×

حج مبرور يا صيدا والسعي مشكور

التصنيف: المرأة

2013-10-24  10:30 ص  640

 

 الله أكبر؛ ماأدّى الصيداويون شعائر الله، وسعوا في رحابه، ولاذوا بجنابه، وإتخذوا مكانهم مع ضيوفه وأحبابه، وكانوا عند الله من المقربين... فقد شرع الدين الإخلاص في كل شيء، ووصل بالإخلاص الى أبعد حدود الفداء... وبالنفس النفيس في طاعة الله، وأعزاز دينه، وإعلاء كلمته، وقصَّ القرآن الكريم حديث هذا الفداء الذي إبتلى به سيدنا إبراهيم الخليل في ثمرة فؤاده، وفلذة كبده سيدنا إسماعيل فقال (رَبِّ هبْ لي من الصالحين، فبشرناه بغلامٍ حليم، فلما بلغ معه السعي قال يابنيّ إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى، قال يا أبت إفعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين، فلما أسلما وتله للجبين، وناديناه أن يا إبراهيم قد صدّقت الرؤيا، إنا كذلك نجزي المحسنين، وإن هذا لهو البلاء المبين، وفديناه بذبحٍ عظيم) وبهذه القصة، ما أحوجنا فيها الى إلتماس التضحية منها، وما أحرانا أن نتخلق في هذه الظروف الدقيقة بالتضحية التي تحتم جمع شملنا...
فالأضاحي هي من أظهر شعائرنا في عيد الأضحى المبارك، شكر لله على نعمته، وإقتداء بسنة إبراهيم الخليل، وتأسياً بعمل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، لنطعم بها القانع والفقير والبائس والسائل والمحروم، وفي الحديث (من وجد سعةً ولم يُضَحِ فلا يقربن مصلانا) ففي الأضاحي بركة ننال ثوابها وأجرها...
والصيداويون يوم العيد يعظمون شعائر الله، ويعمرونه بكل فضيلة، ويزدادون به الى الله قرباً، وينزهون أنفسهم عن كل ما يتنافى مع كرامة مجد أمتهم التي جعلها الله خير أمةٍ أُخرجت للناس، وقد وقفوا في يوم عرفة (عنوان المجد والخلود) ورمز الوحدة والإئتلاف، ومحفل الأمم والشعوب، يتجلى فيه المولى على عباده بالرحمة، والمغفرة، عند ذلك يباهي الله بهم ملائكة السماء يقول أنظروا الى عبادي جاءوني شعثاً غبراً، أشهدوا أني غفرت لهم... فسبحانك اللهم قابل التوبة، وغافر الذنب(ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) وسبحانك اللهم الخالق المتعال(هل أتى على الإنسان حينٌ من الدهر لم يكن شيئاً مذكورا) فما طلعت الشمس ولا غربت على يوم خير من أيام عرفة تتشرف اليها نفوسنا، وتطير شوقا اليها أرواحنا، حيث تستلذ فيها المتاعب مهما عظمت، لقاء التمتع بهذه اللحظات المباركات، واللمحات الخالدات التي تمطر فيها السماء بالرحمات، وأن عوائد الله فيها تضاعف، وأن منته وامداداته تترادف، وعند الله مغانم كثيرة، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم!...
الله أكبر؛ والذكرى الكريمة في عرفة لنبينا العظيم، وخطبته المشهورة في حجة الوداع، حقٌ علينا أن نتخذ يوم عرفة عيداً لنا تخليداً لذكراه... فالوقوف في عرفة، والإقامة، والإفاضة الى المزدلفة، ودخول البيت الحرام، يشبه دخول الجنّة!! دار السلام!!...
فالعبادة لله وحده، والمعبود بحق حيّ قيوم لا تأخذه سنة ولا نوم، لا يغيب عن عباده طرفة عين... لله تبارك وتعالى بدوام الطاعة في كل زمان ومكان...
فاللهم إرحم شهداءنا الأبرار في هذه الأيام المباركة، وألهم أهلنا في عبرا الصبر على فقدانهم أبنائهم الأطهار، وبلسم جراح أولادهم الصغار الذين لا يزالون في المستشفيات، يصارعون الموت في حب الحياة، وفك أسر شبابهم، واغفر لحجاجنا الذين وقفوا على بابك في عرفات، وقد غلبت عليهم الدموع في الدعاء والرجاء وفي الصلوات، فاجعلهم يا ربنا عندك من المقبولين، وأعدهم الى صيدا سالمين، حجهم مبرور، وسعيهم مشكور...
منح شهاب
(صيدا)

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا