×

في لقاء حول كتابه كنت كثيرا، لم أكن احداً ..في احوال الطفولة والصبا

التصنيف: تقارير

2013-10-11  10:45 م  1424

 

بدعوة من حلقة التنمية والحوار ، جمع حمزة عبود في مركز الحلقة في الصالحية نخبة من المثقفين والمهتمين بالأدب والشعر والكتابة الابداعية في لقاء حول كتابه الجديد "كنت كثيرا ، لم اكن احدا .. في احوال الطفولة والصبا " ، الصادر عن مؤسسة الانتشار العربي . والذي اهداه عبود الى "زمن عبد الحليم حافظ والى كل الذين اصابتهم عدوى " آمال وأحزان " ذلك الزمن .. وقال في الاهداء: كنت دائما اريد ان اكون احدا سواي .. ويتضمن الكتاب الذي يقع في نحو 262 صفحة من القطع الوسط ذاكرة خمس سنوات من طفولة وصبا الكابت تنقل خلالها بين صيدا وعدلون مع وصف دقيق لشخصيات وامكنة واحداث تأثر بها ، وتجليات شخصية وجدانية وعاطفية وفكرية وثورية .

شارك في اللقاء: العلامة السيد هاني فحص ، الكاتب والصحافي نصري الصايغ ، الدكتور محمد علي مقلد ، ورئيس حلقة التنمية والحوار اميل اسكندر ، وحضره النائبان "علي عسيران وميشال موسى" ، وممثل النائب بهية الحريري نزار الرواس ، والعلامة السيد كاظم ابراهيم ، ممثل المطران ايلي حداد الأرشمندريت جهاد فرنسيس ، مدير دار العناية الأرشمندريت نقولا صغبيني وحشد من الشخصيات .

اسكندر

استهل اميل اسكندر اللقاء بكلمة ترحيبية بالحضور" في رحاب مركز التنمية والحوار الذي اراده مؤسسه المطران سليم غزال مساحة حوار وتواصل ولقاء بين الانسان والانسان وورشة تنمية وولاء للإنسان كل انسان في زمن الولاءات المشوشة التي انتعشت في جدب السياسة ونار العصبيات لكي نستكين في هذه الأمسية للإصغاء لبوح الروح وهمس الذكريات واستنباش الصور الموغلة في براءة الطفولة وفوران الشباب كما عاشها حمزة عبود" . وقال: "نتلاقى ونتحادث بعفوية الكلمات لأننا اشتقنا الى الهدوء واى استراحة في فيء الوجدان وظلال الذكريات وتألق الحروف هلى حفافي الزمن الماضي وفي زواريب المدينة الضيقة الآمنة ليست كزواريب اليوم حيث يتربع على عروشها امراء ويمسك بمفاتيحها اهل الحل والربط من آلهة هذا الزمن .. لنعيش في هذه اللحظات القليلة تجربة ادبية ووجدانية حالك نسيجها قلم حمزة عبود برهافة الذوق واناقة الخاطرة ، حمزة عبود الآتي من حواكير الضيعة والحارات المتجاورة والبيوت المتلاصقة الى السكن في المدينة نطوف معا في احوال الطفولة والصبا ويتداور على الكلام سيد فاحص وصائغ ماهر ومقلد لا يشبه المقلدين ".

فحص

ثم تحدث العلامة هاني فحص فاستهل كلامه بالقول " لقد قبلت الكتابة بسبب الفراغ الذي توفر لي نتيجة الاستغناء عن خدماتي الدينية لأني لم اتحول الى إمعة طائفية .. والا فما الذي يلزمني بقراءة هذه التفاصيل التي كانت لتكون مملة لولا انها جميلة جدا وتوافق قناعتي بأن الجمال والعبرة رهينة التفاصيل شرط ان يكون الكاتب حاذقا وصادقا ومطابقا بين شخصه ونصه كحمزة .. الذي وبسبب جوع عتيق واشك بل بسبب شراهة كرر تفاصيل الطعام والمطاعم حتى فاحت رائحة اليخنات من كتابه وزكمت أنفي رائحة الفلافل حتى اني قررت ان لا افوت الوجبة في العكاوي غدا لدى عودتي الى بيروت وفعلتها وذقت طعم طفولتي مزيدا من عليها بهارات حمزة مع سخاء في الطراطور المركب من حامض عدلوني مسروق وطحينة صيداوية .. وكأن الريف والمدينة اتفقا على نكهة مركبة في الفول والفلافل وحمزة وابراهيم وكاظم وحسن وعباس واحمد .... " . واضاف " سيرة حمزة .. هي سيرتي .. سيرتنا ..ومن هنا العنوان المنحوت بحساسية الحوار او الجدل الجميل بين الذات والآخر .. كنت كثيرا .. لم اكن أحداً .. كأن العنوان توقيع على كلام أرسطو على أفلاطون : ابن الجميع ليس ابناً لأحد .. أبداً أبداً .. مع كل تجلياته فينا..

وقال " كل ما قلته كوم وحبك لصيدا التي احببناها متأخرين لأننا لسنا من عدلون ولا من الزهراني .. ولكننا احببناه كثيرا وعميقا .. لا لشيء الا لأننا التقينا فيها بفلسطين ولبنان وعربوة الانتماء الصافية ومعروف سعد ورفيق الحريري ورياض الصلح وحسيب عبد الجواد واحمد عارف الزين وعبد المجيد لطفي وعادل عسيران .. قل ما قلته كوم وصيدا التي احببت رائحتها كوم ، فاكتبها ، اكتب وعي جيلك لها وفيها ، واكتب ذاكرتها من اجل ان تسلم احلامها وتبقى مثالا للعيش المشترك وايقونة للوطن ".

