صيدا ـ رأفت نعيم

يبدو حلول فصل الشتاء بالنسبة لمدينة تحيط بها المياه من كل جانب، حدثاً سنوياً يستحق الاستعداد له ولما يمكن ان يحمله من مفاجآت.. فالبحر أمامها، ومجاري الأنهر تزنرها، فكيف اذا اكتملت هذه الخارطة المائية بشتاء يتوقع الكثيرون هذا العام ان يكون قاسيا ومثقلا بأمطاره وسيوله..!! خاصة وان صيدا شهدت مع بداية فصل الشتاء من العام الماضي فيضانات غمرت بعض الطرقات الرئيسية واجتاحت بعض البيوت والمؤسسات التجارية كون كميات الأمطار التي هطلت حينها فاقت قدرة القنوات المائية على استيعابها، ما دفع بالمعنيين سواء في محافظة الجنوب او بلدية صيدا الى اطلاق خطة طوارئ دائمة للتحرك في مواجهة اية تداعيات لأمطار وعواصف الشتاء القادمة.
السعودي: تنظيف القنوات أول الغيث
"لا مشكلة لدى مدينة صيدا على صعيد جهوزية قنواتها المائية لإستقبال فصل الشتاء، ولكن لا احد يستطيع معرفة حجم وكمية الأمطار التي سيحملها الشتاء المقبل وما اذا كانت ستفوق قدرة هذه القنوات على استيعابها". الكلام لرئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي اثر اجتماع لفريق عمله البلدي لإعطاء التوجيهات فيما يتعلق بورش تنظيف قنوات تصريف مياه الأمطار والقنوات المائية الداخلية في المدينة، هذه الورشة التي بدأت قبل نحو اسبوعين ولا تزال مستمرة بشكل يومي وهي حسب السعودي أول الغيث بانتظار غيث السماء لاختبار مدى قدرة هذه القنوات على استيعاب كمية الأمطار المتساقطة وما اذا كانت هناك مشاكل قد تنجم عن ذلك.
ويتابع السعودي في حديثه لـ"المستقبل": "بناء على تجربتنا خلال السنوات الماضية، فإن صيدا هي من المدن التي وان حدثت فيها اية مشكلات ناجمة عن مياه الأمطار او السيول، تتم معالجتها في وقت قياسي وبالتنسيق مع اجهزة الدولة الرسمية ومع الدفاع المدني والصليب الأحمر وكافة المؤسسات الاغاثية والتي من المعروف ان صيدا تتميز بنشاط هذه المؤسسات في الأيام العادية فكيف في مواجهة الأزمات والكوارث الطبيعية، وان شاء الله يحل الشتاء ويمر من دون خسائر او مشاكل او اعباء اضافية على المواطنين".
ويضيف: "هناك كما ذكرت تدابير بدأنا بها، وبعضها نقوم بها كبلدية وبعضها مشترك مع البلديات الأخرى من خلال الاتحاد، ولكن بالنهاية الأمر يرتبط بمدى قساوة الشتاء وكمية الأمطار المتوقع هطولها، وهذا علمه عند الله، وما علينا الا ان نكون على جهوزيتنا في هذا الاطار".
بوضاهر: توجيهات الى البلديات
من جهة ثانية يؤكد محافظ الجنوب نقولا بوضاهر والذي يتولى رئاسة اتحاد بلديات صيدا الزهراني بالوكالة ان كل الاحتياطات والاجراءات اتخذت على صعيد تنظيف مجاري الأنهر والقنوات المائية في صيدا وبلدات وقرى الاتحاد.
ويقول اثر ترؤسه (الاثنين) اجتماعا لمجلس الاتحاد في مكتبه في سراي صيدا الحكومي: "لقد بدأنا منذ 20 يوماً بالطلب الى البلديات كل ضمن نطاقها المباشرة بتنظيف مجاري الأنهر اذا وجد فيها والقنوات المائية ومجاري الصرف، تحسبا لقدوم الشتاء ولما يمكن ان يحمله من كميات كبيرة من الأمطار، وحتى لا نقع لاحقا في اية مشكلات او اضرار قد تنجم عن عدم جهوزية هذه القنوات والمجاري على استيعاب الأمطار المتوقع هطولها".
ويشير بوضاهر الى ان "هناك خطة طوارئ متخذة اساسا وهناك تنسيق دائم مع كل الأجهزة المعنية من امنية وعسكرية وادارية وخدماتية فضلا عن البلديات والهيئات التي تعمل بالاغاثة ليتم التحرك سريعا عند اي طارئ يتعلق بحلول الشتاء".
وبموازاة ذلك، تفرض مشكلة النازحين نفسها بقوة مع قرب حلول الشتاء في صيدا ومنطقتها لا سيما في الأماكن التي تتركز فيها تجمعات غير محمية للنازحين، كالخيم او البيوت غير المكتملة، وبرزت هذه المشكلة اثر الشتوة الأولى هذا العام في بعض هذه التجمعات حيث اجتاحت مياه الأمطار خيما تقطنها عائلات نازحة واقتلعت العاصفة أخرى، كما حصل في مخيم عين الحلوة اواخر ايلول الماضي.. حيث اضيف هذا الواقع الى ملف التحضيرات لفصل الشتاء في المدينة ومنطقتها.