اثار استغلال "التنظيم الشعبي الناصري" لمطالب صيادي الاسماك في صيدا، للتصويب على المشاريع الانمائية في المدينة، حالة من الاستياء في الاوساط الصيداوية وفي اوساط الصيادين انفسهم، كونه افقد هذه المطالب طابعها الاجتماعي باستغلالها سياسيا، في الوقت الذي تقوم نقابة صيادي الاسماك بتحرك نقابي باتجاه الجهات المعنية من اجل متابعة تحقيق هذه المطالب والحفاظ على حقوق الصيادين.
فقد نفذت "لائحة التغيير" المدعومة من "التنظيم الناصري" في انتخابات نقابة صيادي الاسماك في صيدا اعتصاما احتجاجيا على مشروع المرفأ التجاري الجديد للمدينة والذي قالت انه يحرمها من مصدر رزق اساسي لها في البحر، حيث توجه المعتصمون بمراكب الصيد الى السنسول العائد للمشروع، وقاموا بتعطيل الاشغال فيه عبر القاء احدهم اصبع ديناميت باتجاه السنسول. وجاء هذا التحرك غداة اقدام عدد من صيادي التنظيم الناصري على اغلاق سوق السمك في المدينة بالقوة قبل ان يعود القضاء المختص ويأمر بفتحه.
وكان اللافت في الاعتصام، ان معظم الصيادين المشاركين فيه فلسطينيون، وكانت المفارقة مشاركة اصحاب بسطات بيع السمك المنتشرة بشكل عشوائي على البولفار البحري المحاذي للميناء والذين يحظون بتغطية من التنظيم الناصري.
سعد
وسجل خلال الاعتصام دخول مباشر لأمين عام التنظيم الناصري الدكتور اسامة سعد على خط مطالب الصيادين ومحاولته استغلالها بما يخدم توجهاته السياسية وذلك عبر تحريضه للصيادين المحسوبين عليه بتصعيد تحركهم ضد مشروع المرفأ التجاري.
والقى سعد كلمة خلال الاعتصام تضمنت انذارا ضمنياً فقال: "انتم اعطيتم المعنيين الانذار الاول بانتظار ايام معدودة انتم تحددونها وترون الوقت المناسب، اما ان يكونوا تحدثوا معكم وبدأوا بتلبية هذه المطالب واما..".
النقابة
بالمقابل، رفضت نقابة صيادي الاسماك في المدينة استغلال مطالب الصيادين سياسيا، واعلنت تشكيل لجنة نقابية لمتابعة هذه المطالب بالأطر المناسبة. وقال امين سر النقابة نزيه سنبل: نحن كنقابة صيادين اتخذنا قرارا من اجل تشكيل لجنة نقابية ونقوم بتحركات ابتداء من بلدية صيدا وحتى كل الزعماء لوضعهم بالاجواء التي تحصل في مرفا صيدا، فاذا كان هناك حق مكتسب للصيادين نعمل على استحصال الحق حتى يكون كل الصيادين مرتاحين. وبالنهاية نقابة الصيادين تهتم لامر كل الصيادين. ونحن نرفض اي استغلال سياسي لموضوع الصيادين لتحقيق مكاسب سياسية لبعض السياسيين ايا كانوا. نقابة الصيادين ليس لديها خلفية سياسية، نحن نعتبر انفسنا عائلة واحدة كصيادين متعايشين ونعمل لجميع الصيادين دون استثناء او تحيز. وعندما نطالب بحقوقنا نطالب بحقوق كل الصيادين بدون استثناء.
السعودي
ورد رئيس بلدية صيدا محمد السعودي على تحرك التنظيم الناصري في موضوع الصيادين فقال في بيان صادر عنه: إن من يطلق على الأعمال الجارية لإنشاء المرفأ التجاري بأنها لإقامة ميناء لليخوت، فإن هذا يدل على خبث مطلقي هذا العنوان، لأن المشروع هو إقامة ميناء تجاري يحتوي على 450 مترا طوليا من الأرصفة التي ستستقبل البواخر المتوسطة الحجم. وهناك قسم مخصص لإقامة ميناء سياحي لليخوت إلى جانب الكورنيش البحري، حيث تجري الأعمال لإقامة مرفأ يليق بمدينة صيدا وهي تنتظره منذ أكثر من 50 عاما. فضلا عن أن إقامة هذا المرفأ التجاري من شأنه أن يحرر ميناء الصيادين ليبقى استخدامه محصورا بالصيادين.
واضاف: أدعو جميع السياسيين والفاعليات في صيدا لأن يقولوا رأيهم بصراحة في إنشاء المرفأ التجاري لمدينة صيدا، وهل هم مع إنشاء هذا المرفأ أم لا؟. لا أتصور أنه يوجد صيداوي مخلص لا يرضى لمدينته أن يكون فيها ميناء تجاري حديث أسوة بجميع المرافئ الساحلية على الشاطئ اللبناني مثل بيروت وطرابلس وصور وجبيل وجونية والجيه والبترون وغيرها.
وقال: أستغرب الحملة المفاجئة على إنشاء المرفأ الآن علما بأن الأعمال إنطلقت منذ أكثر من سنة ونصف، فلماذا تحريك هذا الأمر الآن ولمصلحة من؟. أن من يقف ضد إنشاء ميناء تجاري يليق بمدينة صيدا لا يستأهل أن يكون من أبناء صيدا المخلصين.
الجماعة الاسلامية
وشدّدت الجماعة الاسلامية في صيدا على أن "كل المشاريع الإنمائية التي باشرت البلدية تنفيذها لا سيما مشروع إزالة جبل النفايات بكل تفاصيله ومشروع إنشاء المرفأ التجاري، تعتبر من أهم المشاريع الإنمائية الكبرى التي طال انتظارها والتي تعود على المدينة وأبنائها بالخير الكثير على المستوى الصحي والبيئي والاقتصادي والتجاري".
واستغربت الجماعة في بيان "التحرك غير المبرر الذي قام به بعض الصيادين رفضاً لمشروع إنشاء المرفأ تحت عناوين غير صحيحة، ما يؤكد الخلفيات السياسية والكيدية الضيقة". وتمنت على كل القوى السياسية الصيداوية "الترفع عن المصالح الحزبية الضيقة لصالح المدينة واستقرارها وأمنها واقتصادها وتنميتها ورفاهية أبنائها في ظل هذه الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد بشكل عام".