ضرب زلزال بلغت قوته 8.8 درجة جنوب وسط تشيلي في وقت مبكر من صباح امس مما أسفر عن ‏سقوط اكثر من مئة قتيل على الأقل وانهيار منازل ومستشفيات كما هدد بوقوع أمواج مد ‏عاتية.‏
وذكر تلفزيون تشيلي إن مبنى مكونا من 15 طابقا انهار في مدينة كونسيبثيون أكثر المدن ‏تضررا من الزلزال حيث اشتعلت النيران في مبان وانهارت جسور وحدثت تشققات في الشوارع.
‏تناثرت سيارات انقلبت على جسر لحقت به اضرار على طريق سريع.‏
وهرول الناس إلى شوارع امتلأت بأنقاض المباني وزجاج البيوت المدمرة وشعر كثيرون بالرعب ‏من توابع الزلزال القوية وهم يحاولون يائسين الاتصال بأصدقائهم وأسرهم.‏
وصدرت تحذيرات من حدوث أمواج مد عاتية في كثير من المناطق المطلة على المحيط الهادي بما في ‏ذلك ولاية هاواي الأميركية واليابان وروسيا.‏
وقال وزير داخلية تشيلي إدموندو بيريث إن إنه تأكد مقتل 82 شخصا على الأقل ولا يزال من ‏المحتمل الإعلان عن مزيد من القتلى ولكنه لم يتوقع أن يزيد إجمالي عدد القتلى كثيرا عن ذلك.
‏وسقطت خطوط الهواتف وانقطعت الكهرباء مما يجعل من الصعب تقييم الأضرار في المنطقة القريبة ‏من مركز الزلزال.‏
وتشيلي أكبر منتج في العالم للنحاس وأوقف الزلزال عمليات الانتاج في اثنين من المناجم ‏الكبيرة بالقرب من العاصمة.‏
وقال رجل للتلفزيون المحلي من مدينة تيموكو حيث ألحق الزلزال أضرارا بمبان وأرغم ‏العاملين بمستشفى إقليمي على إخلاء المستشفى «لم أشهد في حياتي قط زلزال كهذا ..
يبدو أنها ‏نهاية العالم».‏
وذكرت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن الزلزال وقع على بعد 115 كيلومترا شمال شرقي ‏مدينة كونسيبثيون على عمق 35 كيلومترا الساعة 3.34 صباحا بالتوقيت المحلي (43:06 ‏بتوقيت غرينتش).‏
كما تضررت بشدة العاصمة سانتياغو التي تقع على بعد 320 كيلومترا شمالي مركز الزلزال.
‏وأغلق مطار العاصمة الدولي لمدة 24 ساعة على الأقل فيما دمر الزلزال ممرات للمشاة ‏وتساقط الزجاج من الأبواب والنوافذ.‏
وتقع المنطقة الرئيسية في انتاج النحاس وكذلك بعض من أكبر مناجم النحاس في العالم في أقصى ‏شمال البلاد بالقرب من حدودها مع بيرو ولكن هناك أيضا مستودعات هائلة من النحاس بالقرب ‏من سانتياغو.‏
وأوقف الإنتاج في منجمي لوس برونسس والسولدادو المملوكين لشركة التعدين العالمية أنغلو ‏أميركان في أعقاب الزلزال بينما استمر العمل كالمعتاد في منجم اسكونديدا أكبر منجم ‏للنحاس في تشيلي.‏
وتنتج تشيلي حوالي 34 في المئة من امدادات النحاس في العالم.‏
وقالت باشيليت إن موجة هائلة ضربت جزر خوان فرنانديز.‏
وقالت باشيليت التي كانت في طريقها للمنطقة الأكثر تضررا من الزلزال إنه جرى أيضا إجلاء ‏السكان من المناطق الساحلية في جزيرة إيستر النائية وهي مقصد سياحي على المحيط الهادي.‏
وأصدر مركز التحذير من أمواج المد العاتية بمنطقة المحيط الهادي تحذيرات من أمواج في أنحاء ‏المحيط الهادي محذرا دولا في أميركا اللاتينية ومناطق بعيدة مثل ولاية هاواي الأمريكية وكذلك ‏اليابان وروسيا والفيليبين وإندونيسيا كما صدر تحذير أيضا لجزر بولينيزيا الفرنسية في ‏جنوب المحيط الهادي.‏
وتقول هيئة المسح الجيولوجي الأميركية إن زلزالا قوته ثماني درجات أو أكثر يمكن أن يسبب ‏‏«أضرارا هائلة».
والزلزال المدمر الذي ضرب عاصمة هايتي بورت أو برنس في 12 كانون ‏الثاني بلغت قوته سبع درجات.‏
وحدث انقطاع للكهرباء في أنحاء متفرقة من العاصمة ولا تزال الاتصالات مقطوعة مع المنطقة ‏القريبة من مركز الزلزال.
وقال مسؤولو طوارئ إن المباني في الأحياء التاريخية في مدينتين ‏في جنوب البلاد لحقت بها أضرار كبيرة.‏ ‏ (رويترز)‏