الصايغ

وتحدث نصري الصايغ فقال" عندما تقرأ سيرته في صيدا ، تخلص الى انه صيداوي ، وان لم يكن منها ، بل لأنها باتت هي منه ، من دونها لا مكان ليتمشى ويسرح مخيلته وأحلامه وشهواته .. في كتابه يقول " لم أكن اعرف في ذلك الوقت ان الأمكنة ( صيدا) هي التي تصنع حياتنا وامزجتنا .. لقد منحتني هذه الأمكنة شعوراً بالحرية وحب السفر .. صيدا مرفأ الأحلام موطىء الحرية ومقام المغامرة .. بدت لي مع حمزة انها مدينة مفتوحة على الادمان .. من أحبها تـعـتـعه سكرها .. صديقي حمزة في صيداه هو " حنا السكران " بلا بطحة، ولا مبالغة في ذلك ، هو يقولها مميزا بين عالمها وعدلون الأم ... يقول حمزة (لم نشعر يوما اننا نعود الى الأمكنة نفسها .. الأمكنة ليست حدودها الجغرافية والطبيعية التي نتوهمها في لقائنا الأول ، ولكنها الحوادث والأحلام والذكريات التي ننسجها حولها )شيء من فلسفة البلوغ .. وظيفة الأمكنة .. ان تحملنا الى اماكن أخرى .. المكان بهذا المعنى شيء تبتكره .. لا تتردد عليه ، بل تسافر منه اليه بطريقة اخرى .. هكذا كان سفر حمزة منذ اول خطوة وطئتها قدماه خارج عتبة البيت .. نيال صيدا .. حمزة فيها .. بل منها .. حفظها عن ظهر قلب ، وصداقته لها جعلته لا يرى فيها سواها وما يشبهها .وهذا ما افسر به غياب السماء عن نص حمزة .. ينظر الى الحجر بسحره وصيرورته .. عيناه مصوبتان الى الحارات والشوارع .. لا كلام في نصه عن الفضاء او عن الأزرق العلوي .. حمزة كائن أرضي فقط .

مقلد

وتحدث الدكتور محمد علي مقلد فقال" هو ليس سيرة ذاتية لأن الفترة التي يتناولها محصورة بسنوات خمس من احوال الطفولة والصبا .. كما انه ليس من صنف المذكرات .. فالوقت مبكر في مثل سنه لكتابة مثلها .. وهو ليس رواية لأن بعض مقومات هذا الفن متوفرة فيه فيما هو يحتاج الى بعضها ألآخر .. هو اذن ما يمكن ان نسميه كتابا في الحنين . الحنين الى تلك الفترة من العمر التي لا يكون فيها المرء مسؤولاً عن "شقاوته " وان أسأت النية قلت انه حنين الى تلك " الشقاوة " بالذات التي قد لا يجرؤ عليها في هذا السن .. حنين الى المكان ، الى الأمكنة .. الى صيدا القديمة بزواريبها وحاراتها واسماء حوانيتها والغرف التي سكن فيها سنوات الدراسة .. والمدارس الثلاث التي تنقل بينها خلال خمس سنوات، والى عدلون مسقط رأسه والى سهلها وبحرها وبساتينها والنبي ساري . حنين الى صداقات الطفولة .. الى ماض جميل يتمثله في شخصية جده الراسخ في ذاكرته كالزيتونة التي تفيأ ظلها ردحا من كهولته وشيخوخته ... حنين الى الكبت الأولى والأفلام ألأولى والأغنيات الأولى ومغامرات الحب الأولى .. " .واضاف "حنين جميل .. لن نسامحه اذا كان قد استبدل الشعر بالحنين الى الشعر .. ففي الكتاب جمل شعرية ومقاطع قليلة تحيل الى كتبه الشعرية لا النثرية .. حين يتحدث عن الشارع فيصفه بأنه " دليل المدينة ومفكرة مواعيدها " ، او عن المتعبين الذين " يغسل البحر شقاءهم اليومي " او عن البحر الذي خطر له " أنه يشبه جدي بقمصانه الزرقاء"..يبدو لي ان حمزة لا يتذكر تلك السنوات الخمس بقدر ما يحن اليها ..فهي منذ انطوت ايامها لم تفارقه ابداً؟؟ سنوات خمس من عمر مدينة يوم كانت لا تزال مدينة ريفية.. السنوات الخمس ذاتها من عمر القرية الممتد مداها في الجغرافيا حتى الليطاني والممتد في التاريخ بحسب مبالغات حمزة الغرامية الى ما قبل التاريخ" . وخلص مقلد للقول " اشهد ان حنين حمزة للأماكن والأشخاص والكتب والماضي والطفولة هو تعبير عما يختزنه في داخله من وفاء لمن ولما يعرفه من الناس والأشياء . الوفاء بعض من مآثره .. هو وفيّ للأماكن كما للمبادىء التي تربى عليها . نقرأ حمزة بفرح لا لأنه شاعر فحسب يكتب عن تاريخ المدينة ، بل لأن مدينتنا صيدا وعدلون تستحقان ايضا كل الحب .".

وختاما تحدث حمزة عبود فشكر كل من شارك في هذا اللقاء مستحضرا بعضاً من خصوصية السنوات الخمس من طفولته وصباه ..

 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا