×

فرنسا تعلن الحداد الوطني على الصافي؟!!

التصنيف: Old Archive

2013-10-14  12:08 م  543

 

 (أو نيس أو باريس)، ولو كان قضى 75 عاماً من حياته يُنشد ويلحّن أغانيَ باللغة الفرنسية؟.

إنّ مجرّد تخيّل وديع الصافي من جنسية مختلفة سيكون مهمّة صعبة، لما في ذلك من مخاطرة بتراثنا اللبناني، سواءٌ الثقافي أو الموسيقي. ولم يقع الاختيار على فرنسا في عنوان هذا النص الافتراضي سوى لأنّ هذه الدولة تحرص دائماً على تقديم التحيّة بشكل لائق لسياسيّيها ومثقّفيها وفنّانيها عندما يموتون.

ودولتنا التي تفتقر إلى الكثير من المقوّمات المؤسّساتية والأكاديمية، بخلت على أحد أبرز رموزها بوقفة احترام وتقدير لدى مماته.
وديع الصافي مات يوم الذكرى الخمسين لرحيل المغنّية الفرنسية اديت بياف، ونحن لسنا بصدد التشبيه بين الاثنين لا من الناحية الفنّية ولا الرمزية.

لأنّه لا يمكن مقارنة بياف التي ماتت عن عمر 48 عاماً بوديع الصافي الذي امتدّ مشواره الفنّي فقط على مدى 75 عاماً. لكن يوم ممات بياف توقّفت جميع المؤسّسات الرسمية والخاصة عن العمل، في واحدة من أبرز دول العالم، ولبنان الصغير بمساحته ومؤسّساته لم يقدر أن "يتوقّف" إجلالاً لعملاق بحجم وديع الصافي.

على "تويتر" اجتاحت موجة من التغريدات الغاضبة حسابات عدد كبير من المثقّفين والإعلاميّين والفنّانين وتحوّلت هاشتاغ #الشعب_يطالب_بيوم_حداد_وطني_لوديع_الصافي التي أطلقها موقع "بصراحة" إلى التغريدة الأكثر انتشاراً عبر الموقع بعد ساعات قليلة على إطلاقها. وقد تمكّنت التغريدة التي عكست مدى الخيبة الشعبية من الشلل الرسمي إزاء الفاجعة الوطنية من احتلال المراكز الأولى في قائمة الـ"trends" أو التغريدات الأكثر تداولاً.

جورج قرداحي، رامي عيّاش، سعيد الماروق، يارا، نزار فرنسيس، ورد الخال، وغيرهم من الوجوه الفنّية والإعلامية البارزة اجتمعوا على استنكار الموقف الرسمي من المطلب الشعبي بيوم حداد وطنيّ لعملاق بحجم وديع الصافي. في حين لم يتمّ رصد مشاركة أيّ رجل سياسة في الحملة الشعبية "الالكترونية".

رئيس الجمهورية والحكومة ووزيرا الثقافة والإعلام اكتفوا برثاء "الفقيد"، ولم يبادروا إلى اتّخاذ خطوة باتجاه تكريم الصافي بيوم حداد لوطنٍ حمله بصوته إلى كلّ العالم طوال 75 عاماً قدّم خلالها ما يفوق الـ5000 أغنية، مثرياً المكتبة الموسيقية اللبنانية والعربية بصوت كان الأجمل في الشرق إن لم يكن في العالم.

رحلتَ يا وديع عن وطن ليست فيه السياسة ولا الفنّ صافياً، ورحلت يا وديع عن أغنية ستشتاق كثيراً إلى صفاء صوتك. لم ولن تكون فرنسيّاً وستبقى إلى حين ممات ذاكرتنا لبنانيّاً. وإذا بخلت عليك دولتنا بيوم حداد وطنيّ واحد، كن واثقاً أنّنا سنمضي الأيّام المقبلة جميعها حداداً على وطن يهمل عظماءَه. 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا