يليق بمدينة صيدا وهي تنتظره منذ اكثر من 50 عاما".
ودعا جميع السياسيين والفاعليات في صيدا الى "ان يقولوا رأيهم صراحة في انشاء المرفأ التجاري للمدينة ويجيبوا عن السؤال: هل هم مع انشاء هذا المرفأ التجاري ام لا؟".
وكان عدد من الصيادين عمدوا ليل الاحد – الاثنين الى اقفال باب سوق السمك في ميناء صيدا لتعطيل العمل فيه، وتدخل صيادون من النقابة لكسر القفل وحصل تضارب بالايدي بين الجانبين. وحضرت الى المكان قوة أمنية وعسكرية عملت على ابقاء السوق مفتوحة، الا ان الحركة في داخلها كانت شبه مشلولة امس.

"الجماعة"
واستغربت "الجماعة الاسلامية" في بيان "التحرك غير المبرر الذي قام به بعض الصيادين رفضا لمشروع انشاء المرفأ تحت عناوين غير صحيحة، مما يؤكد الخلفيات السياسية والكيدية الضيقة"، وتمنت على كل القوى السياسية الصيداوية "الترفع عن المصالح الحزبية الضيقة لمصلحة المدينة واستقرارها وامنها واقتصادها وتنميتها ورفاهية ابنائها، في ظل هذه الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد".