الأحزاب تحتكر النشاطات في «الجامعة اللبنانية»

التصنيف: Old Archive
2013-10-19 06:09 ص 579
تخسر «الجامعة اللبنانية» إذا قورنت نشاطاتها السنوية بنشاطات جامعة محلية أخرى. والمقصود، تحديداً، نشاطات موجهة للطلاب. وهي، يفترض بها، أن تبعدهم قليلاً عن الدروس وضغوطها. أي ترفيهية واجتماعية. لكن هذه الخسارة لا تعني أن طلاب «اللبنانية» لا يخرجون من صفوفهم. إذ يمكن أن تنظم نشاطات من قبل سلطات بديلة. تؤسس هذه، وهي «هيئات طالبية» ملتزمة حزبياً، لنفوذ يوازي أو يغلب سلطة الإدارة نفسها. على أن هذا لا يبعد عن سياسة الإدارة، مركزية كانت أم على مستوى الكليات، التزامها بتعريف الجامعة بصفوفها، دروساً وامتحانات، فحسب.
يمكن لسمر إبراهيم أن تتذكر قليلاً من النشاطات التي حصلت في أعوامها الدراسية. كانت طالبة في كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال في الحدث. تخرجت من سنة. «تنظم أحياناً دورة فوتبول أو بينغ بونغ. ليس أكثر». وهي تبرر ذلك بضيق الوقت المتاح لما هو خارج الصف. ربما. لكن، في كل الأحوال، لا شأن للإدارة بهذه الدورات. بل تنظمها «الهيئة الطالبية». وهي، في الحدث، تلتزم بـ«حركة أمل». وتتحول، مع الوقت، الهيئة إلى الترويج الحزبي. هكذا، تطغى النشاطات الحزبية على غيرها. «ذكرى انتصار، يوم شهيد، إلى آخره. وهذه يمكن أن تكون مهرجانات أو ندوات».
لا يختلف الأمر في كلية الحقوق والعلوم السياسية في صيدا. تخرج صالح جمعة منذ سنة أيضاً. ويمكنه أن يتذكر نشاطات رياضية، ومعرضاً للكتاب، وطبعاً مهرجانات حزبية. وهذه كلها يمكنها أن تدخل في بزار تنافسي بين الجهات الحزبية ذات النفوذ في الفروع. «تكتفي الإدارة بمنح إذن من أجل إقامة هذه النشاطات. يعني، كأنها غير موجودة. أو سلطة شرفية». لا يحب صالح أن يقارن «اللبنانية بغيرها. إذ إن وضعها خاص جداً». لكنه يقول أنه لا يبرر هذا التقصير. «لا تخسر الجامعة شيئاً اذ شجعت طلابها على التحرك اجتماعياً».
لكن «اللبنانية» تبدو في مكان آخر. وطلابها، في الأصل، لا يطلبون كثيراً، أو لا يبالغون في ما يطلبونه. كان رامي منتش طالباً في كلية العلوم في النبطية. لكنه سيكمل هذه السنة دراسة «الماستر» في الفنار. وهو يفضل أن يتحدث عن أحوال الجامعة نفسها «كما هي الآن. الاهمال كبير. في ما نحتاج إليه، في المسائل الأكاديمية والإدارية، مقصرون. هذه الأساسيات. فكيف تريدهم أن يشتغلوا في الأمور الترفيهية». لكن وضع هذه الكلية يبدو أفضل من غيرها، وفق وصف رامي. غير النشاطات الرياضية تنظم «مسابقات بالرسم والفن والشطرنج وندوات شعرية». لكن هذه من تنظيم «الهيئة الطالبية» طبعاً، أو مبادرات فردية. لكن، الحق يُقال، «يحضر مدير الكلية في حفلات التكريم وتوزيع الجوائز».
لا تقول داليا رزق غير ما سبق. وهي طالبة في كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال في الأشرفية. يوجد نشاطات طبعاً. «لكنها من تنظيم الأحزاب. وهي صارت مملّة. تتكرر، كما هي، سنوياً». وتكون، في الغالب، «موجّهة إلى طلاب السنة الأولى. كأنهم لا يهتمون بغير هذه الفئة». وهذا مفهوم تماماً. إذ تجرب هذه الأحزاب، متخذة هيئات نشطاء جامعيين، تلزيم الطلاب الجدد بهويات محددة. إلا أن الإدارة غائبة بالتأكيد. ومفهوم النشاط اللاصفي، نفسه، صار ملتبساً عند الطلاب. تفضل داليا، مثلاً، أن تبقى «الإدارة بعيدة عن هذه النشاطات، وأن لا تدعم أحداً. هذا أحسن من أن يُفهم أنها منحازة إلى جهة معينة». هكذا، كأن النشاط لا يمرّ إلا بمسلك سياسي وحيد. وهذا، على واقعيته وتحققه يومياً في هذه الفروع، يبدو مريعاً. وهذا ما يلتبس، أيضاً، عند سالي حداد الطالبة في كلية الإعلام والتوثيق في فرع الفنار. «لا يمكن الإدارة أن تدعم أحداً كي لا يظن أنها منحازة». وتكون النشاطات، في الغالب، «أقرب إلى احتفال في مناسبات سياسية أو أعياد». ويمكن لإدارة الجامعة أن «تنظم مرة في السنة ندوة ثقافية». وما يبقى هو من شغل أحزاب وجمعيات ناشطة. «وهذا تقصير طبعاً»، تقول سالي.
تنظم، غالباً، في الفروع، رحلات خارجية. يحمل الطلاب أنفسهم ويطلعون في الباص. تختلف وجهة كل منهم. لكن يبقى الجامع بينهم شبهة الاستنفاع. وهو يتحدد معنوياً ومادياً. إذ حين تنظم الأحزاب رحلات ترفيهية فإنها تدعم «حضورها المحبب بين طلابها». ترفه عن قلوبهم، على الأقل. لكن من جهة أخرى تكون الرحلات فرصة لتأمين مدخول مادي لبعض منظمّيها. وهم، في الغالب، أفراد قرروا، بمبادرة شخصية، التنظيم والتنسيق والحجز مقابل أجر معين. يقتطعون منه، بعد حساب النفقات، نصيبهم الخاص. هذا على الأقل ما يشير إلى بعض نماذجه سمر وصالح.
عاصم بدرالدين
يمكن لسمر إبراهيم أن تتذكر قليلاً من النشاطات التي حصلت في أعوامها الدراسية. كانت طالبة في كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال في الحدث. تخرجت من سنة. «تنظم أحياناً دورة فوتبول أو بينغ بونغ. ليس أكثر». وهي تبرر ذلك بضيق الوقت المتاح لما هو خارج الصف. ربما. لكن، في كل الأحوال، لا شأن للإدارة بهذه الدورات. بل تنظمها «الهيئة الطالبية». وهي، في الحدث، تلتزم بـ«حركة أمل». وتتحول، مع الوقت، الهيئة إلى الترويج الحزبي. هكذا، تطغى النشاطات الحزبية على غيرها. «ذكرى انتصار، يوم شهيد، إلى آخره. وهذه يمكن أن تكون مهرجانات أو ندوات».
لا يختلف الأمر في كلية الحقوق والعلوم السياسية في صيدا. تخرج صالح جمعة منذ سنة أيضاً. ويمكنه أن يتذكر نشاطات رياضية، ومعرضاً للكتاب، وطبعاً مهرجانات حزبية. وهذه كلها يمكنها أن تدخل في بزار تنافسي بين الجهات الحزبية ذات النفوذ في الفروع. «تكتفي الإدارة بمنح إذن من أجل إقامة هذه النشاطات. يعني، كأنها غير موجودة. أو سلطة شرفية». لا يحب صالح أن يقارن «اللبنانية بغيرها. إذ إن وضعها خاص جداً». لكنه يقول أنه لا يبرر هذا التقصير. «لا تخسر الجامعة شيئاً اذ شجعت طلابها على التحرك اجتماعياً».
لكن «اللبنانية» تبدو في مكان آخر. وطلابها، في الأصل، لا يطلبون كثيراً، أو لا يبالغون في ما يطلبونه. كان رامي منتش طالباً في كلية العلوم في النبطية. لكنه سيكمل هذه السنة دراسة «الماستر» في الفنار. وهو يفضل أن يتحدث عن أحوال الجامعة نفسها «كما هي الآن. الاهمال كبير. في ما نحتاج إليه، في المسائل الأكاديمية والإدارية، مقصرون. هذه الأساسيات. فكيف تريدهم أن يشتغلوا في الأمور الترفيهية». لكن وضع هذه الكلية يبدو أفضل من غيرها، وفق وصف رامي. غير النشاطات الرياضية تنظم «مسابقات بالرسم والفن والشطرنج وندوات شعرية». لكن هذه من تنظيم «الهيئة الطالبية» طبعاً، أو مبادرات فردية. لكن، الحق يُقال، «يحضر مدير الكلية في حفلات التكريم وتوزيع الجوائز».
لا تقول داليا رزق غير ما سبق. وهي طالبة في كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال في الأشرفية. يوجد نشاطات طبعاً. «لكنها من تنظيم الأحزاب. وهي صارت مملّة. تتكرر، كما هي، سنوياً». وتكون، في الغالب، «موجّهة إلى طلاب السنة الأولى. كأنهم لا يهتمون بغير هذه الفئة». وهذا مفهوم تماماً. إذ تجرب هذه الأحزاب، متخذة هيئات نشطاء جامعيين، تلزيم الطلاب الجدد بهويات محددة. إلا أن الإدارة غائبة بالتأكيد. ومفهوم النشاط اللاصفي، نفسه، صار ملتبساً عند الطلاب. تفضل داليا، مثلاً، أن تبقى «الإدارة بعيدة عن هذه النشاطات، وأن لا تدعم أحداً. هذا أحسن من أن يُفهم أنها منحازة إلى جهة معينة». هكذا، كأن النشاط لا يمرّ إلا بمسلك سياسي وحيد. وهذا، على واقعيته وتحققه يومياً في هذه الفروع، يبدو مريعاً. وهذا ما يلتبس، أيضاً، عند سالي حداد الطالبة في كلية الإعلام والتوثيق في فرع الفنار. «لا يمكن الإدارة أن تدعم أحداً كي لا يظن أنها منحازة». وتكون النشاطات، في الغالب، «أقرب إلى احتفال في مناسبات سياسية أو أعياد». ويمكن لإدارة الجامعة أن «تنظم مرة في السنة ندوة ثقافية». وما يبقى هو من شغل أحزاب وجمعيات ناشطة. «وهذا تقصير طبعاً»، تقول سالي.
تنظم، غالباً، في الفروع، رحلات خارجية. يحمل الطلاب أنفسهم ويطلعون في الباص. تختلف وجهة كل منهم. لكن يبقى الجامع بينهم شبهة الاستنفاع. وهو يتحدد معنوياً ومادياً. إذ حين تنظم الأحزاب رحلات ترفيهية فإنها تدعم «حضورها المحبب بين طلابها». ترفه عن قلوبهم، على الأقل. لكن من جهة أخرى تكون الرحلات فرصة لتأمين مدخول مادي لبعض منظمّيها. وهم، في الغالب، أفراد قرروا، بمبادرة شخصية، التنظيم والتنسيق والحجز مقابل أجر معين. يقتطعون منه، بعد حساب النفقات، نصيبهم الخاص. هذا على الأقل ما يشير إلى بعض نماذجه سمر وصالح.
عاصم بدرالدين
أخبار ذات صلة
في صحف اليوم: تراجع في موقف الجامعة العربية بشأن حزب الله بعد ضغط
2024-07-02 12:25 م 130
جنبلاط متشائم: أستشرف توسيع الحرب*
2024-06-24 09:10 ص 237
لبنان ليس للبيع... مولوي: نرفض الإغراءات المالية لتوطين النازحين*
2024-06-22 09:59 ص 198
تطوّر "لافت"... أميركا تكشف مكان السنوار وقادة حماس في غزة
2024-01-13 09:01 ص 268
خطة غالانت لما بعد حرب غزة.. هذه أهم بنودها
2024-01-04 09:09 م 320
مفوضية الجنوب في كشافة الإمام المهدي خرجت 555 قائدا وقائدة
2017-07-10 10:26 ص 1666
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا

لوائح جديدة للانتخابات البلدية والتحضيرات تنطلق بعد رمضان
2025-03-14 06:41 م

علماء: عثرنا على "سفينة نوح" التي أنقذت البشرية قبل 5 آلاف عام
2025-03-13 05:15 ص

بالصور شخصيات صيداوي في إفطار معراب..
2025-03-08 10:42 ص

بالصور أمسيات رمضانية مميّزة في صيدا بحضور بهية الحريري د حازم بديع
2025-03-08 10:40 ص

بهية الحريري ..مدينة صيدا وصيدا بهية الحريري
2025-03-04 06:14 م

سيدة تخسر مبلغاً ضخماً وتغلق الهاتف في وجه محمد رمضان
2025-03-03 05:29 ص

قميص زيلينسكي في لقاء ترامب يثير مقارنة مع ماسك وتشرشل
2025-03-03 05:20 ص

يا نايم وحّد الدايم.. يا نايم وحّد الله، قوموا على سحوركم، جايي رمضان يزوركم