×

انتحار آمنة اسماعيل : فيلم موثّق بإخراج زوجها

التصنيف: المرأة

2013-10-14  05:41 ص  1959

 
  • ليلي جرجس,


حادثة إنتحار، فيديو موثق، وتكهنات لم تتخطَ الفرضيات حتى تُكشف ملابسات ما جرى حقيقة في منطقة الرملة البيضاء وتحديدا في بناية ريان – الطبقة الثامنة. الثابتة الوحيدة في هذا المسلسل المأسوي انتحار آمنة اسماعيل، ورغم ان الأسباب ما زالت مجهولة حتى الآن إلا ان الفيديو يُسقط عمدا فرضية واحدة تكمن في نجاح زوجها كفاح احمد في توثيق براءته وإبعاد الشبهات عنه " كي لا يُتهم بقتلها". رمت آمنة بنفسها من الطابق الثامن وأخذت معها سرّ هذا الانتحار والدافع الحقيقي وراء إقدامها على الانتحار. إنتحار آمنة فتح الباب واسعا على مسلسل الجرائم المتنقل في لبنان، فمن بيصور، الى صربا، فالرملة البيضاء مناطق مختلفة جمعها قاسم مشترك:جريمة قتل او انتحار.

توفيت آمنة نهار السبت عند الساعة الثامنة اي بعد ساعة من سقوطها عن المبنى. بقيت ساعة كاملة ممدة على الارض وفي جسدها الضعيف نبض يشير الى بقائها على قيد الحياة. "صرخت آمنة وهي تلقي بنفسها من على الشرفة في منزلها الذي ما زال قيد الانشاء" هذا ما رواه شهود عيان في منطقة الرملة البيضاء عند سؤالنا عما جرى. اثارت حادثة الانتحار بلبلة وصدمة عند سكان المنطقة، ويقول ناطور البناية المقابلة في هذا الصدد "سمعنا صوتا وما ان إلتفتنا الى الوراء، لأننا كنا متواجدين امام المبنى المجاور لبناية ريان حتى وجدناها ممدة على الارض". كانت آمنة اسماعيل على قيد الحياة، هذا ما أكده السكان هناك، كان مغمى عليها وحده النبض يؤكد انها لم تفارق الحياة على الفور. تأخرت سيارة الإسعاف ومعها إضمحل امل النجاة، وحدها الصدمة كانت سيدة الموقف في تلك الساعة بالذات حيث الكل وقف مذهولا امام هذه الفاجعة.

انتحار آمنة...دراما مفجعة
عند الساعة السابعة إلا عشر دقائق شهدت بناية ريان حادثة مأسوية لم تكن في الحسبان، لا سيما ان الزوجين كفاح وآمنة وصلا نهار الجمعة الى لبنان ( اي قبل يوم واحد على الحادثة) ، فهما كانا مسافرين الى بلجيكا وانغولا، ولم يمضِ على زواجهما الستة اشهر. عملية الانتحار لم تكن كغيرها من عمليات الانتحار، وكأن دراما الانتحار لن يكتمل مشهدها إلا بتصوير الحادثة اولا بأول، ليُخيل اليك انك امام مسلسل حيث يتمتع مخرجه بأعصاب باردة وقوية. المخرج كان الزوج والضحية كانت آمنة (ابنة 26 عاما) الذي انتهى دورها في الحياة باكرا في مسلسل لبناني غامض لم تكشف خيوطه بعد. ورغم توسل كفاح زوجته لعدم الإقدام على الإنتحار، ويطلب منها ألا تفعل ذلك "ليس من أجله ولكن من أجل والدتها"، إلا ان أسئلة كثيرة في انتظار ان يجيب عنها. يجمع السكان على ان هناك لغزا يلف عملية الانتحار وبرودة الاعصاب التي رافقت عملية التصوير. ورغم كل التكنهات والاشاعات إلا ان الفرضية الاقرب الى المنطق واستنادا الى اقوال الزوج اثناء تصوير الفيديو تشير الى ان كفاح كان مصابا بفيروس جنسي من نوع " أتش بي في" وانه نقل العدوى الى زوجته. وما قد يعزز هذه الفرضية اقوال كفاح اثناء تصويره الفيديو " يا حبيبي ما بني شي، وين ما عم روح عم باخذك معي" .

شُيعت آمنة نهار الأحد في صور في منطقة الحوش ، وعمدت العائلة والاقارب الى التعميم على الحادثة وتفادي إثارة البلبلة إلا ان الفيديو تمّ تسريبه ونشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فكان الفيديو بمثابة الفتيل الذي اشعل النار في ملف آمنة واعادة فتحه بعد يومين على وقوع الحادثة. وفي ذكرى يومها الثالث في منزل العائلة في صور، أفاد مصدر مقرب من العائلة لـ"صدى البلد" بأنّ حالة من الغضب والحزن تسيطر على عائلتها الكبيرة والصغيرة. المؤكد ان الكل حريص على عدم التحدث بالموضوع الى حين جلاء الحقيقة، اذ تلتمس حذر وتريث افراد العائلة في اطلاق الاحكام المسبقة بقولهم "لن نطلق الاحكام قبل انتهاء التحقيقات وصدور نتائح الفحوصات المخبرية للتأكد من سبب الوفاة والانتحار".

 وفي انتظار ما ستكشفه التحقيقيات لم يبق امام عائلة آمنة سوى ترداد عبارة واحدة لإسقاط بعض الاشاعات التي طالت ابنتها "آمنة لا تعاني من اي اضطراب وهي كانت تعيش حياة طبيعية كسواها".فرضية يسعى الاهل الى اسقاطها بطريقة غير مباشرة مكتفين بهذا الردّ في الوقت الحاضر، ويبقى السؤال الأهم من الذي سرّب الفيديو الى مواقع التواصل الاجتماعي ؟ ولماذا تمّ استخدامه علما انه يعتبر دليل براءة يجب ان يكون في يد الاجهزة الامنية وليس في يدّ اللبنانيين ؟ أسئلة كثيرة وفرضيات عدّة لحادثة أليمة وقعت ضحيتها آمنة إسماعيل في فيلم موثق في انتظار من يفكّ شيفرة احداثه الحقيقة وكشف الرواية الصحيحة لانتحارها ؟

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا